تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 29 ديسمبر 2020.
2020.. عام الاستبداد الأردوغاني
في وقت يزعم فيه رجب طيب أردوغان، أنه يعتزم جعل 2021 عاماً لـ«الإصلاحات السياسية والديمقراطية»، تفضح الممارسات القمعية لنظامه، حقيقة السياسات التي ينتهجها الرئيس المستبد لتركيا، حيال معارضيه، وعلى رأسهم الأحزاب والقوى التي تبدي دعماً للأقلية الكردية في البلاد، وهو ما يجعل 2020 «عاماً للعصف غير المسبوق» بالمعارضة التركية.
فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، لم يتورع نظام أردوغان عن التنكيل بهؤلاء المعارضين والزج بهم في السجون، حتى وإن كانوا قد فازوا بمناصب محلية بالانتخاب، وذلك عبر استغلال هيمنته على القضاء، وحرمانه لخصومه السياسيين، من أبسط حقوقهم القانونية المشروعة.
وأدى ذلك، بحسب تقديرات مستقلة، إلى أن يبلغ عدد المعتقلين والمحتجزين من المنتمين لحزب معارض واحد، وهو حزب «الشعوب الديمقراطي» نحو 16 ألف شخص، من بينهم مسؤولون محليون، عُزِلوا قسراً من مناصبهم، وأُلقي بهم ظلماً خلف القضبان.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، قال المحللون: إنه على الرغم من أن «النظام القضائي التركي استُخْدِم سلاحاً طوال التاريخ المضطرب للبلاد، لتعزيز سياسات معينة أو إجهاض توجهات أخرى، فإن قمع السلطات بات، بحسب معارضي أردوغان، لا سابق له، منذ أن أحكم هذا الرجل قبضته على الحكم».
سياسات قمعية
وأشار المحللون إلى أن هذه السياسات القمعية استهدفت بشكل خاص «حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يشكل أكبر تهديد لسلطة أردوغان، وهو ما جعله يتعرض لأعمال لانتقامية وحشية». فمن يُحاكمون من أعضاء هذا الحزب، صاروا يمْثُلون أمام قضاة قليلي الخبرة مُعينين من جانب نظام أردوغان.
ونقلت «الأوبزرفر»، وهي النسخة الأسبوعية من صحيفة «الجارديان» واسعة الانتشار، عن حسيب كابلان، المحامي والسياسي الكردي التركي البارز، قوله: إنه لم ير منذ «الانقلاب العسكري»، الذي وقع في البلاد عام 1980، سلوكاً قمعياً لا يرحم، مثل ذاك الذي تتبعه حكومة حزب العدالة والتنمية، بقيادة أردوغان، مضيفاً: ففي الفترات السابقة، كان بإمكاننا الدفاع عن موكلينا على الأقل أمام المحاكم. وتابع: أما الآن، فنحن بإزاء سلطة تسعى للسيطرة، حتى على النقابات المستقلة للمحامين.
وأما عدالت فيدان، عمدة مدينة سيلوبي التابعة لمحافظة شرناق التركية، فقد قالت: إن 2020 كانت سنة «موحشة» بالنسبة لها، بفعل الممارسات القمعية التي تعرضت لها خلالها، هي ونظراؤها من ساسة حزب «الشعوب الديمقراطي»، على يد أردوغان وحاشيته الحاكمة.
فبعدما كانت هذه السيدة من بين 65 سياسياً آخر ينتمون لهذا الحزب، فازوا بمناصب محلية على مستوى تركيا بأسرها، لم يعد متبقياً منهم سوى خمسة رؤساء بلديات فقط تُركوا في مناصبهم، بينما تم عزل الباقين أو سجنهم، وعينت السلطات مسؤولين موالين لها محلهم.
وفي تصريحاتها لـ«الأوبزرفر»، قالت فيدان: «أستيقظ في كل يوم، شاعرة بالقلق من أن يحدث لي هذا أيضاً، ويدور في خلدي أن اليوم هو دوري أنا.. فالقانون لم يعد يعني أي شيء هنا، إذ يمكن طردي من منصبي، أو الزج بي في السجن، بتهم ملفقة تربطني ظلماً بالإرهاب، أو عبر الاستعانة بشهود مزيفين».
شعبية المعارضة
وأكد المحللون الغربيون أن الضربات المتتالية التي توجهها آلة القمع التركية، لحزب «الشعوب الديمقراطي»، الذي تأسس عام 2012، لم تحرمه حتى الآن من قاعدته الشعبية، خصوصاً أنه نجح طيلة السنوات الماضية في جذب شرائح مختلفة من الأتراك، دون الاقتصار على الناخبين ذوي الأصول الكردية وحدهم، وهو ما أدى إلى أن يصبح ثالث أكبر حزب سياسي في البلاد، لا سيما بعد أن بزغ نجمه، خلال ما يُعرف باحتجاجات متنزه «جيزي» في إسطنبول عام 2013.
وفي السنوات التالية، نجح الحزب المعارض في الحصول على النصاب اللازم لدخول البرلمان، والتغلب على العقبات التي وضعها الحزب الحاكم، لحرمان أحزاب المعارضة الصغيرة أو المؤيدين للأكراد من نيل التمثيل النيابي.
وفي محاولة لعرقلة هذه النجاحات، انسحب نظام أردوغان من محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني، لتشتعل أعمال العنف من جديد في جنوب شرق البلاد. وشنّ النظام التركي حملة اعتقالات ضد ساسة حزب «الشعوب الديمقراطي» وأنصاره، شملت زعيمه السابق صلاح الدين دميرطاش، الذي تتجاهل أنقرة حتى الآن المطالبات الدولية بإطلاق سراحه.
ويندرج في هذا الإطار أيضاً، الإعلان في وقت سابق من الشهر الجاري، عن تأسيس كيان سياسي جديد باسم «الحزب الديمقراطي الكردي» في مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية، وذلك بتمويل من مصادر مقربة من الحكومة، بهدف استمالة الناخبين الأكراد ذوي التوجهات المحافظة.
صفعة مدوية
رغم ذلك، لا ينسى نظام أردوغان الصفعة المدوية التي تلقاها من ناخبي إسطنبول العام الماضي، عندما انتخبوا مرشح المعارضة رئيساً لبلدية المدينة، بعدما أبدى حزب «الشعوب الديمقراطي» دعمه بشكل غير رسمي لذلك المرشح، وهو ما أظهر أن قبضة الديكتاتور التركي لم تُحكم بعد على البلاد، رغم أنه يتولى الحكم فيها منذ أكثر من 16 عاماً. ويقول المحلل السياسي التركي سليم كورو: إن سر إحجام نظام أردوغان عن حظر أنشطة حزب «الشعوب الديمقراطي» حتى هذه اللحظة، يعود إلى رغبة النظام في السعي لاستغلال ذلك لتفتيت صفوف المعارضة. ولكنه أكد أن السلطات التركية لن تتورع عن التصدي لذلك الحزب بكل قسوة، إذا شعر بعزمه على خوض معركة انتخابية حقيقية.
مليون منشق
تصاعدت خلال 2020 الانشقاقات الداخلية في حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، وخصوصاً بين الأعضاء رفيعي المستوى الحزب، ليقترب بذلك عدد المنشقين عن الحزب الحاكم من مليون عضو.
ودفع أردوغان، ثمن مغامراته غير المحسوبة وأطماعه في المنطقة، من شعبيته الداخلية، لاسيما اختياره معارك غير ضرورية مع قادة العالم وشن حروب مكلفة، وفقاً لموقع شبكة «دبليو آي آون إن» الهندية، الذي أشار إلى أن حلفاء الرئيس التركي بدؤوا في التخلي عنه، الأمر الذي يؤدي إلى تفكيك حزبه، وفقدان الناخبين ثقتهم في نظامه، وسجن آلاف من معارضيه.
وأوضح التقرير أن أخطاء أردوغان العديدة شكلت خطراً واسعاً على حكمه، لافتاً إلى حادث شهير وقع قبل عدة أسابيع عندما قرر بولنت أرينك، وهو عضو مؤسس في الحزب الحاكم في تركيا، ونائب رئيس الوزراء السابق، مغادرة الحزب.
ووفقاً للتقرير، كان هناك خلاف بين أرينك، الذي كان من الدائرة المقربة جداً للرئيس، وأردوغان حول الإصلاحات، كما أراد أرينك إطلاق سراح سجينين رفيعي المستوى، لكن أردوغان لم يكن في حالة مزاجية تسمح له بالموافقة على هذا الأمر، وفي الواقع، اختار معركة جديدة، حيث اتهم الرئيس التركي علانية نائبه بالوقوف مع «الإرهابيين».
وأضاف التقرير: «بدأت الانشقاقات، في نهاية عام 2019، وتواصلت في 2020، إذ فقد أردوغان 840 ألف عضو، كما تركه عضوان رئيسان في حزب أردوغان، وهما علي باباجان وزير الاقتصاد السابق، وأحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء السابق». وأدى انشقاقهما إلى مزيد من المغادرين، وكلما غادر قيادي كبير في الحزب، اصطحب معه أنصاره.
هروب جماعي
بدأت عمليات «الهروب الجماعي» تظهر في البيانات الرسمية لحزب أردوغان. وكان عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية يبلغ ما يقرب من 11 مليون عضو، لكن في عام واحد، انخفضت الأرقام إلى أقل من 10 ملايين. ولم يعد بمقدور أردوغان تجاهل الانشقاقات؛ لذلك، حاول المراوغة كعادته وتبرير الأمر في خطاب ألقاه، معتبراً أن 95 في المئة من الأعضاء المنشقين «ماتوا بالفعل». لكن ادعاءاته وأكاذيبه لم تنجح في التغطية على فشله الحزبي، حيث دشن اثنان من قيادات الحزب المنشقين أحزاباً خاصة بهما. وأدى ذلك إلى انقسام قاعدة الناخبين، بشكل كبير، في «حزب العدالة والتنمية»، وهو ما كشفته استطلاعات الرأي في الشهرين الماضيين.
تدهور
في أكتوبر الماضي، أعرب 78 في المئة من الأتراك عن اعتقادهم بأن الوضع الاقتصادي للبلاد يزداد سوءاً، وشعر 58 في المئة ممن أيدوا حزب أردوغان أن الاقتصاد يعمل بشكل سيئ، كما انخفضت تقييمات الرئيس.
وفي الشهر نفسه، انخفض التأييد لحزبه إلى 28.5 في المئة. وفي نوفمبر الماضي، لم يوافق 46.6 % من مواطني تركيا على أداء أردوغان.
وأكد تقرير «دبليو آي آون إن» أن كل المعطيات تفيد بسقوط وشيك لنظام أردوغان، إذ يمثل نموذجاً للزعماء الذين تقودهم مطامعهم التوسعية إلى كوارث مثل ما حدث مع هتلر وموسوليني من قبل.
ويخسر أردوغان حلفاءه في وطنه، وأصدقاءه في الخارج، ويفقد ناخبين حتى في الوقت الذي كانت خزائن بلاده تخسر المال.
وهذه علامات نموذجية لسقوط القادة المستبدين، وفقاً للتقرير، الذي أشار إلى أنه في الوقت الذي من المفترض أن يلبي فيه الرئيس احتياجات بلاده، يعمل أردوغان على تغذية أحلامه، مشدداً على أن السقوط هو نهاية كل رئيس يشكل سياسات بلاده على أساس أطماعه الشخصية.
أنقرة.. بين الفقر والعقوبات
بدأت عواقب معاناة الاقتصاد التركي في 2020، جراء السياسات المتهورة للرئيس رجب طيب أردوغان في التأثير بشكل مباشر على حياة المواطنين الأتراك، الذين وصلوا إلى نقطة الانفجار على ضوء تفاقم الأزمة الاقتصادية، التي يبدو أنه سيكون لها القول الفصل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وذكر تقرير موسع لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية واسعة الانتشار أن الأتراك يكافحون مع انخفاض العملة وارتفاع التضخم، وخاصة مع وصول الجائحة للبلاد في مارس الماضي، وهو ما أدى إلى تفاقم الركود العميق في البلاد. وبعد تسعة أشهر، ومع اجتياح موجة الفيروس الثانية البلاد، اتضح أن جزءاً كبيراً من السكان غارقون في الديون، وأنهم يعانون الجوع بشكل متزايد. وكشفت شركة «ميتروبول ريسيرش» للأبحاث في استطلاع حديث، أن 25 في المئة من الأتراك قالوا إنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية. وبالنسبة لأردوغان، الذي لفت الانتباه هذا العام في الداخل والخارج بسياسة خارجية عدوانية وتدخلات عسكرية أفقدت البلاد توازنها، وصلت الأمور فجأة إلى ذروتها في نوفمبر.
وتعرضت الليرة التركية لضربة قوية بسبب انخفاض قياسي في قيمة العملة، بانخفاض أكثر من 30 في المئة مقابل الدولار خلال العام. ونضبت احتياطيات النقد الأجنبي، فيما قالت وكالة «موديز إنفستور سيرفيس»، مؤخراً: إن البلاد تواجه الآن أزمة في ميزان المدفوعات.
وتأتي الأزمة في الوقت الذي يوشك فيه أردوغان على مواجهة أزمة مع وصول جو بايدن للبيت الأبيض، بينما يترك الرئيس دونالد ترامب منصبه الشهر المقبل، وفقاً للصحيفة، التي أضافت أن تركيا تواجه بالفعل عقوبات من الولايات المتحدة لشرائها نظاماً دفاعاً صاروخياً روسياً، ومن الاتحاد الأوروبي للتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية لقبرص. ومع وصول بايدن للسلطة يبدو أن الأمور تزداد صعوبة على أردوغان.
التحركات التي اتخذها أردوغان خلال الشهرين الماضيين لاحتواء الأزمة الصعبة في بلاده جاءت متأخرة، وفقا للخبراء، الذين أكدوا أن مناورات أردوغان المختلفة «قليلة ومتأخرة للغاية». وأكدت الصحيفة الأميركية أن وزير المالية السابق، بيرات البيرق، قد يكون كبش فداء مناسباً. لكن سقوطه الدراماتيكي واختفاءه التام من الحياة العامة يشير إلى تصحيح أكثر خطورة للمسار. يبدو أن الأزمة الاقتصادية وعواقبها على مصير أردوغان أصبحت مصدر قلق بالغ.
وقال محمد علي قولات، المتخصص في إجراء استطلاعات الرأي للأحزاب السياسية، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان: إن الرئيس يراقب استطلاعات الرأي بجدية.
وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن شعبية «العدالة والتنمية» انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ 19 عاماً، حيث تراجعت نسبة التأييد إلى نحو 30 في المئة، وفقاً لـ«متروبول». وأوضح التقرير، وفقاً لإحصائيات واستطلاعات الرأي العام، أن فرص إعادة انتخاب أردوغان أصبحت تقل عن 50 في المئة.
نواب «غدامس» يدعون لتغيير رئاسة «النواب» الليبي
كشفت مصادر برلمانية ليبية عن تحركات يقودها عشرات النواب لعقد اجتماع جديد في مدينة غدامس، وذلك لبحث التئام المجلس وانتخاب هيئة رئاسة جديدة للبرلمان بدلاً من الرئاسة الحالية لمجلس النواب.
وأشارت المصادر إلى إجراء قيادة «الإخوان» اتصالات مكثفة مع بعض دول الجوار الليبي لحشد الدعم اللازم لتحركاتهم الخاصة بانتخاب هيئة جديدة لرئاسة مجلس النواب الليبي، موضحةً أن الهدف الرئيسي يهدف لإلغاء البرلمان للقيادة العامة للجيش الوطني.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان كتلة «تجمع تيار الوسط النيابي» في البرلمان الليبي، تأييدها لمقترح عقد المشاورات المُؤجّلة لمجلس النوّاب المُقرّرة بمدينة غدامس في الرابع والخامس من يناير 2021، عبر تقنية الاتصال المرئي نظراً للظروف الصحية التي تأجلت بسببها الجلسات.
وأكدت الكتلة النيابية دعمها للجلسة، التي من المُقرر أن يكون أهم بنودها إعادة انتخاب رئاسة مجلس النواب الليبي، وتكليف رئاسة مؤقتة للمجلس لمدة شهر واحد فقط، بحيث يكون أكبر الأعضاء سناً رئيساً، وأصغرهم مُقررًا، مع استعداد الكتلة للتعامل الإيجابي مع أي مقترح آخر يحظى بقبول واسع لدى النواب، ويضمن عدم تفرد أي طرف بإدارة المجلس. وأوضحت أن الإجراء المُتخّذ، مُؤخراً، حول إسقاط عضوية بعض أعضاء مجلس النواب الليبي وإحالتهم للتحقيق، لا يمكن اعتباره إلا محاولة للتشويش على مشاورات «غدامس»، ومناورة تهدف إلى إحباط جهود إعادة توحيد البرلمان.
بدوره، أكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي علي التكبالي أن النواب الذين يزعمون دعمهم لتوحيد البرلمان يعملون على تفكيكه، مشدداً على عدم قانونية عقد أي جلسة للبرلمان إلا في مقر المجلس المحدد وفق اللائحة الداخلية. وانتقد التكبالي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إصرار عدد من النواب على عقد جلسات للبرلمان في غدامس، متهماً جماعة «الإخوان» بمحاولة تفتيت البرلمان وتقسيمه بعد تغلغل الجماعة في مفاصل الدولة وسعيها للهيمنة على مجلس النواب لتكتمل سيطرتهم الكاملة على المؤسسات الليبية.
وحول التحركات العسكرية التركية في غرب البلاد وتأثيرها على العملية السياسية، أشار عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي إلى أن تركيا لن تقدم على الحرب في ليبيا كون الظروف كلها ضدها، متهماً أنقرة بمحاولة منع تحقيق أي تقارب بين الفرقاء الليبيين لخدمة مصلحتها وأجندتها الخاصة.
وفي سياق آخر، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية في حكومة «الوفاق» محمد الطاهر سيالة، لمناقشة الملف الليبي ودعم الاستقرار. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية محمد القبلاوي في تصريحات، أن الوزير المصري أثنى على استقبال الوفد المصري في طرابلس، كما أكد استمرار التعاون بين الجانبين، متمنياً أن تكون الزيارة خطوة جدية في هذا الاتجاه.
وفي القاهرة، أكد مصدر مصري مسؤول لـ«الاتحاد» رفض القاهرة التواصل مع أي ميليشيات مسلحة أو جماعات إرهابية تورطت في أعمال متطرفة، موضحاً أن الدولة المصرية لديها ثوابت محددة في التعاطي مع أطراف النزاع في ليبيا.
وأشار المصدر المصري الذي رفض الإفصاح عن هويته إلى أن القاهرة تمتلك رؤية محايدة لحل الأزمة الليبية وحريصة على استخدام كافة الأدوات المتاحة لحل الأزمة وصولاً لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في البلاد.
ولفت المصدر إلى أن توجه القاهرة نحو إعادة فتح السفارة في طرابلس يهدف بالأساس لخدمة أبناء الشعبين المصري والليبي وتذليل أي عقبات تواجه المواطنين في التنقل، مشيراً إلى وجود نوايا مصرية جادة في منع أي تصعيد عسكري داخل التراب الليبي يدفع البلاد نحو عدم الاستقرار والفوضى، وهو ما سينعكس سلباً على أمن واستقرار دول الجوار الليبي وخاصة مصر.
وفي سياق آخر، أكدت فرنسا أن تثبيت وقف إطلاق النار وطرد المرتزقة من ليبيا أولوية بالنسبة لباريس. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: «ندعو الأطراف الليبية الالتزام بتنفيذ بنود وقف إطلاق النار وعلى رأسها طرد المرتزقة». وأكدت الخارجية الفرنسية في بيان، أنه لا مكان للحل العسكري في ليبيا والأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار، ودعت الأطراف الليبية لدعم العملية السياسية وتنظيم انتخابات خلال عام.
تركيا توقف عملية إعادة المرتزقة السوريين من ليبيا
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن تركيا أوقفت عمليات إعادة المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم لدعم صفوف قوات حكومة «الوفاق» الليبية إلى بلادهم منذ حوالي شهر ونصف، وما زالت تتمسك ببقاء نحو 8 آلاف مرتزق، رغم توقف المعارك بين طرفي الصراع، وتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
ولم يتحدث المرصد عن أسباب إبقاء تركيا على آلاف المرتزقة في ليبيا، لكن يرجح أن أنقرة ستقوم باستخدام هؤلاء مرة أخرى على ضوء المستجدّات الأخيرة بليبيا التي تنذر باندلاع مواجهات عسكرية جديدة، قال الجيش الليبي، إن قوات «الوفاق» بدأت التجييش والتحشيد لها منذ الأيام الماضية مدعومة بالأسلحة التركية والمرتزقة.
ومنذ نهاية الصراع العسكري على العاصمة طرابلس، بدأت تركيا في إعادة المرتزقة السوريين إلى بلادهم بعد نهاية دورهم وانتهاء عقودهم، لكن المرصد السوري أكد أن هذه العملية توقفت منذ 43 يوماً، تحديداً من منتصف شهر نوفمبر الفائت من العام الجاري، متسائلاً حول أسباب بقاء المرتزقة رغم التوافق الليبي - الليبي، في الوقت الذي أسدل الستار فيه عن الملف نفسه في أذربيجان.
(الاتحاد)
ليبيا تقترب من الحل النهائي.. بدون «الإخوان»
بدأت بوادر الحل السياسي تتشكل في ليبيا، إذ كشفت مصادر مطلعة لـ «البيان»، عن أنّ المرحلة القادمة، تعد بانفراجات على الصعيد السياسي، بما سيؤثر إيجاباً في مختلف الأصعدة. وأكّدت المصادر، أنّ التمديد لرئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، باتت في حكم الواقع، بتوافق إقليمي ودولي، في ظل ثبوت عجز لجنة الحوار السياسي المنبثقة عن ملتقى تونس، على انتخاب سلطات جديدة، على أن يتخلى السراج عن منصبه الثاني، وهو رئاسة مجلس الوزراء للوفاق، لفائدة شخصية من شرقي ليبيا، وتحظى بمساندة قيادة الجيش.
وأضافت المصادر، أنّ السراج اقترح بالفعل تعيين رئيس للحكومة من شرقي البلاد، مرجحة أن يتم إسناد المنصب إلى العميد السابق لبلدية بنغازي، والمقرّب من قيادة الجيش، عبد الرحمن العبار، والذي سبق أن تم ترشيحه لرئاسة الحكومة منذ عامين، خلال لقاءات السراج مع المشير خليفة حفتر. ولفتت المصادر ذاتها، إلى أنّ السراج طلب عودة أعضاء المجلس الرئاسي المقاطعون، علي القطراني وعمر الأسود، والمستقيلون، موسى الكوني وفتحي المجبري، لمزاولة عملهم، بما يساعد على حدوث توازنات جهوية ومناطقية، تساعد على خوض المرحلة الانتقالية الأخيرة بنجاح، قبل تنظيم الانتخابات المقررة أواخر ديسمبر 2021.
وأبانت المصادر، أنّ مساعي الحل السياسي، تهدف لقطع الطريق أمام أي محاولة للعودة إلى مربع الحرب، وحل الوضع الاقتصادي والمالي، عبر رفع التجميد عن إيرادات النفط، الذي عاد إلى التدفق منذ سبتمبر الماضي، على أن توضع عائدات التصدير في حساب خاص بمصرف خارجي، دون السماح للتصرف فيه من قبل مصرف ليبيا المركزي.
عراقيل إخوانية
إلى ذلك، أكّدت المصادر، أنّ قوى التطرّف، المتمثلة في جماعة الإخوان، ومن ورائها تركيا، تعمل على عرقلة الحل السياسي، وقرع طبول الحرب، عبر الإصرار على رفض أي دور لقيادة الجيش في المرحلة المقبلة، الأمر الذي لا ينسجم مع التوافقات الإقليمية والدولية، التي ترى ألّا حل إلا بجمع كل الليبيين تحت خيمة المشاركة في تقرير مصير البلاد، والتمهيد للانتخابات. ولفتت المصادر إلى أنّ «الإخوان» غير مرحبين بموعد الانتخابات، نظراً لضعف حضورهم في الشارع الليبي، ما يجعلهم يميلون للاستقواء بالنظام التركي، حيث يرون في مرتزقته غربي البلاد، ضماناً لاستمرارية تأثيرهم في القرار السياسي، وتغلغلهم في مفاصل الدولة. ونوّهت المصادر بأنّ الإخوان يعملون على إفشال خطة توحيد السلطة التنفيذية، من خلال قرعهم طبول الحرب، بدعم من نظام أردوغان، وسعيهم لنسف اتفاق جنيف.
ميثاق تونسي لمواجهة التغلغل «الإخواني»
أصدر الحزب الدستوري الحر التونسي نسخة من مشروع الميثاق السياسي تحت شعار «تصحيح المسار» وذلك بهدف مواجهة الفكر الإخواني المتطرّف. وأعلن الحزب الذي تتزعمه عبير موسي في بيان، أنه توجه بهذه النسخة إلى الكتل البرلمانية والمنظمات الوطنية «الاتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة الأعراف، واتحاد الفلاحة»، قصد الإطلاع عليه من طرف هياكلها التقريرية وتبنيه والإمضاء عليه واعتباره بمثابة الاتفاقية الإطارية للعمل السياسي والأهلي في المرحلة القادمة.
وأوضح الحزب، أن الميثاق السياسي يهدف إلى بناء دولة جمهورية مدنية اجتماعية ذات سيادة وطنية، لا مكان فيها لقوى الإخوان وتقوم على نظام ديمقراطي تعددي يقوم على الفصل بين السلطات والتوازن بينها ويلتزم بضمان الحريات الفردية والعامة وحقوق الإنسان في كونيتها وترابطها وتحقيق الأمن القومي الشامل. وأكد الحزب، أنّ هذا الميثاق يهدف أيضاً لترسيخ نموذج مجتمعي يقوم على مبادئ الوسطية والاعتدال والفكر المستنير وينبذ العنف ويكرس التعايش بين الأديان.
ودعا الحزب الدستوري إلى ضرورة تنقيح القانون الانتخابي، وتنقيح المرسوم المنظم للأحزاب، وإدراج بند منع تكوين الأحزاب المؤسسة على الدين والمرتبطة عضوياً بتنظيمات دولية ومراجعة منظومة تمويل الأحزاب لمنع المال السياسي المشبوه، في إشارة إلى حركة النهضة وعلاقتها بالتنظيم العالمي للإخوان.
كما طالب الحزب بتنقيح المرسوم المنظم للجمعيات في اتجاه ترشيد تكوينها ومراقبة نشاطها وخطابها وتمويلها ومنع الانحراف بها عن أهدافها المضمنة بنظامها الأساسي. وشدّد الحزب في البيان، على ضرورة التزام كافة الكتل البرلمانية المنخرطة في هذه الوثيقة بإسقاط كل الاتفاقيات ومشاريع القوانين التي تهدد السيادة الوطنية وتزج بتونس في خانة الاصطفاف وراء المحاور الخارجية وتضرب أسس الاقتصاد الوطني، وبعدم التصويت لانتخاب الظلاميين وأذرعهم في المحكمة الدستورية وهيئة الانتخابات ومختلف بقية الهيئات الدستورية.
(البيان)
باريس تدعو إلى «عدم استئناف» الأعمال العدائية في ليبيا
دعت فرنسا، أمس، المشير خليفة حفتر إلى «تركيز الجهود» على إيجاد حل سياسي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه «لا حل عسكرياً في ليبيا. الأولوية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي يلحظ خروج القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب، واستكمال العملية السياسية بإشراف الأمم المتحدة».
وأضاف المتحدث الفرنسي: «ندعو كل الأطراف الليبيين إلى دعم هذه العملية، والامتناع عن استئناف الأعمال العدائية، وتركيز الجهود على تشكيل حكومة جديدة، وتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021، وفق مقررات (المنتدى السياسي الليبي) تحت إشراف الأمم المتحدة».
وكان المشير حفتر قد دعا في خطاب ألقاه الخميس الماضي في الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا، قواته إلى «طرد المحتل» التركي. فيما حذّرت تركيا، التي تدعم حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة، بأنها سترد على أي هجوم على قواتها في ليبيا.
وفرنسا؛ التي انخرطت خلال السنوات الأخيرة بشكل متزايد في البحث عن حل سياسي في ليبيا، متهمة بدعم حفتر في النزاع، وهو ما تنفيه باريس.
(الشرق الأوسط)
الحوار وتثبيت وقف إطلاق النار.. أولوية في ليبيا
بعد التصعيد التركي الأخير في ليبيا، لا سيما على ضوء تهديد أنقرة بصد الجيش الليبي في حال مهاجمته قواتها في ليبيا، دخلت كل من فرنسا وأميركا على الخط للتأكيد مرة أخرى أن الأولوية تبقى للحوار السياسي، وتثبيت وقف إطلاق النار في البلاد التي مزقتها الحرب منذ 2011.
فقد أكد السفير الأميركي، ريتشارد نورلاند، حرص بلاده على إنجاح الحوار السياسي وتثبيت وقف إطلاق النار.
جاء هذا التأكيد خلال لقاء أجراه السفير مساء أمس مع رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، عبر تطبيق "زوم".
الانتخابات باب للحل
وقد أعرب الطرفان عن أملهما بأن يؤدي مسار الحوار في النهاية إلى حالة استقرار دائمة، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإنهاء حالة الانقسام.
بدورها دعت فرنسا في وقت سابق، كل الأطراف الليبية إلى التركيز على العملية السياسية، والعمل على تنظيم انتخابات خلال عام.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بين الجيش الوطني وقوات الوفاق، الذي تم التوصل إليه في أكتوبر الماضي.
كما شددت على ضرورة التركيز على إخراج المرتزقة من البلاد، والقوات الأجنبية.
تعثر الحوار
أتت تلك المواقف الدولية وسط تعثر شهده الحوار الليبي مؤخراً، وتصعيد كلامي بين الجيش وحكومة الوفاق.
وكان اجتماع اللجنة القانونية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي انتهى بعد ظهر أمس دون تقدم كبير، بشأن ترتيبات تنظيم انتخابات عامة في ليبيا نهاية العام المقبل.
وفي السياق، أفادت مصادر قريبة من المفاوضات لقناة العربية أن الاجتماع الذي شاركت فيه رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم بالإنابة، ستيفاني ويليامز، ورئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، ناقش "سبل المضي قدما في وضع الترتيبات اللازمة للانتخابات الوطنية المقبلة"، وهي المهمة التي أسندتها البعثة الأممية لهذه اللجنة، بعد فشل جولات تصويت وتفاوض ماراثونية لاختيار أعضاء السلطة التنفيذية الموحدة في المرحلة التمهيدية للانتخابات.
بعد إقرار قانون جدلي.. تحذير من خنق المعارضة في تركيا
بعد إقرار البرلمان في تركيا قانون الجمعيات المثير للجدل، والذي يوسع سيطرة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية على منظمات المجتمع المدني، حذر نشطاء حقوقيون إغلاق المنظمات غير الحكومية، وخنق ما تبقى من المعارضة في بلد كان ذات يوم ديمقراطياً.
وقال طارق بيهان، مدير منظمة العفو الدولية في تركيا ، "إن تلك الخطوة تثير احتمال إلغاء جميع المنظمات والجمعيات الحقوقية في تركيا"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة Financial Times.
يشار إلى أن التشريع الذي أقره البرلمان يوم الأحد، يسمح لوزارة الداخلية بتعيين مسؤولين في المنظمات غير الحكومية ووقف أنشطة الجمعيات بتهم غامضة تتعلق بالإرهاب.
قانون مثير للجدل
كما يتيح تنفيذ عمليات تفتيش مهينة لمجموعات المجتمع المدني ويحد من جمع التبرعات عبر الإنترنت.
إلى ذلك، يمنح هذا القانون وزير الداخلية صلاحية إغلاق أي جماعة متى شاء دون فرصة للاستئناف.
وتنطبق قواعد الرقابة على المنظمات غير الحكومية على عدد كبير من جمعيات المجتمع المدني بما في ذلك المدافعين عن الحقوق والجمعيات الرياضية والجماعات الدينية.
وواجه أكثر من 500 ألف شخص في تركيا ملاحقات قانونية باتهامات تتعلق بالانقلاب الفاشل الذي وقع عام 2016 ، ولا يزال الآلاف من الصحافيين والمحامين والسياسيين المعارضين وغيرهم في السجن بتهم الإرهاب.
كما أغلقت مئات المنظمات غير الحكومية أثناء حالة الطوارئ بعد محاولة الانقلاب.
تقييد لحرية المجتمع المدني
إلى ذلك، طبقت السلطات في البلاد ضوابط وتشريعات قالت إنها ضرورية للامتثال لقرار الأمم المتحدة بشأن منع تمويل الإرهاب، إلا أن بيهان أكد أنه "تمت إضافة أحكام إضافية سراً بدافع خفي يتمثل في زيادة تقييد حرية المجتمع المدني في التنظيم والتجمع".
وتابع: "كثيراً ما تتعرض جماعات حقوق الإنسان لاتهامات بالإرهاب، ويعتمد هذا القانون على تعريفات غامضة للإرهاب لتعطيل عمل الجمعيات".
أوروبا والعقوبات
ولعل قضية عثمان كافالا، أبرز شخصيات المجتمع المدني القابع في السجن منذ عام 2017 دون إدانة، بتهمة التآمر ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبرز مثال على خنق الأصوات المعارضة في البلاد.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان جددت الأسبوع الماضي مطالباتها بالإفراج عنه، وعن صلاح الدين دميرتاش، الزعيم السابق لثاني أكبر حزب معارض في البلاد، إلا أن الحكومة التركية تجاهلت الأمر.
لا بل اتهم أردوغان المحكمة التي تتخذ من ستراسبورغ مقرا لها بـ "النفاق".
إلا أن رفض تركيا تنفيذ أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يهدد، بحسب الصحيفة الأميركية، بتفاقم التوترات مع الاتحاد الأوروبي، الذي هدد أنقرة بفرض عقوبات على سياستها الخارجية العدوانية.
(العربية نت)