بعد محاولات إفشالها .. إخوان ليبيا تُقر بالاستحقاق الانتخابي وترضخ للأمر الواقع
السبت 16/أكتوبر/2021 - 12:30 م
طباعة
أميرة الشريف
بعد مفاوضات وصراعات كثيرة بين أطراف النزاع الليبي حول استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر 24 ديسمبر المقبل، يبدو أن الكفة الرابحة هي إجراء الانتخابات وعدم تأجيلها كما كان يخطط الإخوان لذلك، حيث أكّد سفير الولايات المتحدة ومبعوثها الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاد، استمرار بلاده في دعم مهمة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، مضيفاً: نحن متشجعون لرؤية حرص الليبيين على التصويت ودفع البلاد إلى طريق الاستقرار والازدهار.
ويبدو أن جماعة الإخوان في ليبيا رضخت لسياسة الأمر الواقع، بعدما أن حاولت بكل ما أوتيت من قوة لتأجيل الانتخابات الرئاسية ولكن مساعيها بأكملها باءت بالفشل الذريع وسقط مخططها في استمرار الفوضى بالبلاد.
ورغم العزلة السياسية والاجتماعية التي تعيشها جماعة الإخوان، إلا أنها بدأت في الاستعداد للمشاركة في الانتخابات.
وفي وقت سابق أكد رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح، جاهزية مفوضيته بنسبة بين 80 إلى 90 في المئة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، متوقعاً إقبالاً كبيراً على المشاركة.
وقالت وزارة الداخلية، إنّها أعدت 35 ألف شرطي لتأمين الانتخابات مع فرق متخصصة تم تدريبها للحدث المنتظر، فيما أكدت تقارير إعلامية أن مؤتمر استقرار ليبيا المقرّر الخميس المقبل، سيشهد رسمياً الإعلان عن إطلاق الجدول الزمني للاستحقاق الانتخابي، ومن ذلك فتح باب الترشح للرئاسيات والتشريعيات.
ويري مراقبون أن جماعة الإخوان الإرهابية قادت على مدار أشهر محاولات عديدة لإفشال عملية الانتخابات في ديسمبر المقبل، وأقرت الجماعة أخيرا بأن الاستحقاق الانتخابي قادم لا محالة أواخر ديسمبر المقبل، وأنّ على الليبيين الاستعداد للاستحقاق، فيما لم يجد الإخوان بداً من الإعلان عن استعدادهم لقبول نتائج الانتخابات التي لن تسفر سوى عن هزيمة مدوية لهم.
ودعت رابطة الأحزاب الليبية في بيان شمل توقيعات قادة 17 حزباً، جميع الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي، إلى التهدئة ومنع أي إثارة للنعرات الجهوية والأيديولوجية والمواجهات المسلحة التي من شأنها تكرار تأجيج الصراع.
ولفتت الرابطة إلى أنّ الاستحقاق الانتخابي 24 ديسمبر المقبل هو الخيار المتاح لليبيين للخروج من الأزمة السياسية.
واستهجنت الرابطة، التهديد الذي جاء في خطاب مجلس الدولة الاستشاري، للمفوضية العليا للانتخابات، بشأن رفضه القوانين الصادرة عن مجلس النواب والمتعلقة بتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية، مُعتبرة أنه عرقلة واضحة للعملية الانتخابية، ما يعرّض وحدة وسلامة ومستقبل ليبيا للخطر.
وهدّدت الرابطة باللجوء إلى بعثة الدعم الأمية في ليبيا، لاتخاذ إجراءات رادعة بحق كل من يتسبب أو يحاول عرقلة إجراء الانتخابات في موعدها.
جدير بالذكر أن ليبيا تشهد منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي الذي تربّع على عرش السلطة منفردا لأكثر من أربعة عقود، صراعا على السلطة لا سيما بين الشرق والغرب، مع هيمنة الميليشيات المسلحة، وتدخلات أجنبية.
ويعاني الليبيين من تردي الخدمات والبنى التحتية وانحسار فرص العمل، فيما تسبّب الانهيار الاقتصادي في تدهور كبير في سعر الدينار الليبي مقابل العملات الأجنبية.
ويري محللون أن تنظيم الإخوان يجهز فتحي باشا آغا لخوض الانتخابات الرئاسية من خلال إظهاره في ثوب المصلح وصديق الجميع حيث أن الإخوان يطمعون في السيطرة علي السلطة وحدهم بشكل كامل.