قتل وتعذيب.. تقرير رصد انتهاكات الجندرما التركية ضد اللاجئين السوريين
رصد تقرير حقوقي جرائم الجندرما التركية ضد اللاجئين السوريين، على الحدود بين
عمليات قتل وتعذيب واعتقالات.
واوضح مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا أن قوات الجندرما التركية قتلت
507 مدنياً سورياً بينهم ( 95 طفلاً دون سن 18 عاماً، و 67 امرأة)، على الحدود التركية
السورية.
وتكررت حالات الاعتداء من قبل حرس الحدود التركي على عشرات السوريين، بينهم
نساء وأطفال في المناطق الحدودية، واستخدموا طرقاً قاسياً بالضرب والتعذيب وإلقاء البعض
من ارتفاعات شاهقة خلال محاولتهم اجتياز الحدود، وإرسال البعض عراة بدون ملابس، وقد
وثقت جهات مدنية ومنظمات حقوقية خلال شهر أغسطس الماضي مقتل 6 مدنيين سوريين بينهم
طفل.
وأوضح مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا ارتفع عدد الجرحى والمصابين بطلق
ناري أو اعتداء إلى 798 شخص وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات
السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم
من قبل الجندرما التركية بالرصاص الحي.
وبحسب إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل ما لا يقل عن 26 مدنياً بينهم
امرأة وستة أطفال دون سن 18، في محافظتي إدلب والحسكة منذ بداية العام الجاري 2021،
لترتفع الحصيلة إلى نحو 500 مدني لقوا حتفهم منذ ربيع 2011 خلال 10 أعوام.
وروي 4 من اللاجئين لمركز توثيق الانتهاكات قصص مروعة عن تعرضهم لاعتداء وصفوه
ب ” الوحشي ” والضرب المبرح من قبل عناصر من الجندرمة التركية أثناء محاولتهم عبور
الحدود من قرى تربه سبية/القحطانية ومدينة كوباني شمال سوريا.
وبحسب شهادة واحد من ضحايا الاعتداء يقول : ” بتاريخ 5 أغسطس الجاري في حوالي
الساعة الـ 01:30 بعد منتصف الليل تمكنا من قطع الحدود التركية من قرية تل بشك التابعة
لناحية تربه سبية الحدودية ، اعتقلنا من قبل عناصر من الجندرما التركية … قاموا بضربنا
بشدة ، وتم تعذيبنا واهانتنا رغم أننا اصبحنا داخل الأراضي التركية ، ويحظر ذلك بموجب
القوانين والعهود الدولية …. بعد ذلك قاموا بإجبارنا على اجتياز الحدود والعودة لسوريا.
وضحايا التعذيب هم “حسين صلاح الدين محمد، جوان جمعة جولو، فارس عبدالرحمن حسو”.
ويروي ضحية التعذيب الرابع وهو طفل من أهالي مدينة كوباني اسمه “محمد شاهين
بركل” وهو بعمر 15 سنة ، تعرضه لضرب مبرح من قبل عدة عناصر من الجندرما التركية ، حيث
أصيب بجروح بليغة في الرأس ومختلف أنحاء الجسم.
وارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 501 شخصاً،
بينهم ( 95 طفلاً دون سن 18 عاماً، و 67 امرأة)، وذلك حتى نهاية يوليو2021 كما ارتفع
عدد الجرحى والمصابين بطلق ناري أو اعتداء إلى 729 شخص وهم من الذين يحاولون اجتياز
الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة
للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
وتتكرر حالات استهداف “الجندرما” للاجئين السوريين الذين يحاولون عبور الحدود
من سوريا هربا من الحرب الدائرة في بلادهم، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول
حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين
بشكل مستمر.
وتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور
السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما
بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة.
كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لترك منازلهم، والنزوح من مدنهم
بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران بلا مأوى ومستقبل، وأنّ
حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل،
ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان
أو أن يموتوا قهرا وجوعا.