وسط إدانات دولية ومخاوف شعبية.. السودان تُفسد مخطط الإخوان الانقلابي
الأربعاء 22/سبتمبر/2021 - 03:02 ص
طباعة
أميرة الشريف
أعلنت السلطات السودانية فشل محاولة انقلابية لتقويض عملية الانتقال التي تشهدها البلاد بعد الثورة التي أطاحت بنظام الإخوان، حيث أعلنت الحكومة الانتقالية أن فلول النظام المخلوع هم من يقفون وراء العملية الفاشلة.
وأعلنت الحكومة السودانية تفاصيل تتعلق بعملية الانقلاب الفاشلة، وقال بيان تلاه وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، حمزة بلول: "تمت السيطرة 21 سبتمبر 2021 على محاولة انقلابية فاشلة قام بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد".
وأضاف: "نؤكد في الحكومة الانتقالية والأجهزة النظامية بأننا نعمل بتنسيق تام، ونطمئن الشعب السوداني أن الأوضاع تحت السيطرة التامة حيث تم القبض على قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين، ويتم التحري معهم حاليا، بعد ان تمت تصفية آخر جيوب الانقلاب في معسكر الشجرة، وتواصل الأجهزة المختصة ملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة".
وتابع البيان: "الثورة باقية وماضية في تحقيق غاياتها ومؤسسات الحكم المدني محروسة، بإرادة قوى الثورة وجماهير الشعب السوداني الأبي".
وقال إن الأجهزة المختصة تواصل ملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة، وشدد على أن الثورة باقية وماضية في تحقيق غاياتها ومؤسسات الحكم المدني محروسة، بإرادة قوى الثورة وجماهير الشعب السوداني ، داعيا كل قوى الثورة من لجان مقاومة وقوى سياسية ومدنية وأطراف السلام والأجسام المهنية والنقابية وكل قطاعات الشعب السوداني إلى توخي اليقظة والانتباه إلى المحاولات المتكررة التي تسعى لإجهاض ثورة ديسمبر.
وأكد أن مؤسسات الحكم المدني لن تفرط في مكتسبات الشعب وثورته، وأنها ستكون على خط الدفاع الأول لحماية الانتقال من قوى الظلام المتربصة بالثورة.
وأعلن مستشار رئيس مجلس السيادة الاعلامي العميد الطاهر أبو هاجة أن القوات المسلحة أحبطت المحاولة الانقلابية وأن الأوضاع تحت السيطرة تماماً.
وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد حسن التعايشي في تغريدة على حسابه بموقع فيسبوك أن خيار الانقلابات العسكرية لم تورث سوى بلد فاشل وضعيف، وأضاف :" لكن ثورة ديسمبر حررت شهادة وفاة نهائية لهذا الخيار السيئ والأحمق"، وقال التعايشي إن الطريق نحو الانتقال الديمقراطي وتأمين مستقبل البلاد السياسي ووحدتها خيار واحد لا ثاني له.
وشهد الشارع السوداني خلال الأسبوع الماضي مخاوف كبيرة من حدوث انقلاب يخطط له الإخوان وبدأت ملامحه في شرق السودان وسط تقارير تتحدث عن وجود أعداد كبيرة من القيادات العسكرية الموالية للإخوان داخل المؤسسة العسكرية.
وخرج آلاف السودانيين في عدة مدن سودانية مطالبين بمنع أي اتجاه لسيطرة الجيش على السلطة مجددا في السودان، وتنظيفه من عناصر الإخوان.
ووجه المجتمع الدولي إدانات واسعة وردود فعل شديدة الغضب على المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في السودان صباح الثلاثاء.
وتعهدت الأمم المتحدة ودول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج) بالوقوف بحزم من أجل إنجاح التحول المدني الذي دخلت فيه البلاد عقب الإطاحة بنظام المؤتمر الوطني - الجناح السياسي للإخوان - في ابريل 2019.
وحملت قوى الإجماع الوطني؛ قيادة القوات المسلحة والقوات النظامية مسؤولية ما يحدث من انفلات أمني؛ وقالت في بيان إن التراخي وعدم فرض هيبة الدولة والقانون الذي تمارسه الحكومة الانتقالية من خلال عدم تنفيذ متطلبات العدالة الانتقالية بمحاكمة رموز النظام السابق والضعف البائن في عدم تصفية عناصر الإخوان داخل الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة؛ سيظل هو المدخل الذي تتسلل منه مثل هذه "المغامرات الفاشلة التي تستهدف تعطيل مسيرة شعبنا نحو الانتقال المدني الديمقراطي، وفرملة الفترة الانتقالية".
و قالت دول الترويكا في بيان إنها ستتصدى لأي محاولات لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لأنشاء مستقبل ديمقراطي وسلمي ومزدهر.
وطالبت المكونان المدني والعسكري - وجميع الفاعلين السياسيين - معاً لمنع التهديدات التي تواجه الانتقال الديمقراطي، وإنشاء مؤسسات انتقالية؛ ومعالجة التوترات في الشرق والمناطق الأخرى.
وأعربت البلدان الثلاثة عن دعمها القوي لعملية الانتقال الديمقراطي للسودان؛ وقالت "يجب على أولئك الذين يسعون لتقويض عملية الانتقال التي يقودها المدنيون أن يفهموا أن شركاء السودان الدوليين يقفون بحزم خلف شعب السودان وحكومته الانتقالية".
وفي ذات السياق، أدانت الأمم المتحدة أي محاولة لاستبدال النظام المدني في السودان بحكم عسكري تحت أي مبرر كان. وجدد فولكر بيرتس؛ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان "يونتامس"؛ تعهد المجتمع الدولي بدعم التحول المدني في البلاد.
وأكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله خمدوك أن المحاولة الانقلابية التي جرت الثلاثاء تستدعي ضرورة إصلاح الأجهزة العسكرية والأمنية ومراجعة الشراكة على أسس وطريق يؤدي إلى إنجاح الانتقال الديمقراطي.
وقال حمدوك إن المحاولة خطط لها مسبقا أنصار النظام السابق؛ عبر خلق الفوضى الأمنية وإغلاق الطرق في مدن شرق السودان.
من جانبها دانت الولايات المتحدة المحاولة الانقلابية الفاشلة في السودان، منددة بـ"أعمال مناهضة للديمقراطية"، محذرة من أي "تدخل خارجي يهدف إلى بث التضليل وتقويض إرادة السودانيين".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة على تويتر: "ندين المحاولة الفاشلة للاستيلاء على السلطة من الحكومة الانتقالية وتعطيل التحول الديمقراطي التاريخي في السودان"، وفق فرانس برس.
كما أضاف أن "حكومة الولايات المتحدة تدعم الشعب السوداني في طريقه نحو الديمقراطية والسلام والازدهار".
إلى ذلك أرفق برايس تغريدته ببيان قال فيه إن "الولايات المتحدة تدين المحاولة الفاشلة من قبل أطراف عسكرية ومدنية مارقة للاستيلاء على السلطة" في السودان وتناشد الحكومة الانتقالية "محاسبة جميع المتورطين من خلال عملية قضائية عادلة".
وشدد على أن "الأعمال المناهضة للديمقراطية مثل تلك التي حدثت في 21 سبتمبر في الخرطوم تقوض تطلعات الشعب السوداني إلى الحرية والعدالة وتضع الدعم الدولي للسودان، بما في ذلك علاقاته الثنائية مع الولايات المتحدة، في خطر".
كما أكد: "ندين أي تدخل خارجي يهدف إلى بث التضليل وتقويض إرادة الشعب السوداني".
هذا وقد ذكر متحدث باسم الحكومة السودانية أن السلطات ألقت القبض على زعماء الانقلاب الفاشل.
وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إن "فلول" نظام الرئيس المخلوع عمر البشير شاركت في محاولة الانقلاب.
هذا وقد أكد ضابط سابق في الجيش السوداني بأن اللواء بكراوي المتهم بقيادة المحلولة الانقلابية كان من الأعضاء النشطين داخل الجيش المنتمين لحزب المؤتمر الوطني - الجناح السياسي للإخوان - الذي كان يرأسه الرئيس المعزول عمر البشير، وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان أن الوضع تحت السيطرة.