اعترافٌ إيراني جديد بمسؤولية طهران عن إشعال الحروب في المنطقة جاء هذه المرة على لسان أحد كبار قادة قوات الحرس وقائد المقر الرئيسي لقوات الحرس المعروف بـ مقر "خاتم الأنبياء" غلام علي رشيد، وأفاد تقرير وسائل الإعلام الإيرانية، الأحد 26 سبتمبر أن رشيد، اعترف بأن حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وأنصار الله في اليمن والجهاد الإسلامي وحماس في فلسطين قوى خاضعة لسيطرة النظام الإيراني.

كما فضح صراحة استراتيجية النظام في إشعال الحروب في المنطقة وقتل الناس في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين، وقال إن وجود القوات التابعة للنظام في هذه الدول هو للحفاظ على النظام في طهران.

وقال في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية: "قبل استشهاده بثلاثة أشهر، قال قاسم سليماني في لقاء مع قادة القوات المسلحة في مقر خاتم الأنبياء إنه بدعم من مقر قيادة الجيش والاركان العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، قمت بتنظيم حاليا 6 جيوش خارج ارض ايران من اجلكم وانشأت قناة بطول 1500 كم وعرض 1000 كم الى ساحل البحر المتوسط حيث تعيش فيها ستة فرق عقائدية وشعبية وأي عدو يريد أن يقاتل ضد الثورة الإسلامية والنظام المقدس للجمهورية الإسلامية، يجب أن تمر عبر هذه الجيوش الستة".

وأضاف: "جيش في لبنان يسمى حزب الله وجيشان في فلسطين المحتلة يسميان حماس والجهاد الإسلامي، جيش في العراق يسمى الحشد الشعبي، وجيش في اليمن يسمى أنصار الله وجيش في سوريا وكل هذه تعتبر رادعا لبلد الحبيب إيران"، على حد وصفه.

وكشف رشيد عن استراتيجية النظام في إشعال الحروب في المنطقة حفاظا على النظام قائلا: "ينبع غضب الولايات المتحدة من قوة إيران الإقليمية من حقيقة أن جمهورية إيران تتمتع بكلا مكونات القوة، وهي قوة مسلحة قوية مستعدة لقتال ضد أي معتد أجنبي داخل البلاد والتمتع بقوة إقليمية خارج البلاد، هذان المكونان من مكونات القوة ضروريان وحيويان للردع في نظر جميع الخبراء العسكريين، ونظام الجمهورية الإيرانية له كلا المكونين".

وفي جزء آخر من تصريحاته، أعلن اللواء رشيد أن "امتلاك القوة" هو أهم درس تم الاستفادة منه من ثماني سنوات من الحرب وقال: "اليوم فقط مع وجود القوة يمكن الحفاظ على وجود إيران وهويتها وموقعها وسلامتها الإقليمية؛ هذا هو أهم درس تعلمناه من ثماني سنوات من الدفاع المقدس".

وتأتي تصريحات المسؤول في فيلق القدس، في وقت تطالب فيه القوى الدولية، إيران بالتوقف عن سياساتها العدائية المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، والتزام مبادئ حسن الجوار.

لكن إيران تواصل سياسة التصعيد، سواء في التدخل بشؤون المنطقة، أو في تقديم الدعم المادي واللوجستي لأذرعها الإرهابية خاصة الحوثي باليمن، وحزب الله في لبنان.

وتشكل تصريحات رشيد دليلا ملموسا جديدا على أن ميليشيات الحوثي أداة إيرانية لتنفيذ مخططات التخريب في المنطقة، ناهيك عن عرقلة الجهود العربية والدولية في إرساء الأمن والاستقرار في هذا البلد.

وعلى صعيد متصل لم تمر تصريحات رشيد على الحكومة الشرعية اليمنية التي اعتبرتها "انتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية، وتحديا سافرا لإرادة المجتمع الدولي"، وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني إن التصريحات الصادرة عن عدد من القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية مؤخراً بمثابة اعترافات تؤكد من جديد دور النظام الإيراني في إنشاء ميليشيا الحوثي الإرهابية وإدارة انقلابها على الدولة، واستخدامها كذراع لتنفيذ مخططها التوسعي وسياساتها التخريبية في المنطقة وتهديد المصالح الدولية.

وأضاف معمر الإرياني - في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)- أن أخطر تلك الاعترافات هي التصريحات التي كشف عنها قائد مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء غلام علي رشيد بشأن إنشاء القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني - قبل مقتله بثلاثة أشهر- محورا من ستة جيوش خارج حدود إيران بينها ميليشيا الحوثي، وأنه في حال أراد أحد استهدافها، فعليه أن يواجه هذه الجيوش أولًا.

وتابع الإرياني أن هذه التصريحات الخطيرة تكشف حقيقة ما يحدث في اليمن منذ عام 2014، وطبيعة الدور الذي تقوم به ميليشيا الحوثي من تنفيذ للأجندة الإيرانية على حساب شلال الدماء المتدفق منذ انقلابها على الدولة، واستمرارها في التصعيد السياسي والعسكري وتقويض الحلول السلمية الأزمة بأوامر إيرانية.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالتصدي لمسئولياتها القانونية وفق ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة، ووقف التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني، ومحاولاتها استخدام الملف كورقة للضغط والابتزاز وتحقيق مكاسب سياسية.

واعتراف رشيد ليس الدليل الأول على دعم طهران للحوثيين، ففي 2019 استقبل المرشد الأعلى الإيراني خامنئي وفدا من الانقلابيين، أعلن خلاله دعمه للميليشيات.

ووفق المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، فإن الدعم الإيراني للحوثيين كان أيضا قبل اجتياحهم للعاصمة صنعاء وانقلابهم على الشرعية عام 2014، من خلال سفارة طهران التي كانت تغدق على الميليشيات بملايين الدولارات عبر تمويل أنشطة ثقافية ودينية.

دعمٌ لم يقتصر على المال فقط، بحسب المعهد نفسه، الذي قال إن المساعدات الإيرانية للحوثيين شملت تزويدهم بمختلف الأسلحة من ناحية، وتطوير الأسلحة من ناحية أخرى، وهو ما ظهر جليا في السفن المهربة عبر سواحل اليمن خلال السنوات الماضية.