ثورة غضب.. اليمنيون ينتفضون ضد تردي الأوضاع فى تعز
الثلاثاء 28/سبتمبر/2021 - 04:38 ص
طباعة
أميرة الشريف
تدهورت الأوضاع المعيشية في اليمن بشكل سريع، إثر تفاقم الوضع الاقتصادي في عدن وتعز، وسط الاحتجاجات وانعدام أي مظاهر للدولة وعدم وجود رؤية واضحة لمعالجة الأوضاع الحالية، في الوقت الذي يستمر فيه تراجع قيمة العملة وارتفاع نسبة التضخم.
فى هذا السياق يتهم المحتجون الحكومة اليمنية بالعجز وبأنها تعمل بمعزل عن واقع اليمنيين خاصة في مدن الجنوب، حيث يزداد الفقر والتهميش وتغيب مرافق الخدمات الصحية والمياه والكهرباء.
وفي الوقت الذي تتسع فيه الاضطرابات بسبب الفقر في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق مئات المحتجين في تعز ثالث أكبر مدن .
وقال شهود إن العشرات أغلقوا شارعا ومداخل عدد من أحياء المدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد بالحجارة وإطارات السيارات المشتعلة ثم زاد عددهم إلى مئات المحتجين على توالي الانخفاض الحاد في قيمة العملة وارتفاع معدل التضخم.
وقال ثلاثة شهود إن قوات الأمن ومسلحين أطلقوا النار في الهواء في تعز اليوم الاثنين لمنع محتجين من تمزيق صورة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وقال المتحدث باسم الشرطة أسامة الشرعبي إن قوات الأمن ملتزمة بصيانة حقوق المواطنين في التعبير السلمي، لكنها لن تسمح بأي اعتداءات على المصالح العامة أو الخاصة.
وتسببت الحرب التي يخوضها تحالف تقوده السعودية وحركة الحوثي منذ أكثر من ست سنوات في تخريب الاقتصاد واستنزاف احتياطي العملات الأجنبية في البلاد التي تستورد أغلب السلع التي تستهلكها.
ويعتمد نحو 80 بالمئة من السكان على المساعدات كما اقترب الملايين من شفا المجاعة فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وتبذل الحكومة المدعومة من السعودية والتي تتخذ من جنوب اليمن مقرا لها، جهودا مضنية لدفع أجور العاملين في القطاع العام وقد لجأت إلى طبع أوراق مالية لمواجهة العجز.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري قُتل ثلاثة أشخاص في احتجاجات عنيفة في عدن ومدن أخرى في جنوب اليمن الذي تسيطر عليه الحكومة المعترف بها دوليا والتي أطاحت بها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران من العاصمة صنعاء في عام 2014.
وفي وقت سابق أفاد تقرير حديث للأمم المتحدة بأن 7.6 ملايين شخص في اليمن عموماً يحتاجون إلى خدمات لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، وأن أكثر من 133 ألفاً في محافظة مأرب التي تتعرض لمحاولات حوثية متواصلة للتقدم فيها، محتاجون للمساعدات الغذائية، مع استمرار الميليشيا في رفض خطة ومساعي الأمم المتحدة لوقف الحرب.
ووضعت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، الشعب اليمني تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية.
وذكر مكتب الشؤون الإنسانية للمنظمة الدولية باليمن في تقرير له عن الحالة الإنسانية الأسبوعية أن من بين 7.6 ملايين يمني هناك نحو 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة و1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة يحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد، وأن قطاع الصحة لم يتلقَ سوى 11 في المئة من التمويل الذي يحتاجه للعام الجاري، في وقت يحتاج فيه 20 مليون شخص للمساعدات الصحية.
وكانت أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن عدد النازحين المتضررين من الحرب، الذي بلغ 50 ألف نازح في 13 محافظة يمنية، منذ بداية العام 2021.
ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 بالمئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.
ويزيد من تعقيدات الوضع في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تتمسك بالسلاح بما يشق جهود إرساء السلام، وقد نفذ الحوثيون انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع كثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.