إرهاب الميليشيات يغتال البراءة... منظمات حقوقية ترصد الانتهاكات الحوثية بحق أطفال اليمن
الجمعة 05/نوفمبر/2021 - 10:32 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
مازالت الطفولة في اليمن تتعرض لأسوأ الانتهاكات في تاريخ البلاد على يد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، من خلال تجنيد الأطفال والزج بهم إلى المعارك وحرمانهم من التعليم، وقبل ذلك استهدافهم وقتلهم بشكل ممنهج وبمختلف الأساليب الشنيعة.
وفي هذا السياق، قالت منظمة ميون لحقوق الإنسان، إن 100 طفل جندتهم الميليشيا الحوثية في ما يعرف بـ"الإعلام الحربي" التابع لها، قتلوا على مدى الفترة الماضية عندما دفعت بهم إلى جبهات القتال.
جاء ذلك على لسان رئيس المنظمة عبده الحذيفي، الذي أكد مقتل أكثر من 100 طفل ممن جندتهم الميليشيا في هذه المهمة التي تعد إحدى المهام التي توكل إلى الأطفال المجندين إلى جانب الاشتراك في القتال.
وأكد الحذيفي في تصريحات صحفية، أن الميليشيا دمرت الطفولة باليمن، وأن غالبية القتلى في جميع الجبهات من الأطفال ناهيك عن الأطفال المدنيين الذين يستهدفون يومياً في تعز ومأرب.
وأشار إلى حادثة استشهاد 3 مدنيين وإصابة اثنين آخرين في محافظة تعز، إثر استهداف المليشيا الإرهابية سيارة تقلهم في مديرية جبل حبشي غربي تعز بطريقة عدوانية تمثل جريمة حرب تتنافى مع القانون الدولي الإنساني.
وكانت منظمة ميون لحقوق الإنسان أعدت تقريرا أغسطس الماي بعنوان "أطفال.. لا بنادق"، كاشفة عن مقتل 640 طفلا ممن جندتهم قسرا جماعة الحوثي للقتال في صفوفها، وهو أحدث فضح لجرائم الحوثيين في اليمن، فضلا عن الإعدامات والاعتقالات التي تنفذها الجماعة خارج إطار القانون في مناطق سيطرتها بحق من يرفضون القتال إلى جانبها، إضافة إلى عرقلتها عمل فرق الإغاثة الإنسانية ووصول المساعدات، بما يتناقض مع الجهود الدولية لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأفاد التقرير بأن الأطفال الضحايا الذين تم تجنيدهم وقتلوا خلال المعارك في الستة أشهر الأخيرة، تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 17 عاما، بينهم 13 طفلا تم ضمهم إلى الجهاز الإعلامي الحربي وقد شيعوا في مواكب دفن علنية، فضحت جرائم الحوثيين.
وأوصت المنظمة مجلس الأمن الدولي بإحالة ملف تجنيد للأطفال في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهمة الحوثيين بارتكاب جرائم حرب بهذه الأنشطة، داعية الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح إلى زيارة اليمن وإجراء تقييم مباشر لعملية تجنيد الحوثيين للأطفال في مناطق سيطرتها.
وطالبت المجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغوط على الحوثيين لكبح انتهاكاتهم لحقوق الأطفال في اليمن، موصية بفرض عقوبات على القيادات الحوثية المتورطة في مثل هذه الجرائم.
وقدرت "ميون" عدد الأطفال الجرحي من بين المجندين خلال الستة أشهر الأخيرة بـ340 طفلا، محذرة من "مذبحة مروعة تتعرض لها الطفولة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".
وجاء فى التقرير قائمة بأسماء 125 قياديا بجماعة الحوثي المتورطين في جرائم استقطاب الأطفال وتجنيدهم، من أبرزهم "يحيى بدر الدين الحوثي ومحمد علي الحوثي ومحمد بدر الدين الحوثي وعبد الكريم أمير الدين الحوثي وعبد المجيد الحوثي"، وطالبت بوضعهم في "قائمة سوداء" وفرض عقوبات بحقهم.
من ناحية أخرى قالت منظمة سياج اليمنية لحماية الطفولة في أحدث بيان لها إن جماعة الحوثيين جندت خلال العام الجاري، نصف مليون طفل على الأقل، عبر ستة آلاف مخيم صيفي، أقامته الجماعة في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتوقعت "إشراك أعداد كبيرة من أطفال المراكز الصيفية في جبهات القتال المستعرة حاليا".
وأوضحت المنظمة أنها تأتي كإحصائية تقديرية بناء على إعلان الجماعة عدد المراكز الصيفية بأنه (6 آلاف مركز)، وبمتوسط مئة طفل لكل مركز.
وأضافت المنظمة أن "هؤلاء الأطفال وبناءً على ما تسرب من صور وفيديوهات لبعض المراكز الصيفية ونوعية التثقيف والأزياء والشعارات، فإنهم يتلقون تثقيفاً قتالياً تعبوياً"، مشيرة إلى أن التجنيد "هو كل نشاط فكري أو بدني أو حتى استغلال لطفل من أجل تحقيق أهداف عسكرية دون علمه بماهية الهدف".
الأمر نفسه وثقته كل من منظمة "سام" للحقوق والحريات و "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان في تقرير مشترك حمل عنوان "عسكرة الطفولة" وأشار إلى "استخدام جماعة الحوثي المدارس والمرافق التعليمية لاستقطاب الأطفال إلى التجنيد الإجباري بل وأحياناً من خلال الاختطاف، من خلال نظام تعليم يحرّض على العنف، بالإضافة إلى تلقين الطلاب العقيدة الأيديولوجية الخاصة بالجماعة من خلال محاضرات خاصة داخل المرافق التعليمية لتعبئتهم بالأفكار المتطرفة، وترغيبهم بالانضمام إلى القتال لدعم الأعمال العسكرية للجماعة" بحسب ما ورد في التقرير.
وكانت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري رصدت قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية بالزج بـ 600 عنصر من طلاب المراكز الصيفية في صنعاء وذمار إلى جبهات محافظة البيضاء مطلع يوليو الماضي.
وأدانت المنظمة بأشد العبارات قيام الحوثيين بإرسال الأطفال إلى محارق الموت وعدم الاكتراث لحياتهم؛ داعيةً في بيان جميع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لإدانة هذه الأعمال الإرهابية.
وأكدت المنظمة أن دفع الحوثيين للأطفال إلى جبهات القتال يجعل حياتهم عرضة للموت؛ مبينةً أن ميليشيا الحوثي تقوم باستقطاب الأطفال إلى المراكز الصيفية على مدى 3 أشهر ثم تبدأ في توظيفهم في الأعمال القتالية.
وأكدت المنظمة أن الميليشيا الحوثية اعتقلت أطفالا من طلاب المراكز الصيفية عبر جهاز الأمن الوقائي التابع لها بسبب رفضهم التوجه إلى جبهات القتال، فيما تعرض عدد من الأطفال للتصفية الجسدية.
وناشدت "إرادة" المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه أطفال اليمن ومعاقبة الحوثيين على هذه الانتهاكات الجسيمة؛ مهيبةً بالآباء والأمهات تحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على أطفالهم وعدم القبول بإرسالهم إلى المراكز الصيفية التابعة للحوثيين.
وفي مسعى لوقف الانتهاكات المرتكبة بحق الطفولة في اليمن، قررت الأمم المتحدة، 18 يونيو الماضي، إدراج ميليشيا الحوثي الانقلابية على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في العالم.