تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 30 أكتوبر 2021.
الاتحاد: مقتل 13 بينهم طفل بقصف باليستي «حوثي» في الجوبة
قتل 13 شخصاً، بينهم طفل، في هجوم صاروخي شنّته ميليشيات الحوثي الإرهابية، واستهدف منزل الشيخ عبداللطيف القبلي نمران، وهو زعيم قبلي في جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، حسبما أفادت مصادر عسكرية وطبية أمس.
وقال مسؤول عسكري حكومي: إن «صاروخاً باليستياً حوثياً استهدف منزل الشيخ عبد اللطيف، مساء أمس الأول، خلال اجتماع مع زعماء قبائل يقاتلون إلى جانب الحكومة».
وأضاف: «إن 13 شخصاً بينهم طفل قتلوا في الهجوم»، في حصيلة أكّدها مصدر طبي في المنطقة. وبحسب المسؤول العسكري، قُتل في الهجوم الصاروخي أربعة من زعماء القبائل، مشيراً إلى أنّ الجوبة تشهد معارك محتدمة منذ أيام.
وكتب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: إن ما لا يقل عن 12 شخصاً قتلوا في الهجوم، بينهم اثنان من أبناء الشيخ عبداللطيف.
وبعد استهداف ميليشيات الحوثي لمنزله، الذي أدى إلى مقتل اثنين من أولاده، أكد الشيخ عبداللطيف القبلي نمران أن النصر آتٍ لا محالة رغم كل المآسي.
واعتبر في تغريدات على حسابه على «تويتر»، شاركها أيضا الوزير الإرياني، أمس، أن على كل يمني شريف أن يعلن رفضه لميليشيات «الحوثي». وقال: «ما حصل من قصف لمنزلنا يحرك من عاد لديه نخوة وغيره، ولا يزال يؤيد هذه الميليشيات الإجرامية.. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، والخزي والعار لمن لا يزال في صف الميليشيات الإجرامية».
كما أضاف أنه لن «يقبل بأي عزاء»، مؤكداً أن «النصر حليف الصابرين».
وأدان الوزير الإرياني، استهداف منزل الشيخ عبداللطيف بمنطقة العمود في مديرية الجوبة.
وأوضح الإرياني أن ميليشيات «الحوثي» تواصل قصف القرى ومنازل المواطنين في مديرية الجوبة، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بشكل ممنهج ومتعمد للإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين.
وأشار إلى أن مئات الأسر من أبناء مديرية الجوبة والنازحين اضطروا للنزوح خارج المديرية، نتيجة التصعيد العسكري «الحوثي» واستهداف التجمعات السكنية.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي، بإدانة ووقف هذه الأعمال الانتقامية التي تطال المدنيين الأبرياء، وتشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتجريم وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيات باعتبارهم «مجرمي حرب».
الخليج: توسع المواجهات على جبهات مأرب وخسائر فادحة لمسلحي الحوثي
توسعت المواجهات في جبهات القتال بجنوب محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، بين قوات الشرعية وميليشيات الحوثي المهاجمة. وأفادت مصادر محلية بأن طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن قصف، نهار امس الجمعة، تعزيزات ومواقع ميليشيات الحوثي في عدد من الجبهات بالمحافظة، منها على مواقع وتعزيزات الميليشيات الحوثية في جبهة الكسارة، غربي المحافظة، أسفرت عن خسائر كبيرة للميليشيات. وأوضحت المصادر، أن الغارات أسفرت عن تدمير خمسة أطقم حوثية تحمل أسلحة رشاشة عيار 23، وأخرى تحمل تعزيزات وذخائر. كما استهدف طيران التحالف تعزيزات لميليشيات الحوثي في مفرق هيلان، أسفر عن تدميرها بالكامل.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المواجهات الميدانية في جبهتي الجدعان والكسارة، أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات مقابل خسارة محدودة في صفوف قوات الشرعية. وشهدت جبهات مديرية الجوبة، جنوب مدينة مأرب مواجهات عنيفة، حيث تحاول الميليشيات تحقيق اختراق ميداني باتجاه المدينة، المركز الإداري للمحافظة، التي باتت محاصرة من ثلاث جهات، عدا الجهة الشرقية، المحاذية لمحافظة حضرموت. ومساء امس الأول الخميس، تعاملت قوات الجيش الوطني اليمني مع مجموعة من عناصر ميليشيات الحوثي أثناء محاولتها التسلل باتجاه مواقع عسكرية في جبهة الكسارة، ما اسفر عن سقوط أغالبية العناصر المتسللة بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار، طبقاً لما أورده المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.
وأكدت مصادر ميدانية، قيام ميليشيات الحوثي بحشد عناصرها وأسلحتها في سبعة محاور قتالية في محيط مأرب، تمتد من الدحيضة والاقشع في شرق بير المرازيق بمحافظة الجوف، مروراً بالجدعان، والكسارة، والزور، جبل مراد، والجوبة، باتجاه جبهات البلق. وتوقعت المصادر، أن تشهد المناطق المحيطة بسلسلة جبال البلق، معارك طاحنة بين الجانبين.
وفي الجوف، أكدت مصادر ميدانية، استمرار المواجهات بين الجانبين في جبهات الخسف والجدافر شرق مدينة الحزم عاصمة المحافظة، فيما شنت مقاتلات التحالف غارتين على موقع حوثي في منطقة المرازيق بمديرية خب والشعف، كان يضم آليات قتالية حوثية ما أدى لتدمير آليات ومصرع واصبة عدد من الحوثيين. وفي شبوة، أعلنت قبائل نعمان في مديرية ميفعة النفير العام لمواجهة الحوثيين متوعدين بعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الخطر الذي يحدق بأبناء المحافظة. من جانبها، أعلنت شخصيات برلمانية وسياسية وعسكرية في المحافظة، الانضمام إلى القبائل والمقاومة المحلية. وفي لحج، صدت القوات المشتركة والجنوبية، هجوماً جديداً للميليشيات الحوثية باتجاه مواقع اللواء في جبهة حوامرة شرق الراهدة - كرش شمالي محافظة لحج، وكبدتها خسائر كبيرة.
الى ذلك، قتل 13 شخصاً بينهم طفل، في هجوم صاروخي شنّته ميليشيات الحوثي واستهدف منزل زعيم قبلي موال للحكومة المعترف بها دولياً جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، حسبما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وقال مسؤول عسكري حكومي إن «صاروخاً باليستياً حوثياً استهدف منزل الشيخ عبداللطيف القبلي في الجوبة (جنوب مأرب)، مساء أمس الأول الخميس، خلال اجتماع مع زعماء قبائل يقاتلون إلى جانب الحكومة». وأضاف أن «13 شخصاً بينهم طفل قتلوا في الهجوم»، في حصيلة أكّدها مصدر طبي في المنطقة.
وبحسب المسؤول العسكري، قُتل في الهجوم الصاروخي 4 من زعماء القبائل، مشيراً إلى أنّ الجوبة تشهد معارك محتدمة منذ أيام. وكتب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على «تويتر»، أن ما لا يقل عن 12 شخصًا قتلوا في الهجوم، بينهم اثنان من أبناء الشيخ القبلي الذي بقي مصيره مجهولاَ. ولطالما اعتُبرت مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هرباً من المعارك، أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران في ظل تصاعد القتال للسيطرة عليها.
البيان: دعوة توحيد الصف تؤسس لمرحلة جديدة في اليمن
على وقع التطورات الميدانية في محافظتي مأرب وشبوة اليمنيتين ورفض ميلشيا الحوثي كل دعوات السلام، أطلق العميد طارق صالح دعوة جديدة لتوحيد كل القوى المناهضة للانقلاب الحوثي، وتجاوز الخلافات وبناء مستقبل جديد لكل أرجاء اليمن، لتحرك المياه الراكدة، وترسم ملامح المرحلة المقبلة، مع تعثر جهود إحلال السلام، خصوصاً وأنها تواكب إصرار الميليشيا على الخيار العسكري ومضاعفة الكلفة الإنسانية لاستمرار الحرب.
دعوة قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي لتوحيد جهود كل المكونات اليمنية في المعركة ضد ميليشيا الحوثي واستعادة زخم المعركة معها، استقبلت بترحيب القوى السياسية والأوساط الشعبية على حد سواء، خصوصاً وأنها أتت متزامنة بعد أيام على اتفاقات أبرمتها المقاومة مع محور محافظة تعز القتالي لإعادة ترتيب الأوضاع في جبهات غرب محافظة تعز لاستكمال تحريرها، والتصعيد الكبير لميليشيا الحوثي في محافظة مأرب وشبوة، وهو تصعيد يهدد كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وضع حد لمعاناة ملايين اليمنيين.
من جهته، أعلن الناطق باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري في تصريح أن المجلس الانتقالي الجنوبي يرحب بأي جهود لتوحيد الصف لمواجهة الميليشيا الحوثية على امتداد خطوط التماس. وأبدى استعداد المجلس للشراكة مع المقاومة الوطنية ودعمها للتحرر من تلك المليشيا، وكسر بغيها وإبعاد خطرها عن بلادنا والمنطقة.
من جهته، قال مسؤول التنظيم الناصري في محافظة تعز عادل العقيبي: إن دعوة العميد صالح تؤكد المقدرة على تجاوز الفُرقة والانقسام في معسكر الشرعية، داعياً الآخرين إلى التعاطي مع الدعوة بالعمل على أرض الواقع وليس فقط المباركة. ورأى أنها تؤكد حرص المقاومة الوطنية ومجلسها السياسي على تجاوز الفُرقة والانقسام الحاصل في معسكر الشرعية، فالمعارك البينية في الصف الجمهوري آن أن تغادر ومعها كل السياسات الخاطئة التي رافقت المرحلة السابقة وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.
برنامج وطني
وشدد على أن «دعوة كهذه لا تحتاج إلى مباركة من الآخرين فقط بل إلى العمل على أرض الواقع من أجل تحويلها إلى واقع ملموس، وبرنامج عمل وطني قادر على تجاوز الانكسارات والانتصار لآمال وتطلعات شعبنا».
وكان العميد طارق، دعا في اجتماع المكتب السياسي للمقاومة إلى التحرك في كل الاتجاهات مع كل القوى السياسية الموجودة الفاعلة في الساحة اليمنية من أحزاب أو تنظيمات أو قوى مقاومة شعبية سواءً أكانت في مأرب، في شبوة، في الضالع، في الساحل، في تعز، في كل مكان. وقال: «نمد أيدينا، لدينا شركاء ومؤمنون بقضية الحرية وقتال الحوثي». وأضاف: «لا بد أن نعيد رسم شيء جديد للمستقبل يخدم كل يمني سواء في الجنوب أم في الشمال».
وفي سياق متصل أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن هانس غروندبرغ عن قلقه إزاء الوضع الآخذ في التدهور في اليمن، بما في ذلك اشتداد الحرب، وتفكّك مؤسسات الدولة وتأثير النزاع على الاقتصاد وتراجع الخدمات الأساسية. وقال إنه حان الوقت لإحراز تقدّم نحو أولويات سياسية واقتصادية وأمنية فورية وطويلة الأمد بما يخدم مصلحة اليمنيين.
وأكد في بيان وزعه مكتبه إن التقدّم في تنفيذ اتفاق الرياض من شأنه أن يساهم أيضاً في تعزيز الشراكات السياسية، ودعم تقديم الخدمات الأساسية واستقرار الاقتصاد.
الشرق الأوسط: اليمن يتهم المجتمع الدولي بـ«الفشل» في وقف جرائم الحوثيين في مأرب
اتهمت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي بـ«الفشل» في وقف جرائم الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد المدنيين في محافظة مأرب، في وقت تتواصل فيه المعارك في جنوب المحافظة وغربها وشمالها الغربي، مع استخدام الميليشيات للصواريخ الباليستية في استهداف المنازل والقرى السكنية.
وفي هذا السياق طالب وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية أحمد عرمان، المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل والفاعل لوقف التصعيد العسكري الحوثي ووقف القصف العشوائي المتكرر على الأحياء السكنية والأعيان المدنية في مأرب والتي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وتهجير أكثر من 10 آلاف أسرة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول).
وقال الوزير عرمان في تصريحات رسمية: «إن استهداف ميليشيات الحوثي للمنازل والأحياء السكنية في مأرب وقصفها بالصواريخ وقذائف المدفعية والتي كان آخرها الجريمة التي ارتكبتها (الخميس) باستهداف منزل الشيخ القبلي البارز عبد اللطيف القبلي نمران، في منطقة العمود بصاروخ باليستي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى، يعد جرائم حرب وانتهاكات صارخة للقوانين والمواثيق الدولية».
وأضاف عرمان: «ما تقوم به ميليشيات الحوثي هو استمرار لمسلسلها الإجرامي المتواصل بحق المدنيين، حيث استهدفت منطقة الجرشة، جنوبي مديرية الجوبة، بقصف صاروخي أسفر عنه تدمير أربعة منازل على الأقل ومسجداً ما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين».
وعبّر وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان عن إدانته للهجمات الصاروخية لميليشيات الحوثي الإرهابية على منازل المواطنين في محافظة مأرب، داعياً الأمم المتحدة وكل العاملين في ميدان حقوق الإنسان إلى رصد وتوثيق هذه الانتهاكات ووضع حد لها للحيلولة دون إزهاق مزيد من أرواح المدنيين لا سيما الأطفال والنساء.
واتهم عرمان المجتمع الدولي بـ«الفشل» في تفعيل أدوات المحاسبة والصمت المريب حيال ما يحدث من جرائم، وقال إن ذلك «شجّع الميليشيات الإرهابية على ارتكاب مزيد من الجرائم».
من جهته أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، استهداف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منزل الشخصية الاجتماعية عبد اللطيف القبلي نمران المرادي في منطقة العمود في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب بصاروخ باليستي، والذي أدى إلى مقتل 12 شخصاً بينهم اثنان من أبنائه وإصابة آخرين في حصيلة أولية.
وأوضح الإرياني في تصريحات رسمية أن ميليشيا الحوثي تواصل قصف القرى ومنازل المواطنين في مديرية الجوبة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة بشكل ممنهج ومتعمَّد للإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين.
وأشار إلى أن مئات الأسر من أبناء مديرية الجوبة والنازحين اضطروا للنزوح خارج المديرية نتيجة التصعيد العسكري الحوثي واستهداف التجمعات السكنية.
وطالب وزير الإعلام اليمني «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي، بإدانة ووقف هذه الأعمال الانتقامية التي تطال المدنيين الأبرياء» والتي قال إنها «تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». كما دعا إلى تجريم وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا بوصفهم مجرمي حرب».
وكان مكتب حقوق الإنسان في مأرب قد أفاد بأن التصعيد المستمر من ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً على قرى ومنازل المواطنين في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب تسبب في مقتل وإصابة 300 مدني وتهجير ونزوح أكثر من 10 آلاف أسرة.
وأوضح المكتب الحقوقي (حكومي) في بيان، أن الميليشيات الحوثية استهدفت عزلة الجرشة بأكثر من 20 قذيفة «هاون» و«كاتيوشا»، وهو ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المدنيين وتدمير ممتلكاتهم وتهجير أكثر من 500 أسرة.
وعبّر مكتب حقوق الإنسان في مأرب عن إدانته للصمت الدولي أمام إجرام الميليشيات الحوثية بحق المواطنين في مأرب وفي جميع المحافظات اليمنية، ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية بحق الشعب اليمني الذي يموت حصاراً وتجويعاً أو بالإعدامات الجماعية والممارسات القمعية أو بالقصف المستمر على القرى والأحياء السكنية من الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً.
وخلال الأيام الماضية كان التحالف الداعم للشرعية في اليمن قد نفّذ عشرات الضربات بشكل يومي لاستهداف التعزيزات الحوثية وحماية المدنيين وإسناد الجيش اليمني في جنوب مأرب وغربها، وسط تقديرات بمقتل نحو ألفي مسلح حوثي على الأقل.
على الصعيد الميداني، تواصلت المعارك في مديرية الجوبة جنوبي محافظة مأرب وفي غربها حيث جبهات الكسارة والمشجح، وفي شمالها الغربي حيث تستميت الميليشيات الحوثية للسيطرة على المحافظة النفطية منذ أشهر دون الالتفات لحجم خسائرها البشرية.
وأمس (الجمعة) أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات تعاملت مع مجموعة من عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية في أثناء محاولتهم التسلل باتجاه مواقع عسكرية في جبهة الكسارة، وأن العملية انتهت بسقوط غالبية العناصر المتسللين بين قتيل وجريح، فيما لاذ مَن تبقى منهم بالفرار.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن «مدفعية الجيش دكّت تجمعات ميليشيا الحوثي الإيرانية في جبهة المشجح غرب مأرب، وسقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا ودُمرت آليات ومعدات قتالية تابعة لها».
إلى ذلك أفادت المصادر العسكرية بأن مقاتلات تحالف دعم الشرعية دمّرت تعزيزات الميليشيات الحوثية، في جبهة الكسارة، وأن الغارات أسفرت عن تدمير خمس عربات تحمل أسلحة رشاشة، وأخرى تحمل تعزيزات وذخائر. كما استهدفت بغارات مماثلة، تعزيزات حوثية في مفرق هيلان، ودمرتها بالكامل.
على نحو متصل، أكد قائد جبهة المشجح في الجيش اليمني العميد الركن أكرم الأديمي، أن الخسائر البشرية والمادية في أوساط ميليشيا الانقلاب الحوثي هائلة.
وقال في تصريحات نقلها موقع الجيش: «ميليشيا الحوثي تخوض معاركها وفق نظرية القطيع، لذلك تدفع بأنساق من المغرر بهم من البسطاء وأبناء القبائل والمهمشين والأطفال ولا يهمها مَن يُقتل ومن يُفقد ومن يتقطع ويتمزق في الشعاب والجبال».
ردود يمنية مرحبة بدعوات طارق صالح لتوحيد المعركة ضد الحوثيين
أثارت دعوات العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، لتوحيد المعركة بين القوى السياسية في مواجهة الحوثيين تحت مظلة الشرعية، ترحيباً واسعاً في أوساط السياسيين والناشطين والمكونات الحزبية.
وكان طارق صالح أطلق دعواته، الخميس، من مدينة المخا الساحلية غرب تعز، خلال اجتماع أعضاء المكتب السياسي التابع للمقاومة الوطنية، وهو الذراع السياسية التي شكلها ممثلاً عن القوات التي يقودها تحت مسمى «ألوية حراس الجمهورية» في الساحل الغربي.
وفي أول تعليق لوزير في الحكومة اليمنية، وصف وزير الصحة قاسم بحيبح، خطاب طارق صالح بـ«الخطاب الوطني والمسؤول» وقال، «نتمنى أن تنعكس مضامين هذا الخطاب الوطني في خطوات عملية على الأرض».
من جهته، رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بتصريحات طارق صالح، الداعية إلى الانفتاح لرسم شيء جديد للمستقبل ولاستعادة الزخم للمعركة في مواجهة ميليشيات الحوثي ومشروع إيران.
وقال المتحدث باسم المجلس علي الكثيري، «نرحب في المجلس الانتقالي الجنوبي بأي جهود لتوحيد الصف لمواجهة الميليشيات الحوثية على امتداد خطوط التماس في الجنوب واليمن».
وأضاف: «نبدي استعدادنا للشراكة مع المقاومة الوطنية، ودعمها للتحرر من تلك الميليشيات، وكسر بغيها وإبعاد خطرها عن بلادنا والمنطقة، مع تأكيدنا على تمسكنا بأهدافنا الوطنية الجنوبية».
في السياق نفسه، امتدح القيادي في حزب «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري» عادل العقيبي، وهو أمين سر التنظيم بتعز، مضامين خطاب العميد طارق صالح، ودعوته لتوحيد صف القوى الوطنية الجمهورية على طريق استعادة اليمن والجمهورية ودولتها وحماية الشعب وحرياته.
وقال العقيبي، «إن الدعوة تؤكد المقدرة على تجاوز الفُرقة والانقسام في معسكر الشرعية»، داعياً الآخرين إلى التعاطي مع الدعوة بالعمل على أرض الواقع وليس فقط المباركة.
كان طارق صالح شدد في خطاب أثناء اجتماع أعضاء المكتب السياسي للمقاومة الوطنية على أهمية المرحلة في سياق معركة الشعب اليمني المصيرية والمفتوحة ضد ميليشيات الحوثي التابعة لإيران، داعياً مختلف القوى الوطنية، أحزاباً ومقاومات شعبية، إلى استشعار وتحمل المسؤولية التاريخية لتحقيق تطلعات الشعب في استعادة دولته بعاصمتها المختطفة صنعاء ونظامها الجمهوري وإعادة الوطن إلى حاضنته العربية.
ودعا نجل شقيق الرئيس الراحل، أعضاء «المكتب السياسي»، إلى العمل على بناء شراكة حقيقية مع القوى السياسية الفاعلة الموجودة في الساحة اليمنية من أحزاب ومقاومات شعبية، وإلى توجيه كل الطاقات إلى تشكيل مقاومة حقيقية تستطيع أن تواجه المشروع الإيراني.
وأشار إلى أن ما حققته ميليشيات الحوثي ليس من قوة وإنما بتفكك القوى الوطنية وصراعها على السلطة وعلى التعيينات في الخارج، حسب قوله، مشيداً في الوقت نفسه بتضحيات الجيش في مأرب وفي مختلف الجبهات وبتضحيات المقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية وتعز، التي قال إنها «كانت صاحبة الطلقة الأولى في وجه ميليشيات الحوثي».
وأكد طارق صالح أن «المقاومة الوطنية» التي يقودها لن تكون خارج الشرعية والتحالف العربي، وأضاف: «نحن نعمل في إطار الجمهورية اليمنية والتحالف العربي ولسنا ضد الشرعية، ونريد أن نكون فاعلين في الشرعية، وندعم أي عمل تقوم به لاستعادة الدولة».
وأوضح أن الهدف الرئيسي «هو تحرير اليمن وعودة الجمهورية والدولة المستقرة وحرية أبنائها، وصولاً إلى اختيار من يمثل اليمنيين عبر صناديق الاقتراع وليس عبر طرف ما».
كما بين في خطابه أن «المقاومة الوطنية» هي امتداد لكل جمهوري، وأنها تمثل كل المناطق اليمنية، مشيراً إلى الدور الكبير والتضحيات الجسام للمقاومة الجنوبية (المجلس الانتقالي الجنوبي حالياً) في قتال الحوثي.
وقال «نمد أيدينا لتطوير هذا العمل في تكوين كتلة صلبة تستطيع مواجهة المشروع الإيراني واستعادة عاصمتنا».
وسبق أن وجه طارق صالح في سبتمبر (أيلول) الماضي، دعوته للقوى الوطنية إلى توحيد المعركة، وتوجيه البوصلة إلى صنعاء، والابتعاد عن المعارك الجانبية، وقال «نحن نخطئ في حق ثورة 26 سبتمبر (الثورة ضد الحكم الإمامي في 1962) وفي حق اليمن عندما نذهب إلى معارك جانبية صغرى، وهناك عدو متربص بالجميع، يريد أن ينقض على اليمن من أقصاه إلى أقصاه».
وحذر نجل شقيق صالح - الذي كان نجا من قبضة الحوثيين عقب مقتل عمه في ديسمبر (كانون الأول) 2017، من خطر المشروع الحوثي المدعوم من إيران، وقال «الحوثي لن يترك شبراً في اليمن إلا ودمره، لن يترك جماعة أو قوة أو منطقة الفلانية، أو مدينة، هو لديه مشروع أتى من طهران مدعوم إيرانياً».
وفي إشارة إلى انسجام قواته مع سلطات الحكومة الشرعية، قال إن الشرعية «تعمل في الساحل الغربي بكل أريحية، حيث تدعم قواته السلطة المحلية وتدعم مكاتبها وأمنها واستقرارها وتقدم لها كافة التسهيلات».
وكشف طارق صالح عن «دخول أكثر من 300 خبير من خبراء (حزب الله) بعد عام 2011 لتدريب ميليشيا الحوثي على متن سفن عسكرية بعد استيلائها على السلطة في صنعاء».
وأوضح أن هذه السفن كانت تحمل «صواريخ (إيغلا إس)، وصواريخ (الكورنيت)»، مؤكداً أن إيران «استعدت وحشدت للمعركة في اليمن، وجرت المنطقة ودولها إلى حرب»، وفق قوله.
كان نجل شقيق صالح تمكن من بناء قوات مدربة بإسناد من تحالف دعم الشرعية بعد إفلاته من صنعاء أطلق عليها «قوات المقاومة الوطنية»، وتضم العديد من الألوية العسكرية التي شاركت في تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي لليمن وصولاً إلى محيط مدينة الحديدة.