انتفاضة أوروبية ضد جماعات الإسلام السياسي
انتفاضة أوروبية ضد جماعات الإسلام السياسي، ومحاولة جادة لمواجهة
فكرية واسعة المستوي إلى جانب قرارات جديدة سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة
لمحاربة الأفكار المتطرفة، وملاحقة الجماعات المتورطة فى نشر خطابات
الكراهية، إلى جانب رصد كل مصادر تمويل
هذه الجماعات والكشف عنها ، إلى جانب اقتراح عدد من الأفكار لمواجهة هذه الخطابات،
ونشر أفكار التسامح وقبول الآخر، والتوصل إلى آلية اقليمية ووطنية لنبذ العنف ونشر
التسامح.
ودعت دول أوروبية مثل النمسا ، فرنسا،
وألمانيا إلى وضع مقترح بمحاربة الاسلام السياسي فى أوروبا على جدول أعمال القادة
الأوروبيين خلال الفترة المقبلة، والتوصل إلي حلول جذرية لهذه المشكلة، وملاحقة
تيارات الإسلام السياسي، والتوقف عن تقديم امتيازات معينة لصالح جماعات دينية ثبت
بعد ذلك استغلالها من قبل الاسلام السياسي لتمرير تمويلات لجماعات وأفراد منهم من
مدرج فى قوائم التطرف، ومنهم من لم يتم إدراجه بعد.
وفى رسالة بعثها مجموعة من السياسيين
الألمان، ومعهم كتاب ومثقفين ردا على أحداث فرنسا الإرهابية الأخيرة تمت الإشارة إلى الاسلام السياسي ينتشر فى أوروبا بشكل كبير
ومتزايد، وأن مثل هذه الأعمال الارهابية
غير جديدة، وسبق وأن شهدت دول أوروبية وغيرها عمليات كثيرة مروعة، والدعوة إلى
ضرورة تطوير الخطابات الدينية وتنقيحها من الأفكار المتطرفة.
اقترح الساسة الألمان تقديم دورت تدريبية
للأئمة ورجال الدين الإسلامي من خلال شخصيات معروفة وتعمل على نشر التسامح وقبول
الآخر ونبذ العنف، وفك الارتباط بين المساجد الإسلامية ووزارة الأديان التركية ،
باعتبارها الجهة الممولة والمسئولة عن تمويل وتدريب الآئمة فى المساجد الألمانية،
والنظر فى توفير تدابير مالية من الحكومة الألمانية لمنع أى وصاية خارجية على
المساجد فى ألمانيا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أدان فيه المجلس
المركزي للمسلمين في ألمانيا الهجمات الإرهابية الأخيرة فى فرنسا، وأكد أيمن مزيك رئيس
المجلس أن الغضب من العمل الإرهابي يجب أن يكون مختلف عن الغضب من الرسوم
الكاريكاتورية، موضحا بقوله "نحن كمسلمين لدينا مسؤولية خاصة لتقديم هذه
المعلومات بدقة إلى الجالية المسلمة، ويجب أن يكون غضبنا من جرائم القتل الوحشي
هذه أسرع من الغضب من الرسوم الكاريكاتورية لنبينا، وهو موقف النبي نفسه، فقد تعرض
للشتم والتعبير عن الكاريكاتير في حياته، لكنه أظهر اللطف والرحمة والعقل والكرامة
ولم يكن جرائم قتل وحشية.
وانتقد مزيك خطابات
الكراهية التركية، موضحا أن المنظرين المسلمين يحاولون تحريض المسلمين من أجل صرف
الانتباه عن المشاكل الحقيقية، خاصة وأن الرئيس التركى حاول استغلال الأحداث الأخيرة
لتحقيق مصالح خاصة به، بالرغم من الغضب العارم الذي انتاب أوروبا بعد العمليات
الإرهابية المروعة فى فرنسا، كان من الواجب التعامل مع الأمر بنوع من الحكمة،
والتعامل مع الموقف بما يتماشي مع الثقافة الأوروبية، بدلا من تصدير صورة مختلفة
عن الإسلام فى أوروبا.
أضاف بقوله " إنه أمر مخز ومحزن ذبح المسيحيين في كنيستهم، يجب أن يكون هذا هو موقف المسلمين، لديك مسؤولية
خاصة، لهذا السبب لم يعد بإمكاننا السماح لأنفسنا بجمع كل شيء معًا في المناقشة،
المتطرفون والمسلمون، لأن هذا هو بالضبط ما يريده الإرهابيون ، انقسام في المجتمع.
من ناحية آخري دعا البروفيسور مهند خورشيد عالم الاجتماع ومدير معهد
الدراسات الإسلامية فى جامعة المونستر الألمانية إلى حاجة الإسلام إلى إصلاح عاجل
وشامل وأن الهجمات الإرهابية الأخيرة تسببت في رعب في جميع أنحاء العالم خاصة وأن
الجماعات الإسلامية تعمل على الإطاحة
بالمجتمعات الليبرالية في جميع أنحاء العالم".
شدد فى حواره مع شبكة
"NDR" الألمانية على ضرورة فهم سور القرآن وأحكامه في سياقها التاريخي، خاصة
وأن هناك سوراً قرآنية بشأن استعمال العنف تتعلق بمواقف حرب في القرن السابع في
شبه الجزيرة العربية، لكنها لا تشكل بأي حال من الأحوال أوامر لمسلمي اليوم، فهي
لا تبرر العنف والإرهاب، وبعد وقت قصير من وفاة النبي محمد، أصبح الإسلام أداة
سلطة في أيدي أولئك الذين يقاتلون من أجل الخلافة.
نوه على أن الكفاءات الإلهية نُسبت إلى الحاكم واستمدت المطالبة الشاملة
بالقيادة شرعيتها من ذلك، مما أدى إلى انحطاط واختزال الناس إلى مجرد توابع
مُطيعة. فتم الابتعاد عن دين المحبة والرحمة. لذا فإن الإصلاح ضروري اليوم لتحرير
الإسلام الذي بات رهينة السياسة لا يمكن
للإسلام أن يطور قدرته على التحرر إلا من خلال الإصلاحات المستمرة.