وسط الظروف المعيشية القاسية.. دعم أمريكي أوروبي بأكثر من 400 مليون دولار لليمن
الخميس 23/سبتمبر/2021 - 04:57 ص
طباعة
أميرة الشريف
وضعت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، الشعب اليمني تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية، حيث أعلنت الولايات المتّحدة أنّها ستقدّم مساعدات إضافية إلى اليمن بقيمة 290 مليون دولار في حين أعلن الاتّحاد الأوروبي أنّه سيزيد بمقدار 139 مليون دولار مساعداته للبلد الفقير الغارق في الحرب، والذي يعاني بحسب الأمم المتحدة من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقرّرت واشنطن وبروكسل تقديم هذه المساعدات الإضافية خلال اجتماع وزاري نظّمته السويد وسويسرا والاتّحاد الأوروبي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وإذا أضيفت هذه المساهمتان إلى تلك التي تعهّدت بتقديمها دول أخرى، يكون الاجتماع الوزاري قد حصّل ما مجموعه 600 مليون دولار من المساعدات، أي أقلّ بمليار دولار مما كان يأمل المنظّمون، بحسب ما قال محسن صدّيقي، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن، في بيان.
وتهدف هذه الهبات الدولية لتقديم مساعدات إنسانية إلى 20 مليون شخص في مجالات الصحة والغذاء ومياه الشرب والتعليم.
وخلال الاجتماع قال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، إنّ "16 مليون شخص معرّضون لخطر المجاعة" في اليمن، مضيفًا "لدينا نقص في المال، وبحلول أكتوبر سنضطر لخفض الحصص الغذائية بمقدار 3.2 مليون شخص، وبحلول ديسمبر بواقع 5 ملايين شخص".
ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية فإنّ الولايات المتّحدة، المانح الأول للمساعدات، رفعت بهذه المساعدة الإضافية إجمالي مساعداتها للبلد الفقير إلى 800 مليون دولار في 2021 وإلى أكثر من 4 مليارات دولار منذ بداية الأزمة في 2014.
هذا وقد قال مصدر دبلوماسي أوروبي إنّ الاتّحاد الأوروبي سيقدّم 75 مليون يورو من ميزانيته المخصّصة للمساعدات التنموية و44 مليون يورو من تلك المخصّصة للمساعدات الإنسانية، ليرتفع بذلك إجمالي مساعداته لليمن في 2021 إلى 209 ملايين يورو.
وكان، ذكر مكتب الشؤون الإنسانية للمنظمة الدولية باليمن في تقرير له عن الحالة الإنسانية الأسبوعية أن من بين 7.6 ملايين يمني هناك نحو 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة و1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة يحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد، وأن قطاع الصحة لم يتلقَ سوى 11 في المئة من التمويل الذي يحتاجه للعام الجاري، في وقت يحتاج فيه 20 مليون شخص للمساعدات الصحية.
وتعد اليمن أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، يستورد 90% من الاحتياجات الغذائية لسكانه البالغ عددهم حوالى 30 مليون نسمة، بينهم حوالى 20 مليون نسمة يعتمدون في غذائهم على المساعدات الدولية.
وفي مارس 2021، نظّمت الأمم المتّحدة والسويد وسويسرا مؤتمراً للمانحين شاركت فيه حوالي 100 دولة وبالكاد جمع نصف الأموال المطلوبة.
وكان هدف الأمم المتحدة خلال المؤتمر هو جمع 3.85 مليار دولار، ولكن بلغت القيمة الإجمالية للتعهّدات 1.7 مليار دولار فقط.
واستهدف برنامج الأغذية العالمي في أغسطس 2021 ، نحو 469،500 شخص في محافظة مأرب بالمساعدات الغذائية، بينما كان يستعد للتحقق من احتياجات وحالة نحو 133،500 نازح داخلياً أفادت التقارير بأنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية في المحافظة، بحسب التقرير.
من جانب أخر، يعاني الأطفال في اليمن وخاصة في محافظة تعز أوضاعاً صحية ومعيشية صعبة، وذلك جراء الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية ، على المحافظة، إذ انتشرت مؤخراً وبصورة متزايدة العديد من الأمراض والمشاكل الصحية، التي تصيب الأطفال وعلى رأسها سوء التغذية.
وكانت أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن عدد النازحين المتضررين من الحرب، الذي بلغ 50 ألف نازح في 13 محافظة يمنية، منذ بداية العام 2021.
ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 بالمئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.
ويزيد من تعقيدات الوضع في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تتمسك بالسلاح بما يشق جهود إرساء السلام، وقد نفذ الحوثيون انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع كثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.