التصعيد الحوثي.. يهدد مصير النازحين المحاصرين بالعبدية
الأحد 17/أكتوبر/2021 - 11:28 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
تواصل ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، تعنتها وتجاهلها القوانين الدولية الإنسانية من خلال استمرار تهديدها حياة المدنيين في القرى والبلدات بالقذائف والحصار، وفي هذا السياق، دانت الخارجية الأمريكية عدم إيصال المساعدات الإنسانية إلى العبدية المحاصرة، متهمة الحوثيين بإعاقة وصولها لـ 35 ألف يمني في العبدية.
وطالبت الوزارة في بيان السبت، الحوثيين بفتح ممرات آمنة للمدنيين والجرحى في العبدية.
إلى ذلك، قالت الخارجية الأمريكية إن على الحوثيين وقف هجومهم على مأرب، مطالبة إياهم بالانصياع للمطالب الدولية وإنهاء الصراع في اليمن.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، دان التصعيد الحوثي الأخير تجاه محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، مندداً بالحصار الحوثي الكبير على مديرية العبدية.
كما دان الاستهداف المتعمد والمتكرر للمدنيين والأحياء المدنية والنازحين في محافظة مأرب بالصواريخ الباليستية والمسيرات، وهو ما يعرض مرتكبيها للمساءلة الدولية لتحقيق العدالة، مشدداً على ضرورة تجنيب المدنيين الصراع والاستهداف، وأن هذه الأعمال تتعارض مع جهود السلام في اليمن وإيقاف الحرب.
يشار إلى أن ميليشيا الحوثي تفرض منذ 21 سبتمبر 2021 حصارا مطبقا على 35 ألف مدني داخل مديرية العبدية مانعة دخول الغذاء والمساعدات الإغاثية أو خروج المرضى والنازحين، وذلك بالتزامن مع هجمات مستمرة تشنها للسيطرة على كامل المديرية وسط قصف كثيف على منازل المدنيين المحاصرين.
وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، تنفيذ 32 عملية استهداف لآليات وعناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية في مديرية «العبدية» جنوب مأرب خلال 24 ساعة.
وأضاف التحالف في بيان أن عملية الاستهداف أسفرت عن مقتل 160 حوثياً وتدمير 11 آلية، مؤكداً استمراره في دعم الجيش اليمني لحماية المدنيين من انتهاكات الميليشيات الإرهابية.
وكانت ميليشيات الحوثي قد تلقت الجمعة ضربة موجعة على يد التحالف والجيش غرب محافظة مأرب.
وكشف المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن طيران التحالف استهدف تعزيزات لميليشيات الحوثي وكبدها خسائر في الأرواح والعتاد في جبهة «الكسارة».
في غضون ذلك، تواصل الميليشيات الحوثية محاصرة آلاف المدنيين في «العبدية»، حيث أدى القصف الحوثي المستمر إلى تدمير 6 قرى بشكل كامل.
وأكدت مصادر إعلامية أن الهجمات الحوثية ما زالت مستمرة، فيما تصاعدت موجة النزوح بشكل كبير من عدة قرى في المديرية إلى مركزها، لافتةً إلى أن قوات الجيش اليمني تتصدى لهجمات أخرى على 18 قرية في المديرية الواقعة جنوب مأرب.
كما عمدت الميليشيات الإرهابية إلى قطع شبكات الاتصالات والإنترنت عن السكان في «العبدية». وأوضحت مصادر محلية أن الميليشيات الإجرامية قصفت أبراج الاتصالات في المديرية لعزل المدنيين المحاصرين عن العالم والتعتيم على الجرائم والانتهاكات التي تقترفها بحقهم.
وأوضحت المصادر، أنّ القصف والتصعيد تسبب في موجة نزوح كبيرة من المديرية التي كانت تضم أكثر من 17 ألف شخص لا يعرف مصيرهم حتى الآن، مع نزوح سكان المجتمعات المضيفة باتجاه مدينة مأرب ومديرية الوادي في مركز المحافظة.
ومع تأكيد المنظمات الإغاثية، أنّ الأوضاع أكثر خطورة في جنوب مأرب، لاسيّما مديريات العبدية وحريب والجوبة ورحبه، فإنّ أكثر من 4200 شخص فروا من مديريات حريب والجوبة ورحبه في سبتمبر، معظمهم اتجهوا نحو مناطق أكثر أماناً في مركز محافظة مأرب.
وفي ظل تخاذل من المنظمات الإغاثية وتجاهل الميليشيا دعوات وقف التصعيد وإيجاد ممرات آمنة للمدنيين، لا يزال الغموض يكتنف الوضع الإنساني في المناطق المتضررة في محافظات مأرب وشبوة والبيضاء محدودة، حيث تفرض الميليشيا قيوداً على التنقل والحصول على تصاريح خاصة لمغادرة القرى.
وتعاني مستشفيات هذه المناطق من نقص الأدوية والكهرباء كما أنها مزدحمة وتستقبل حالات مرضية ومصابين بما يفوق قدراتها الاستيعابية. وذكرت الأمم المتحدة، أنّها تبذل جهوداً للاستجابة بشكل مشترك من قبل المنظمات الإنسانية عبر المراكز التي تخدم المناطق المتضررة.