وتعتبر هذه هي ثالث مرة يدعو فيها ميقاتي قرداحي علنا الى الاستقالة منذ اندلعت الأزمة بين لبنان والسعودية إثر تصريحات وزير الاعلام حول حرب اليمن.

وكانت تصريحات لقرداحي، قبل تسلّمه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية، قد ظهرت إلى السطح وفيها يقول إن "جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران تدافع عن نفسها". 

وغضبت السعودية ودول الخليج من تلك التصريحات.

وطردت الرياض سفير لبنان وحظرت جميع الواردات اللبنانية واستدعت سفيرها للتشاور.

جاء ذلك بشأن التصريحات الصادرة من قبل وزير الإعلام جورج قرداحي، وحيث تمثل هذه التصريحات حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة وسياساتها. 

وتري السعودية بأن هذه التصريحات افتراءات وقلبٍ للحقائق وتزييفها، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".

ويري مراقبون أن حزب الله يسعي لخلق أزمة دبلوماسية بين الرياض وبيروت ضمن عدة سياقات منها  الأحداث الأمنية الأخيرة التي عرفت بأحداث الطيونة ومأزق التحقيق في مرفأ بيروت بالإضافة إلى السياق الخارجي المتعلق بعلاقات حزب الله بإيران والمساعي العربية والخليجية لتحرير لبنان من سيطرة طهران.

ويري مراقبون أن ميقاتي غير قادر على إقالة قرداحي بسبب نفوذ حزب الله الموالي لايران في الحكومة ورئاسة الجمهورية، وتحمّل السعودية حزب الله مسؤولية الأزمة الحالية وتراجع العلاقات بين البلدين منذ سنوات.

ويعد قرداحي محسوب على تيار المردة المسيحي الذي يقيم تحالفا مع حزب الله يضم ايضا التيار الوطني الحر الضي اسسه عون ويتزعمه صهره جبران باسيل.

ونقلت قناة الميادين الخميس عن قرداحي قوله انه لن يتقدم باستقالته وان موقفه لم يتغير.

وقال ميقاتي فى تصريحات صحفية بعد اجتماعه بالرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري إن البلد "لا تدار بلغة التحدي والمكابرة، ومخطئ جدا من يعتقد أنه قادر على فرض الرأي بالتصعيد الكلامي وأخذ اللبنانيين إلى خيارات بعيدة عن تاريخهم العربي‎".

واضاف "فيما كنا في صدد استكمال البحث في سبل عودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، تعرضت الحكومة لامتحان جديد هو الأصعب بفعل مواقف شخصية أطلقها وزير الإعلام قبل توليه الوزارة".

واستدرك ميقاتي "لكنها أدخلت لبنان في محظور المقاطعة من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي‎. سنعالج العلاقة مع السعودية حتى تعود إلى طبيعتها، وأدعو وزير الإعلام إلى اتخاذ الموقف الذي يحفظ مصلحة لبنان واللبنانيين".

ونقل حساب الرئاسة اللبنانية عبر تويتر عن ميقاتي قوله الخميس إنه اتفق مع الرئيس عون على "خارطة طريق" للخروج من الأزمة الدبلوماسية مع السعودية.

ويواجه لبنان أسوأ خلاف له حتى الآن مع دول الخليج العربية الغنية بالنفط والذي نشب بسبب تصريحات وزير عن التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن قبل تعيينه في الحكومة اللبنانية.

وقال وزير الإعلام جورج قرداحي خلال مقابلة جرى تسجيلها يوم الخامس من أغسطس/آب إن اليمن تعرض لـ"اعتداءات" وإن الحوثيين المتحالفين مع إيران يدافعون عن أنفسهم.

وتأتي الأزمة الدبلوماسية فيما تعمل الحكومة اللبنانية على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصا السعودية، وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.