ثورة المعلمين تهدد بوقف الدراسة في إيران

الثلاثاء 26/أكتوبر/2021 - 05:03 م
طباعة ثورة المعلمين تهدد علي رجب
 

شهدت ايران خلال الأيام الماضية تظاهرات واسعة للمعلمين في أكثر من 30 مدينة إيرانية، احتجاجا على تدني رواتبهم وتردي أوضاعهم المعيشية، في ظل الاوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد حاليا، مهددين بالإضراب عن العمل ووقف العملية التعليمية في إيران.

وبحسب مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، نظم المعلمون في مدن طهران وشيراز وخرم آباد وأردبيل وسنندج و قزوين وهمدان ومازندران وكرمان وخراسان رضوي الأحواز، والعديد من المدن الأخرى في إيران، تظاهرات حاشدة للمطالبة بحقوقهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية،  بتطبيق قانون "تصنيف المعلمين" ، والافراج عن زملاهم المعتقلين، لكن الحكومة والبرلمان الإيراني وعدوا بزيادة قدرها 25 %.

وردد المتظاهرون هتافات مثل "المعلم المسجون يجب الإفراج عنه" و "أين الإذاعة والتلفزيون صوتنا صامت"، وطالبوا السلطات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أوضعهم المعيشية بزيادة رواتب المعلمين فوق خط الفقر، وهتفوا "مشكلتنا لن تحل.. ستغلق الفصول الدراسية"، مهددين بالإضراب عن العمل.

 ويقدر عدد الطلاب في ايران 14 مليون وعدد معلميهم 1.2 مليون، وهو ما يشكل أزمة كبيرة للنظام الايراني في حالة اضراب المعلمين عن العمل.

وجاءت تجدد احتجاجات المعلمين بعد تأجيل البرلمان الإيراني مراجعة خطة قانون"تصنيف المعلمين"، وعدم الوفاء بخطة الرئيس الايراني السابق حسن روحاني بتحسين أوضاعهم المالية.

وقال المحلل السياسي الأحوازي  واستاذ القانون السابق بالجامعات الايرانية، علي الطباطبايي، في تصريحات خاصة إن المعلمين يطالبون بتطبيق نظام "تصنيف المعلمين". إذا تم تنفيذ نظام التصنيف ، فسيحصل المعلمون المتعاقدون على ما يصل إلى 80 ٪ من قيمة الرواتي التي يحصل عليها أعضاء هيئة التدريس"، مضيفا :"تمت الموافقة على القانون العام بشأن ترتيب المعلمين من قبل البرلمان في الأسبوع الذي سبق الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي فاز بها إبراهيم رئيسي، ولكن بعد الانتخابات ، تم إيقاف تفاصيل مشروع القانون في البرلمان".

وأوضح "الطباطبايي" أن سبب التخلي عن مشروع القانون هو أن مجلس النواب يقول إنه لا توجد موارد محددة في الموازنة لتنفيذ هذه الخطة، وهو قانون تم اقتراحه قبل عشر سنوات ولكن لم يتم تنفيذه مطلقًا وفقًا لهذه الخطة ، تم تحديد رواتب المعلمين بناءً على جودة عملهم".

ولفت المدرس السابق بالجماعات الايرانية أن مشرو قانون تصنيف المعلمين الذي أقرته لجنة التعليم والبحث في مجلس النواب ، يجب أن تكون رواتب المعلمين 80٪ من رواتب أساتذة الجامعات.

وشدد "الطباطبايي"  على  أن احتجاجات المعلمين في إيران المطلب الأساسي للمتظاهرين هو تنفيذ قانون "تصنيف المعلمين"، لذلك يعتقد المعلمون أن الموافقة العامة على مشروع القانون في الأيام التي سبقت الانتخابات كانت خداعًا لهذه للمعلمين والعاملني في مجال التعليم، للمشاركة في الانتخابات ، والآن بعد أن لم تعد هناك حاجة إلى أصواتهم ، تم إيقاف دراسة تفاصيل مشروع القانون .

ويعد مخطط تصنيف المعلمين المستند إلى وثيقة "التحول الأساسي لنظام التعليم" أحد الموضوعات المهمة للغاية لتحسين مستويات المعيشة وتحسين المهنة المهنية للمعلمين، وفقا لـ"الطباطبايي"

في الأشهر الأخيرة ، احتج المعلمون مرارًا وتكرارًا على ظروف المعيشة ومشاكل التوظيف والتمييز في دفع رواتبهم. كما أعلنت بعض القنوات النقابية للمعلمين عن إمكانية الإضراب في نفس وقت إعادة فتح المدارس. كان رد الحكومة على هذه الاحتجاجات هو اعتقال النشطاء النقابيين وقمع المظاهرات.

ويبلغ الحد الأعلى لرواتب المعلمين في إيران نحو 300 دولار أمريكي، وهو مبلغ زهيد خاصة مع انهيار سعر صرف العملة الإيرانية، وما رافق ذلك من ارتفاع حاد في أسعار السلع وحتى الأساسية منها.

 

شارك