كيف يمكن قراءة فشل إخوان المغرب ؟
مع فشل حزب العدالة والتنمية- اخوان
المغرب- في الانتخابات التشريعية، وحصوله
على 13 مقعدا من 395 مقعدا عدد مقاعد البرلمان المغربي، رأى مراقبون ان هذه
الخسارة تشكل فشل ذريع لتنظيم الاخوان في المنطقة.
وقال الكاتب والباحث رأفت السويركي كيف يمكن
قراءة نتائج الفشل الذريع المخزية التي صارت تحققها فرق وجماعات الإسلام السياسوي في
صورة "صفعات" تتلقاها يوماًبعد يوم؛ وعاماً بعد عام ودولة بعد دولة من الخليج
إلى المحيط.
وأضاف "السويركي" إن ما يدل على تكتيك المخاتلة هو استخدام
كل هذه الجماعات حقل تسميات مخادع؛ يخلع ملابس التدين المباشرة "الإخوان المسلمون"
بأنها مفوضة سماوياً لحفظ عقيدة الإسلام؛ ليلتصق في مفردات لا علاقة لها بالهوية العقدوية؛
لكي تمرر قداستها في السوق السياسوية؛ ومن نماذجها أسماء مثل "العدالة والتنمية
الأردوغانية" و"حركة النهضة الغنوشية" و"التنمية والعدالة المغربية
" و"الحرية والعدالة المصرية" و"حماس الفلسطينية" و"حركة
مجتمع السلم النحناحية" و"إخوان السودان " و... إلخ في سوريا والعراق
والأردن وموريتانيا والصومال ودول الخليج العربية.
واعتبر ان هزيمة
"إخوان المغرب" "صفعة شديدة
ع القفا" حسب التعبير الشعبوي المصري الدارج نالها "حزب العدالة والتنمية"
المغربي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؛ والتي تتوج وفق ما يبدو توجه بدء الانحسار
المؤكد لظاهرة "تمكين الإسلام السياسوي" المستصنع بشراسة؛ وإعطال آداء دوره
المحدد في تنفيذ لُعبة "سيناريوهات الربيع العبروي المتصهين"؛ والمعد عبر
"برنارد لويس" للإطاحة بنمط "الدولة الوطنية العربية"؛ لتحقيق
مستهدف "إعادة البناء الصهيونوي" للمنطقة المحيطة بـ "فلسطين"
التاريخاوية؛ كيما تكون عقداً منفرطاً يتشكل من أمارات عقدوية ومذهبوية وعرقوية مجهزة
لتتناحر في "حواف الدولة اليهودوية المتصهينة" والتي ستكون المحرك المستقبلوي
لسيناريوهات التحارب!!
وقال الكاتب والباحث المصري، إن انهيار حضور
"حزب العدالة والتنمية" المغربي حدث حقيقي مهم؛ وينبغي قراءته بدقة بعيداً
عن النزوع الوجدانوي للقارئ؛ فهذا المؤشر الدال الجديد يمكن أن يشير إلى دخول المنطقة
العربية كلها في حالة "آلية انتفاض" للجسد السياسوي الشعبوي العربي ساعياً
للتخلص من تأثيرات "فيروس الإسلام السياسوي" المتمكن بفعل فاعل خلال العقد
الماضي من المنطقة؛ ولكن مع الأخذ في التقدير الحالة الخاصة لكل بلد عربي كان مستهدفاً
بالفيرسة السياسوية!!
وأضاف أن نتائج
"اخوان المغرب" سوف تلقى بظلالها
على التنظيم الدولي، قائلا إن الهزيمة المباغتة لمتأخوني المملكة المغربية في الانتخابات
النيابية الأخيرة بعد عشر سنوات من تمكين اليسار المغربي وعشر سنوات للمتأسلمين تهل
ملامح مرحلة جديدة لـ "الأحرار" غير معلوم فترتها؛ لكن ينبغي تكييفها وفق
"فقه الحالة المستجدة"؛ القائمة على ضرورة إعادة إدراك عناصر القدرة؛ وتقدير
الوعي الشعبوي السياسوي
ولخص الدروس
المستفادة من هزيمة اخوانالمغرب في الانتخابات:
1-إن المتوهَّم الذي كان يُخادع به الإسلام
السياسوي المرتبط بالقداسة جموع الجماهير المتحكم وجدانها بها آخذ في الانهيار؛ بناء
على نهج التجربة والخطأ والدروس المستفادة.
2- إن مُتَحَصِّل التجربة المغاربية في
"الإزاحة الجماهيروية" لحزب العدالة والتنمية على يد الشعب المغربي الواعي
والخبير من إدارة الحياة في المغرب يؤشر ببلاغة سياسوية على متحولات مستجدات الحياة
السياسوية في المنطقة كلها بإسقاط الإسلام السياسوي بطرائق مختلفة ومتوافقة مع سياسات
الضرورات:
3-فالملف الليبي يجري ترتيبه بمهارات المحيطين
لاسترداد ليبيا/ الوطن من المغامرين؛ وأبرزهم المتأخونين الذين أبدلوا ـ على سبيل التكتيك
ـ اسم حزبهم من "إخوان ليبيا" إلى جمعية "الإحياء والتجديد"؛ تمهيداً
لخوض سباق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة نهاية العام الجاري.
4-والملف التونسي يدير سيناريوهاته بمهارة
الرئيس قيس سعيد؛ وهو يشير للمتأخونين التونسيين الذين وصلوا على ظهر ما سميت الثورة
بعبارة:"متى كان للثعلب دين... فهم يتخفون وراء المجرمين وينكلون بالشعب التونسي".
فيما يشهد الحزب الغنوشي اندحارات كبيرة؛ ويقوم الرئيس الدستوروي بمناورات ضخمة ليواجه
ما يسميه المتأخونون "الانقلاب" كعادتهم!!
5-والملف الجزائري يُدار من مؤسسة الجيش الوطنوي
الجزائري بتقدير أوزان وطبيعة الكتل السياسوية ومنها تكوينات الإسلام السياسوي الذي
وصل بالانتخابات ثم أزيح بالقوة العسكريتارية الوطنية فكانت مجازر العشرية. ولعل الإشارات
الرسمية من الدولة الجزائرية تضع في بؤرة الاتهامات دور حركة الإخوان الجزائريين
"رشاد" ودورها المشهود في افتعال حرائق الغابات المخيفة مؤخراً؛ مما يوفر
بيئة المحاصرة والمحاسبة لهم.
6-والملف السوداني يُدار من مؤسسة الجيش الوطنوي
السوداني ببراعة السيطرة على ما يمكن أن تتسبب به الجماعة المتأخونة من إقلاق اجتماعوي؛
في هيمنة مشكلات بنيوية عدة (سد الحبشة) ونوازع الانفصالات. لذلك كان تشكيل الحكومة
السودانية الجديدة "بناء على توافق سياسي بهدف الحفاظ على السودان من الانهيار".
7-والملف السوري يُدار كذلك بطرق استراتيجوية
تفرضها قضية ضرورة الحفاظ على سوريا/ الوطن من التفتت بالمستطاع من التحالفات والإمكانات(روسيا
وإيران)؛ ومن تأثيرات تدخل دول الحواف والدور العثمانللي الساقط.
8-والملف العراقي يُدار كذلك بمهارة تجاوز
الحسابات التي قد تفرضها الأوزان العرقوية والمذهبوية وتوظيف فن الممكن؛ والانفتاح
لحضور الأوزان العربية الفاعلة للخروج من أعباء الغزو الأميركي الكريه لإسقاط نظام
الدولة الوطنوية.
9-والملف اليمني يُدار أيضاً بجهود الداخل
والشركاء العرب ( السعودية والأمارات ومصر) من المدركين لمخاطر هذه المنطقة الاستراتيجوية
للحفاظ على اليمن/ الوطن من التفتت بفعل كوادر الجماعة البنائية والانفصال بالحوثوية؛
وتسريب حضور بعض القوى الإقليموية التي تلعب لتحقيق مصالحها الاستراتيجوية (إيران).
10- ولا يمكن غير التوقف بقوة أمام الموقف الأردني
المتميز بحكم "محكمة التمييز" الأردنية، باعتبار جماعة "الإخوان المسلمين"
في البلاد "منحلة" و"فاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية".
11- أما ملف الجماعة البنائية المتأخونة في
دول الخليج العربية فتُدار شؤونه بمهارات مشهود لها بالتوفيق؛ فقد وُصِفت بالجماعة
الإرهابية في (الامارات والسعودية والبحرين)؛ عكس الموقف القطري؛ الذي يلعب بهذه الجماعة
مؤقتاً؛ لتحقيق مستهدفاته السياسوية في المنطقة؛ ووفق أجندته الخاصة مع الرعاة الأميركيين
والبريطانيين والعثمانليين والإيرانيين!!.
واختتم قائلا إن تجربة "حكم المتأسلمين" الفاشلة
بكل المقاييس والشواهد أثبتت أنها لا تدفع "الدولة العربية" إلى التطور في
مجالات التنمية الشاملة، مضيفا "ومن دون شكوك فإن مجمل الجمهور العربي صار يدرك الصورة السوداوية المحزنة
التي استصنعتها "فرق الإسلام السياسوي" في المنطقة؛ وهي تحاول الهيمنة على
مقاليد الحكم؛ فهي لم تترك وطناً إلا وأشاعت به مخططات الخروج عن أنظمة الدولة؛ بتدمير
أجهزة الشرطة والأمن ومحاولة تفتييت الجيوش الوطنية؛ وإحلال الأنظمة الميليشياواتية
بديلاً عنها؛ في نزوع لتحقيق التفتت الوطنوي للدولة العربية".