سوريا.. اعتقال 435 شخصا في عفرين من قبل ميليشيات لتركيا منذ بداية 2021
تواصل الجماعات المسلحة
المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقالات وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف
والجريمة والاعتقال والخطف والتفجيرات وحوادث الاغتيالات والجثث المجهولة الهوية في
منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
ورصد مركز توثيق
الانتهاكات في شمال سوريا، اعتقال 435 حالة اعتقال في عفرين من قبل المسلحين الموالين
لتركيا منذ بداية 2021، موضحا ان العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء
تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم يتمكن المركز من الوصول إليها، كما
وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.
وبات السائد في هذه
المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم
الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن
مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
ومنذ سيطرة القوات
التركية والميليشيات السورية التي تدعمها على عفرين تم رصد مقتل وإصابة 8220 شخصاً
، فيما وصل عدد المعتقلين إلى 7851 شخص منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج
عن قرابة 5330 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولاً.
وفي وقت سابق طالبت
25 منظمة حقوقية سورية وقف الانتهاكات التركية
وميليشياتها في سوريا منذ احتلال عفرين في مارس 2018.
وقالت المنظمات الحقوقية
"لاتزال دولة الاحتلال التركي تستمر بسياستها المعادية للشعوب والحضارات الإنسانية
عامة وذلك من خلال الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها بشكل مباشر من قبل قواتها أو
بشكل غير مباشر ، من خلال تكليف الفصائل السورية المرتزقة وإطلاق العنان لها للقيام
بتلك المهام القذرة المتمثلة بارتكاب شتى أنواع الجرائم والموبقات بحق البشر والشجر
والحجر في منطقة عفرين وذلك من قتل وخطف واخفاء القسري وتعذيب وعنف جنسي والاستيلاء
على الممتلكات العامة والخاصة وتخريب للتراث الثقافي والتاريخي للمنطقة وسرقة آثارها
والتي ترتقي في غالبيتها إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي نصت عليها
اتفاقيات جينيف الأربعة لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية 1977 ، إضافة إلى ميثاق روما
الأساسي لعام 1998 في موادها (8،7،6)".
وتابعت "كل
ذلك بغية تهجير من تبقى من الكرد المتشبثين بأرضهم واستكمال في مخططهم في إجراء التغيير
الديمغرافي الشامل للتركيبة السكانية في المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها الكردية ، من
خلال استقدام مئات الألاف من المستوطنين العرب والتركمان من المسلحين وعائلاتهم الذين
رفضوا اتفاقيات التسوية والمصالحة مع النظام السوري في الجنوب السوري وريفي دمشق وحمص
وحماه وحلب وذلك برعاية روسية تركية ، حيث تم توطين ما يقارب من 400 ألف مستوطن في
بيوت ومنازل الكرد المهجرين قسراً من عفرين بفعل آلة الحرب للاحتلال التركي والذين
يتجاوز عددهم ما يقارب 300 ألف مواطن كردي ، حيث يقيم غالبية هؤلاء في مخيمات الشهباء
التي تفتقر إلى أدنى درجات الاهتمام من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية ، حيث
أصبحت نسبة السكان الكرد الأصليين المتبقين في عفرين لا تتجاوز 25% مقارنة بنسبة المستوطنين
، بعد أن كان الكرد يشكلون فيها الأغلبية المطلقة التي تتجاوز نسبة 96% قبل الاحتلال".