تصاعد حملات الاعتقالات.. هل تشتعل جبهة كردستان إيران؟
شنت قوات الأمن الإيرانية حملة اعتقالات واسعة خلال شهر سبتمر الماضي، في
مناطق كردستان إيران او كما يسميها الأكراد "كردستان الشرقية" مع تصاعد
التوترات بين السلطات الأمنية وفصائل المعارضة الكردية المسلحة في البلاد.
ورصد تقرير حقوقي كردي اعتقال السلطات الإيرانية عشرات الأكراد بتهم متعددة
ابرزها متعلقة بالنشاط السياسي، والانضمام
الى احزاب كردية مسلحة.
ووفقا لمنظمة "هنكاو" الكردية اعتقلت السلطات الايرانية 39 مواطنا
كرديا على الأقل خلال شهر سبتمبر الماضي،
بتهمة بتهمة ممارسة أنشطة سياسية ومدنية ودينية ، وحُكم على ثلاثة نشطاء
أكراد بالسجن.
واوضح تقريرالحقوقي،أن سلطات الأمن الكردية اعتقلت 34 مواطنا كرديا بتهمة
النشاط السياسي والتعاون مع الأحزاب الكردية ، وثلاثة بتهمة النشاط المدني ،
واثنان بتهمة النشاط الديني.
ولفت التقرير إلى انه تم تسجيل 25 حالة لمعظم المواطنين المحتجزين في
مقاطعة أذربيجان الغربية (أورمية)، كما تم اعتقال 14 مواطناً كردياً في إقليم
كردستان (سنندج).
التقرير أوضح أن الاجهزة الأمنيةالإيرانية اعتقلت أطفال قصر، حيث تم القبض على مراهق دون سن 18 عاما وثلاثة
نشطاء بيئيين وناشط إعلامي الشهر الماضي، كما تم القبض على خمسة من هؤلاء الأفراد
ونقلهم إلى السجن لقضاء مدة عقوبتهم.
وفقًا للإحصاءات ، في سبتمبر من هذا العام ، حكم القضاء الاحتلال على ما لا
يقل عن 13 ناشطًا كرديًا بالسجن 44 عامًا و 9 أشهر بسبب أنشطة سياسية ومدنية
ودينية.
تزمان حملة الاعتقالات الإيرانية في شهر سبتمبر في كردستان إيران مع تصاعد
التوترات بين السلطات الإيرانية والفصائل الكردية المسلحة، حيث شن الحرس الثوري
عمليات عسكرية ضد الفصائل الكردية المسلحة واتي تتخذا من إقليم كردستان العراق
مقرا لها.
العمليات العسكرية الإيرانية كادت أن تؤدي إلى أزمة سياسية بين بغداد
وأربيل وطهران، حيث اعترضت حكومة اقليمن كردستان العراق لدى االحكومة العراقية على
العمليات العسكرية الإيرانية في كردستان العراق، وبدورها طالبت حكومة مصطفى الكاظمي
إيران بالتوقف عن انتهاك السيادة العراقية واحترام حسن الجوار.
ويرى مراقبون أن كردستان إيران تشكل إحدى المناطق الاستراتيجية المهمة في
إيران، وهي منكقة قابلة للاشتعال ووقع صدامات مسلحة بين الأحزاب الكردية المسلحة
والقوات الإيرانية.
وأضاف المراقبون أن الفصائل الكردية المسلحة تسعى من خلال عملياتها ضد
القوات الإيرانية للوصول إلى استقلال كردستان الشرقية أو عل الأقل الوصول إلى الحكم الذاتي في الاقليم الواقع في غرب إيران.
ولفت المراقبون أن ايران في ظل الازمات الاقتصادية والسياسية التي تعيشها بفرض
عقوبات دولية عليها من قبل الولايات المتحدة، وأيضا التعامل الأمني في مطالب القوى
الكردية يهدد وحدة الأراضي الإيرانية، مع تدهور الوضع السياسي في طهران، في ظل مرض
المرشد الأعلى علي خامنئي.
سيناريو الصدام المسلح تشكل احد أبرز السيناريوهات التي قد تشهدها كردستان
إيران، مع تصاعد حملات الاعتقالات في كرستان الشرقية وأيضاعمليا الاعدامات لسجناء
الاكراد في السجون الإيرانية.
سيناريو التفاوضات هو سيناريو ضعيف في ظل تمسك طهران بالحل الأمني والعسكري
ضد مطالب الشعب الكردي في كردستان الشرقية، وهي مفاوضات كانت ناجحة في بداية
الألفية ولكن مع نكث الحكومة الإيرانية بوعودها عاد الفصائل الكردية المسلحة لخيار
الصدام المسلح ضد النظام الإيراني.