مازالت ألغام ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا تواصل إرهابها في حصد أرواح الأبرياء في اليمن، وتعريض آخرين منهم للإصابات والإعاقات المستديمة في مختلف المناطق التي طالها عبثها بلا استثناء.

وفي هذا السياق، كشف تقرير حقوقي حكومي صادر عن لجنة الحقوق والإعلام في محافظة الجوف شمال اليمن عن الخسائر الفادحة التي خلفتها الألغام والأجسام المتفجرة التي زرعتها ميليشيات الحوثي في مناطق المحافظة.

وأوضح التقرير إن أكثر من 900 مدني سقطوا بين قتيل وجريح في محافظة الجوف، خلال الفترة من أكتوبر 2018 الى أغسطس 2021، بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيا الحوثي. 

وأكد التقرير أن الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيا الحوثي تسببت بمقتل واصابة 910 اشخاص بينهم نساء وأطفال بالمحافظة خلال الفترة من أكتوبر 2018 الى أغسطس 2021. 

وذكر التقرير ان الفريق التابع للجنة وثق 282 حالة أضرار وخسائر مادية بسبب الألغام منها تضرر 25 منزلا و49 مزرعة في مختلف مديريات الجوف و97 سيارة ومركبة تضررت بشكل كلي وغيرها من الاضرار. 

وأفاد التقرير أن ميليشيا الحوثي الانقلابية تواصل زراعة الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة في الجوف كغيرها من المحافظات والمدن اليمنية التي تصل إليها وتسببت في قتل وإصابة المدنيين والأطفال والنساء والأبرياء في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تنص على حماية المدنيين أثناء النزاع. 

وبحسب تقديرات خبراء في المركز الوطني للتعامل مع الألغام ومركز مسام لنزع الألغام في اليمن فقد بلغ إجمالي الألغام والمتفجرات بمختلف أنواعها 30 ألف لغم في الجوف، وماتزال الآلاف منها تحت الأرض وتهدد حياة الآلاف من المدنيين في المحافظة.

وتسببت الألغام الحوثية بمقتل اكثر من 20 الف مدني في مختلف مناطق البلاد، وفق تقرير حديث لمشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام. 

وسُجلت آخر جريمة بحق المدنيين من هذا النوع، السبت الماضي، في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، عندما أسفر لغم عن إصابة مدنيين اثنين وإصابة طفلة بعملية قنص غرب المحافظة.

وقالت مصادر محلية إن لغما من مخلفات الحوثيين انفجر في مديرية مقبنة تسبب ببتر الساقين للمواطن بلال محمد الخليدي وكسر الساق اليسرى للمواطن حسام علي غالب وشظايا مختلفة في أجسامهما.

بالتزامن مع ذلك أصيبت طفلة (12 سنة) بطلقة قناص جماعة الحوثي في الرأس في قرية "العسق" بذات المديرية وتم نقلها إلى المستشفى بحالة خطيرة.

من ناحية أخرى، فككت الفرق الهندسية بالقوات المشتركة في الساحل الغربي، شبكة ألغام من مخلفات الميليشيات الحوثية في فناء شركة مطاحن البحر الأحمر داخل مدينة الحديدة غرب اليمن.

وأفاد إعلام القوات المشتركة، أن فريقا هندسيا، وفي إطار المهام الإنسانية لتطهير المناطق والأحياء السكنية والمنشآت الحيوية المحررة، عثر على شبكة ألغام كانت الميليشيات التابعة لإيران زرعتها ضمن كميات كبيرة داخل شركة مطاحن البحر الأحمر الكائنة في شارع صنعاء بمدينة الحديدة.

وأوضح أن الفريق نزع وفكك شبكة ألغام كانت مزروعة في النوبة الشمالية من سور الشركة.

ووزع إعلام القوات المشتركة، فيديو يوثق لحظة نزع وتفكيك الشبكة. ولفت إلى أن العمل جارٍ لمسح وتطهير كامل مرافق وفناء مطاحن البحر الأحمر.

يشار إلى أن الفرق الهندسية في القوات المشتركة سبق وأن نزعت وفككت كميات كبيرة من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في مطاحن البحر الأحمر، حيث لم تترك فيها شيئا إلا وفخخته قبل اندحارها.