الإرهاب الحوثي.. الميليشيات تستبيح القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان في العبدية
السبت 16/أكتوبر/2021 - 10:50 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
تواصل ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، تعنتها وتجاهلها القوانين الدولية الإنسانية من خلال استمرار تهديدها حياة المدنيين في القرى والبلدات بالقذائف والحصار، وتفرض ميليشيا الحوثي منذ 21 سبتمبر 2021 حصارا مطبقا على 35 ألف مدني داخل مديرية العبدية مانعة دخول الغذاء والمساعدات الإغاثية أو خروج المرضى والنازحين، وذلك بالتزامن مع هجمات مستمرة تشنها للسيطرة على كامل المديرية وسط قصف كثيف على منازل المدنيين المحاصرين. وفي هذا السياق قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن ميليشيا الحوثي تواصل التنكيل بأهالي مديرية العبدية بمحافظة مأرب بعد حصار مطبق منذ قرابة شهر، وقصف النساء والأطفال في المنازل بالصواريخ البالستية وقذائف الهاون ومختلف أنواع الأسلحة.
ووصف الإرياني في تصريح نشره الجمعة على حسابه في تويتر ما ترتكبه الميليشيا في المديرية بجرائم حرب وابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية وسط صمت دولي وأممي غير مفهوم ولا مبرر.
ونقل عن مصادر محلية تأكيدها ارتفاع موجة النزوح "الداخلي" من مناطق (الشيب والحجلة وثمدة والمذود والعر) جنوب وجنوب شرق مديرية العبدية، بعد تعرض القرى الآهلة بالسكان للقصف.
وحذر المسؤول الحكومي من جرائم إبادة جماعية ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق أبناء المديرية بعد تهديدات أطلقتها عبر وسائل اعلامها، ومن كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء استمرار الحصار الجائر ورفض الميليشيا فتح ممرات آمنة للمدنيين.
وعبر عن استغربه من وقوف العالم موقف المتفرج من جرائم الحرب والابادة الجماعية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في مديرية العبدية، وتجاهله لمأساة المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن، والذي يعد بمثابة ضوء أخضر للميليشيا للاستمرار في قتل وحصار وتجويع والتنكيل بالمدنيين.
ومن جانبه، دعا المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد غريسلي، لوقف الأعمال العدائية في منطقة العبدية؛ محذراً من أن تصاعد القتال في اليمن في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، له أثر مدمر على المدنيين.
جاء ذلك على لسان، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، يانس لاركيه، الذي قال إن السيد غريسلي يبدي قلقا خاصا بشأن الوضع في منطقة العبدية بمحافظة مأرب.
وفي مؤتمر صحفي بجنيف، ذكر لاركيه للصحفيين نقلا عن بيان غريسلي، أن الوضع الأمني قد أدى إلى تقييد الحركة داخل وخارج المنطقة لما يقدر بنحو 35،000 شخص، بما في ذلك 17،000 شخص من الفئات الأشد ضعفاً ممن وجدوا ملاذاً هناك بعد الفرار من الصراع في المناطق المجاورة.
ودعا ديفيد غريسلي في بيانه "جميع الأطراف المشاركة في القتال إلى الموافقة الآن على وقف الأعمال العدائية في مديرية العبدية، للسماح بمرور آمن للمدنيين وعمال الإغاثة، وإجلاء جميع المصابين في القتال."
وبحسب ما أفاد به لاركيه، الجمعة، فقد أدى عدم القدرة على الدخول والخروج من تلك المناطق إلى الحد من إيصال المساعدات المنقذة للحياة ومنع المرضى والجرحى من تلقي الرعاية الطبية.
وقال للصحفيين في جنيف: "أصبح توفير السلع الأساسية أمرا صعبا وخطيرا للغاية."
ودعا منسق الشؤون الإنسانية، ديفيد غريسلي في بيانه جميع الأطراف المشاركة في القتال إلى "الموافقة الآن على وقف الأعمال العدائية في منطقة العبدية للسماح بمرور آمن للمدنيين وعمال الإغاثة، وإجلاء جميع المصابين في القتال."
وكان رامش راجاسنغهام، نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، وفي إحاطة إلى مجلس الأمن الخميس، قد ذكر أن إنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية، كثّفت قوات الحوثي من "هجماتها الوحشية" في مأرب وفي المناطق المجاورة من محافظة شبوة.
وقال إن شهر سبتمبر شهد مقتل وإصابة 235 مدنيا – أي ما معدله ثمانية أشخاص يوميا.
وأضاف أنه في الشهر الماضي وحده، نزح حوالي 10 آلاف شخص في مأرب – وهو أعلى رقم حتى الآن هذا العام. وقال: "اليمن يحتاج إلى حل سياسي لإنهاء الحرب. سيكون وقف إطلاق نار في عموم البلاد بدون شروط مسبقة بداية ممتازة."
يذكر أنه في وقت سابق الجمعة، أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أنه نفذ عشرات العمليات التي استهدفت الميليشيات وآلياتها في محيط محافظة مأرب.
وقال التحالف في بيان إن الميليشيات تواصل تعنتها وتجاهلها القوانين الدولية الإنسانية من خلال استمرار تهديدها حياة المدنيين في القرى والبلدات بالقذائف والحصار.
كما أعلن أنه نفذ 40 استهدافاً لآليات وعناصر ميليشيات الحوثي في محيط العبدية خلال 24 ساعة، موضحاً أن عمليات الاستهداف شملت تدمير 10 آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 180 عنصراً.