المتحدث باسم منظومة المجتمع الكردستاني : أردوغان يستخدم الإخوان كحصان طروادة.. وحان الوقت رسم الخطوط الحمراء لتركيا
- استقالة بيرات البيرق صهر
أردوغان زلزال رحيل ترامب
- أكثر من 12 ألف سجين وناشط
كردي في سجون أردوغان.. وعلى بايدن الضغط لإطلاق سراح عبد الله أوجلان
- أردوغان يعيث فسادًا بين
العرب والكرد باتباعه سياسة «فرق تسد»
- الولايات المتحدة تريد إبقاء
تركيا في اللعبة وتعديل سلوكياتها الإقليمية
تدخل تركيا مرحلة جديدة مع انتخاب الرئيس الأمريكي جون بايدن،
وقلق نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من التوجهات السياسية لحاكم البيت الأبيض
الجديد، خاصة فيما يتعلق بملف الكردي، وكذلك ملفات حقوق الإنسان والحريات داخل تركيا
والتي شاهدت تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة من حكم مؤسس حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وتوقع زاغروس هيوا، المتحدث الرسمي للجنة العلاقات الخارجية
في منظومة المجتمع الكردستاني «KCK» الجناح السياسي لحزب العمال
الكردستاني في حواره لـ «البوابة نيوز» انتهاء مرحلة سياسية الاسترضاء الأمريكي لنظام
أردوغان، مع وصول بايدن لقيادة البيت الأبيض، واصفا أردوغان بالخليفة الشرعي لداعش
والجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تريد إبقاء تركيا في اللعبة وتعديل
سلوكياتها الإقليمية بما يتماشى مع سياسية واشنطن، موضحا ان النظام التركي يمارس سياسية
الإبادة والتطهير ضد الأكراد، معتبرا أن لدى الرئيس الأمريكي الجديد العديد من الملاحظات
التي تلمح إلى دعمه للكرد، وإنهاء خيانة ترامب للكرد، واصفا نفسه بأنه صديق للكرد،
مطالبا بايدن أن يصحح المؤامرة التاريخية التي دبرتها ضد الكرد.
وشدد القيادي الكردي، أنه حان الوقت لرسم بعض الخطوط الحمراء
لأردوغان وتركيا، مؤكدا أن أردوغان يستخدم الإخوان كصحان طروادته في الدول العربية...
إلى نص الحوار.
-ماهو توقعكم لسياسة بايدن تجاه تركيا وهو المعروف بتصريحاته العدائية ضد اردوغان؟
في البداية، أود أن أثني على شعوب الولايات المتحدة لإخراج
دونالد ترامب من البيت الأبيض، بطريقة ما، لقد صحح الشعب الأمريكي خطأ ارتكبه قبل
4 سنوات.
جاء استرضاء دونالد ترامب لأردوغان وديكتاتوريين آخرين على
حساب آلام ومعاناة كبيرة لشعوب الشرق الأوسط إن انتخاب بايدن للبيت الأبيض مهم بمعنى
أن الشعوب التي انتخبته ودعمته تتوقع تغييرات كبيرة في السياسات الداخلية والخارجية
للولايات المتحدة، صحيح أن بايدن أدلى بتصريحات كثيرة حول تركيا وأردوغان، مما غرس
بعض الأمل بأنه قد تحتوي سياساته على مقاربة من العثمانية الجديدة التوسعية في الخارج،
وحكم الفرد الاستبدادي في الداخل، لكن بايدن سياسي متمرس ولديه فهم أفضل بكثير للمنطقة
من ترامب. وانتقد خيانة ترامب للكرد في شمال شرقي سوريا، قد لا يعلن ذلك صراحة، لأسباب
سياسية ودبلوماسية، لكنه أكثر من يدرك حقيقة أن أردوغان هو الخليفة الرئيسي لداعش وراعي
جميع الجهاديين. لذلك، إذا كان يتصرف وفقًا لهذه التوقعات والمعرفة، ويفي بوعوده الانتخابية،
فستتغير الكثير من الأمور في المنطقة. والتغيير غير ممكن ما لم تُحاسب تركيا الأردوغانية
على فظائعها واعتداءاتها واجتياحاتها وإباداتها الجماعية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان
داخل تركيا وخارجها.
-هل ستشهد العلاقات الأمريكية
والتركية مرحلة جديدة من التوتر بين البلدين أم سيكون هناك وفاق جديد بينهما؟
الولايات المتحدة وتركيا حليفان في الناتو، تمتلك الولايات
المتحدة العديد من القواعد العسكرية في تركيا، يتشاركون الكثير من المصالح الاقتصادية
والسياسية. حتى سقوط الاتحاد السوفياتي، كانت سياسات تركيا الداخلية والخارجية تعتمد
كليًا على الولايات المتحدة، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت تركيا تفقد أهميتها
في نظر الغرب والولايات المتحدة باعتبارها حاجزًا قويًا ضد روسيا. وبعد ذلك بدأت تظهر
تناقضات في سياسات البلدين فيما يتعلق بالأمور الإقليمية والدولية. هذه التناقضات ليست
على المستوى الاستراتيجي. من الناحية الإستراتيجية، لا تزال تركيا تعتمد على الولايات
المتحدة. لكنهم يختلفون في بعض القضايا الإقليمية. لا تزال تركيا تريد أن تكون الشريك
الرئيسي والوحيد للولايات المتحدة في المنطقة وأن تستخدم القوة الأمريكية لإضفاء الشرعية
على حكمها التوسعي والاستبدادي المناهض للديمقراطية. لكن الولايات المتحدة لديها العديد
من الحلفاء الآخرين في المنطقة. هناك عوامل ناشئة في المنطقة، حكومية وغير حكومية.
وتعتقد تركيا أن هذه الحقيقة قللت من دورها. لذا فهي تتظاهر بالتردد في قبول سياسات
الولايات المتحدة الإقليمية. إن شراء صواريخ S400 من روسيا، وتعزيز العلاقات مع الدول المعادية للديمقراطية والعلاقة والتهدئة
مع الجماعات الجهادية المتطرفة، وإرسال رسائل دافئة إلى خصوم الولايات المتحدة في جميع
أنحاء العالم، كلها تداعيات على مثل هذا الموقف. من ناحية أخرى، تريد الولايات المتحدة
إبقاء تركيا في اللعبة وتعديل سلوكياتها الإقليمية بما يتماشى مع سياساتها الخاصة.
وتقوم الولايات المتحدة بذلك من خلال طرق مختلفة، إما عبر الاتحاد الأوروبي أو العالم
العربي أو من خلال العقوبات.
-ماهو تأثير انتخاب بايدن
على ملفات الحريات وحقوق الإنسان في تركيا؟
أحدث الزلزال الناتج عن رحيل ترامب العديد من الهزات الارتدادية
في تركيا، واضطر صهر أردوغان وزير الخزينة والمالية بيرات البيرق إلى الاستقالة، وقبله
تم تغيير رئيس البنك المركزي، خوفًا من تواطئه في قضية رضا زراب، ومن خلال علاقة أردوغان
الشخصية مع ترامب، كان أردوغان يتأكد من صمت المسؤولين الأمريكيين ضد الانتهاكات الجسيمة
لحقوق الإنسان. بعد اقتناع تركيا برحيل ترامب، بدأت السلطات التركية تتشدق بالإصلاحات.
لجأ أردوغان إلى الخطاب القديم المتمثل في انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي وبدأ الحديث
عن إصلاحات في القضاء، ليتبعه اعتقال 101 من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي. حتى أن بعض
الدوائر بدأت تتحدث عن الإفراج عن الصحفي والأكاديمي عثمان كافالا، وصلاح الدين دميرطاش،
النائب السابق ورئيس حزب الشعوب الديمقراطي، المحتجزين كرهائن لأكثر من 4 سنوات. هذه
كلها علامات على أن انتخاب بايدن قد خلق نقاشًا بين الدائرة المقربة من أردوغان وحمّلهم
على التظاهر بإجراء إصلاحات. سيتعين علينا مراقبة النتائج العملية لهذا بعد تولي بايدن
منصبه.
-كيف ترى مواقف بايدن في
دعم الكرد وتأثير ذلك على تركيا وسياستها وعلى المنطقة بشكل عام؟
الولايات المتحدة هي طليعة النظام الذي قسم كردستان إلى أربعة
أجزاء. ولقد تمتعت الدول الأربع التي تغزو كردستان وتحكمها دائمًا بدعم مباشر أو غير
مباشر من الولايات المتحدة في قمعها للكرد. كانت الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بحقوق
الكرد في تعاملها مع الدول ذات الصلة. هناك فروق دقيقة في سياسات الولايات المتحدة
والدولة التركية فيما يتعلق بالمسألة الكردية. تفضل تركيا سياسة الإبادة الجماعية ضد
الكرد، على أساس التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي والمجازر. تركيا تريد القضاء
على الكرد بشكل كامل في جميع أنحاء كردستان. فقد أسست تركيا وجود نموذج الدولة القومية
على إنكار الكرد والقضاء عليهم. يُنظر إلى كل من يعيش في تركيا على أنه تركي، بينما
يعيش أكثر من 20 مليون كردي في تركيا. تعتبر تركيا أي مكسب كردي، في أي مكان في العالم،
تهديدًا لأمنها القومي. إن غزو أردوغان لروج آفا (شمالي سوريا) وباشور كردستان (إقليم
كردستان العراق) دليل على ذلك. التطهير العرقي واسع النطاق والسجن للسياسيين والنشطاء
الكرد حتى وصب الرقم إلى أكثر من 12000 لهو دليل آخر. كونها طليعة النظام الذي قسم
كردستان قبل مائة عام، لم يكن لدى الولايات المتحدة برنامج لحل القضية الكردية، وبدلًا
من ذلك، تريد استخدام القضية الكردية لمصالحها الخاصة، للضغط على الدول ذات الصلة واستخدامها
كورقة مساومة، ولديها مقاربة مجزأة للقضية الكردية، ولا تعترف بها ككل. في الوقت نفسه،
لا توافق الولايات المتحدة على القضاء التام على الكرد وتطهيرهم العرقي كما تريد تركيا.
هذا ما يختلفون بشأنه. تريد تركيا اتباع نسخة محدثة من الإبادة الجماعية للأرمن ضد
الكرد. كان لدى بايدن العديد من الملاحظات التي تلمح إلى دعمه للكرد. وأدان خيانة ترامب
للكرد. صرح سابقًا أنه صديق للكرد. سيتعين علينا أن نرى ما إذا كان هذا سيتحول إلى
سياسات ملموسة على الأرض أم لا.
-كيف يرى الكرد تأثير انتخاب
بايدن على قضية الزعيم الكردي عبد الله أوجلان وبقية المعتقلين والمسجونين؟
تم تسليم القائد APO (السيد عبد الله أوجلان) إلى تركيا نتيجة لعملية رئيسية ومدروسة نفذتها وكالة
المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، في عام 1999. في ذلك الوقت كان
الديمقراطيون يحكمون البيت الأبيض. ويخضع القائد APO لحبس انفرادي شديد منذ ذلك الحين. لا يستطيع المحامون ولا عائلته مقابلته. نظام
العزل والحبس هذا مطبق ضده منذ 22 عامًا. ولم تلقَ دعواته وجهوده لحل سلمي وديمقراطي
للقضية الكردية آذانًا صاغية. إذا كانت الإدارة الأمريكية، في عهد بايدن، تريد تغيير
سياساتها الكردية واعتماد نهج ديمقراطي، فعليها أن تصحح المؤامرة التاريخية التي دبرتها
ضد الكرد والقائد APO، ويجب أن تضمن إطلاق سراح القائد
APO وجميع الرهائن والمعتقلين والمسجونين في تركيا.
-كيف ترى تداعيات انتخاب
بادين على تركيا في ملفات شرق المتوسط وسوريا وليبيا وقره باغ؟
مع اقترابنا من الذكرى المئوية الأولى لمعاهدة لوزان، تتبع
تركيا سياسة توسعية واسترجاعية لتأكيد سلطتها على المناطق التي فقدتها قبل 100 عام.
خلقت طموحات أردوغان في العثمانية الجديدة عدم استقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والقوقاز. للولايات المتحدة حلفاء في كل هذه المناطق.
سيضغط هؤلاء الحلفاء على الولايات المتحدة وبايدن لاحتواء طموحات تركيا. أعتقد أن إدارة
بايدن ستواجه صعوبة في إدارة عدم الاستقرار الذي تثيره تركيا في جميع أنحاء المنطقة.
لم تعد تركيا تحترم القواعد والحدود الدولية. لذا حان الوقت لرسم بعض الخطوط الحمراء
لأردوغان وتركيا. خلاف ذلك، فإن الخطوط الحمراء التي رسمها أردوغان ستؤثر على الأمور.
يتمتع بايدن بالنفوذ اللازم على أردوغان للتأكد من أن الأخير يحترم الخطوط الحمراء.
تحت حكم جيفري، كمبعوث أمريكي خاص للمنطقة، كان أردوغان يتجرأ على غزو العديد من البلدان
والشروع في مغامرات استفزازية. بعد أن أصبح من الواضح أن بايدن سيكون الرئيس المنتخب،
شهدنا تغيرًا في اللهجة في سياسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه تركيا.
لقد شهدنا نبرة انتقادية أكثر في مواقف ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
- ماذا عن العلاقات العربية-الكردية
وأهميتها في تحقيق الاستقرار في المنطقة؟
الكرد والعرب هم من أقدم الشعوب ذات الجذور التاريخية العميقة
في المنطقة. كانت هناك علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية بين الكرد والعرب.
لقد عاشوا معًا بسلام وأقاموا حضارات معًا. تتميز بلاد ما بين النهرين في الغالب بالحضارات
التي أسسها العرب والكرد. انقطع هذا التعاون التاريخي في ظل الإمبراطورية العثمانية
عندما أرادت استعباد العرب والقضاء على الكرد. كانت روح الحرية للعرب والكرد والانتفاضات
اللاحقة بمثابة نهاية للإمبراطورية العثمانية. أردوغان الذي يكرم ويعظم إرث الإمبراطورية
العثمانية، يريد إعادة تأكيد طموحاته الاستبدادية العثمانية الجديدة على الكرد والعرب.
أدت تدخلات أردوغان في سوريا والعراق وليبيا وأماكن أخرى إلى انتشار عدم الاستقرار
والفوضى.
-كيف ترى علاقة أردوغان والإخوان؟
أردوغان يعيث فسادًا بين العرب والكرد باتباعه سياسة
"فرق تسد" بين الأديان والمذاهب والطوائف ويحاول إثارة العداوات بين العرب
والكرد على أسس دينية وعرقية. يفعل هذا في سوريا والعراق. إن مجازر سنجار وكوباني وتل
عران وتل حاصل، التي ارتكبتها الدولة التركية وداعش وجبهة النصرة، هدفت جميعها إلى
خلق عداء واقتتال بين العرب والكرد. وعلى المستوى الداخلي، يدعم أردوغان جماعة الإخوان
المسلمين بين العرب. ومن خلال دعم وتمويل الإخوان المسلمين وفروعها، حاول أردوغان زعزعة
استقرار الدول العربية وتمهيد الأرضية للتدخل الأجنبي في هذه البلدان. وليبيا ومصر
وسوريا أبرز الأمثلة على هذه السياسة الهدامة. عندما يتعلق الأمر بالكرد، يحاول أردوغان
والدولة التركية استخدام الحزب الديمقراطي الكردستاني كعامل لإحداث توتر بين الأطراف
المختلفة ومنع الوحدة بين الكرد.
يستخدم أردوغان جماعة الإخوان المسلمين كحصان طروادة داخل
مجتمعاتهم. لذا فإن نقيض هذه السياسة هو بناء وحدة بين المذاهب والطوائف وداخلهم وبين
العرب والكرد، وهذه هي السياسة التي اتبعها القائد APO وحزب العمال الكردستاني منذ عشرات السنين في الشرق الأوسط، وخاصة في كردستان،
وساعد بناء الوحدة بين الكرد والعرب في سوريا والعراق على إحباط تهديد داعش وهزيمته.
كما أن خوض النضال لبناء شعور بالوحدة بين الشعب الكردي قد نجح حتى الآن في منع القتال
بين الكرد الذي خططت له تركيا. لهذا السبب يستهدف أردوغان حزب العمال الكردستاني ويفرض
حبس انفرادي شديد على القائد APO. يقف حزب العمال الكردستاني
في طليعة المقاومة ضد طموحات أردوغان. مقاومة حزب العمال الكردستاني هي ليست فقط مقاومة
لحماية الكرد والعرب، ولكن أيضًا لحماية كافة العرقيات والديانات والمذاهب والطوائف
الأخرى في كردستان والشرق الأوسط. وبهذه الطريقة، فإن الوحدة بين الكرد والعرب هي الخطوة
الأكثر إستراتيجية التي يجب اتخاذها لدحر مؤامرات أردوغان في المنطقة.