إدانات واسعة للهجوم الدموي على مدرسة قرآنية في باكستان
الأربعاء 28/أكتوبر/2020 - 06:39 ص
طباعة
حسام الحداد
قُتل ثمانية طلاب على الأقلّ وأصيب عشرات آخرون في انفجار قنبلة في مدرسة قرآنية في مدينة بيشاور الباكستانية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أثار استنكاراً واسعاً.
العملية:
قالت مصادر أمنية ورجال إنقاذ إن قنبلة انفجرت بقاعة الدراسة الرئيسية في مدرسة دينية بمدينة بيشاور، شمال غربي باكستان، يوم الثلاثاء (27 أكتوبر 2020)، ما أسفر عن مقتل ثمانية طلاب وإصابة العشرات.
وقال أنيس أحمد، من مستشفى "ليدي ريدينغ" بمدينة بيشاور، إن الانفجار تسبب في إصابة أكثر من 110 من الطلاب، أصيب بعضهم بحروق. وأعلنت الشرطة والأطقم الطبية في البداية أن جميع الضحايا من الأطفال، إلا أنه اتضح لاحقاً أن معظمهم في بداية العشرينات. وقالت الشرطة إنه تم تدبير الانفجار بدقة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه. ونفت حركة طالبان، التي سبق أن استهدفت مدارس إسلامية وأضرحة، المسؤولية عن هجوم اليوم.
وقال المسؤول الأمني المحلي محمد علي خان إن القنبلة انفجرت في مدينة بيشاور عندما كان الطلاب يحضرون دروساً في القرآن في الصباح الباكر. وكشف أن لقطات كاميرات المراقبة أظهرت شخصاً دخل المدرسة الإسلامية الساعة الثامنة صباحاً (0300 بتوقيت غرينتش)، قبل أن يترك حقيبة مليئة بالمتفجرات داخل القاعة. وأضاف أن القنبلة، التي كانت تحتوي على ستة كيلوغرامات من المواد المتفجرة، أصابت تقريباً كل من كان في القاعة، وتسببت في إحداث حفرة عميقة. وقال خان إنه جرى إغلاق المنطقة.
ردود الفعل المحلية:
وتبحث الشرطة عن الشخص الذي ترك الحقيبة. وقال بلال فائزي، الذي شارك في عملية الإنقاذ، إن العملية اكتملت وتم نقل القتلى والمصابين إلى المستشفى.
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، التفجير، وقال إن حكومته تعمل على "ضمان تقديم الإرهابيين المسؤولين عن هذا الهجوم الوحشي الجبان إلى العدالة".
من جانبها، أدانت مصر "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف المدرسة في بيشاور، مؤكدةً على وقوفها حكومة وشعباً مع حكومة وشعب باكستان في مواجهة "الإرهاب الغاشم"، وفقاً لبيان للخارجية المصرية تلقته وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ).
وسُجل انحسار في أعمال العنف في باكستان بعد عمليات عسكرية عدة نفذتها القوات الباكستانية في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، غير أن بعض المجموعات لا يزال قادراً على تنفيذ اعتداءات. ونفذت حركة طالبان الباكستانية هجوماً على مدرسة في بيشاور في ديسمبر 2014، أوقع أكثر من 150 قتيلا معظمهم من الأولاد، ما حمل الجيش الباكستاني على تكثيف عملياته ضد المجموعات المسلحة في المنطقة.
وفي الأشهر الأخيرة، عاد عناصر "طالبان" الباكستانيون إلى تجميع صفوفهم من جديد، ما يثير الخشية من إمكانية استعادة قدرتهم السابقة على الأذية، بعد اعتداءات عدة ضد قوات الأمن الباكستانية على طول الحدود مع أفغانستان.
ردود فعل دولية:
أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف اليوم 27 أكتوبر الجاري مدرسة دينية بمدينة بيشاور في شمال غرب باكستان، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وأعربت مصر عن خالص تعازيها لأسر الضحايا، وتمنياتها بسرعة الشفاء للمصابين، مؤكدةً على وقوفها حكومة وشعبًا مع حكومة وشعب باكستان في مواجهة الإرهاب الغاشم.
كما جدّدت مصر رفضها التام لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرُف، وتضامنها مع باكستان الصديقة في هذا المُصاب الأليم.
كما أدان الأزهر الشريف التفجير الإرهابي الذى حدث اليوم فى مدرسة دينية فى مدينة بيشاور غرب باكستان أدى إلى وفاة عدد من الأطفال ضحية الانفجار ووقوع عدد من المصابين .
وأكد الأزهر الشريف فى بيان له اليوم إدانته ورفضه لهذا الحادث الإرهابي الغاشم، وأن الأزهر يعلن تضامنه الكامل مع ضحايا جميع الحوادث الإرهابية ، ووقوفه صفًا واحدًا مع كل أصحاب النوايا الصادقة لاقتلاع هذا الإرهاب الدموي من جذوره.
وشدد الأزهر فى بيانه على أنَّ تلك الجريمة هى إرهاب دموي لا يمكن أن يبرره معتقد ، ولا يقوم بتنفيذه سوى عقول شيطانية أدمنت إراقة الدماء ونشر الفوضى .
وتوجه الأزهر الشريف بخالص العزاء لأسر الأطفال الشهداء كما تقدم بالعزاء لدولة باكستان حكومة وشعبا فى هذا الحادث الأليم داعين المولى عز وجل أن يشفى المصابين الأطفال وأن يتغمد الأطفال الشهداء بواسع رحمته ومغفرته.
كما أدان الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- الهجومَ الإرهابي الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء، عن طريق تفجير استهدف مدرسة دينية في مدينة بيشاور غربيَّ باكستان؛ ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 5 أطفال، وعشرات الجرحى والمصابين بينهم أطفال.
وشدد مفتي الجمهورية في بيانه الذي أصدره اليوم على رفض الشريعة الإسلامية القاطع لكافة أشكال الاعتداءات الإرهابية الآثمة وترويع الآمنين والأبرياء دون وجه حق، ضاربة بتعاليم الأديان والشرائع السماوية والمواثيق الدولية عُرض الحائط.
وأكد مفتي الجمهورية أن جماعات التطرف والإرهاب لا اعتبار عندهم لحرمة الدماء ولا لحرمة الاعتداء على الأطفال الأبرياء، وأنهم يسعون لمزيد من سفك دماء الأبرياء الآمنين ليصدق عليهم قول المولى عز وجل: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
وجدد مفتي الجمهورية دعوته إلى ضرورة التعاون الدولي الفعال لمواجهة كافة أشكال العنف والإرهاب واستهداف الأبرياء دون وجه حق، واستئصال جذور الإرهاب البغيض الذي يهدد كل العالم دون استثناء.
وتوجه فضيلة المفتي بخالص العزاء لباكستان، رئيسًا وحكومًة وشعبًا، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل.
كما عبرت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي وقع في مدرسة دينية بمدينة بيشاور شمال غرب باكستان، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم أطفال.
وجددت الوزارة التأكيد على رفض المملكة لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة، وقدمت الوزارة العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولجمهورية باكستان الإسلامية حكومةً وشعبًا مع التمنيات للمصابين بسرعة الشفاء.