تفكيك خلايا داعش تونس.. ما علاقة حركة النهضة؟
أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن تفكيك خلية إرهابية نسائية تابعة لتنظيم أجناد الخلافة- فرع داعش في تونس،، نشطت في المنطقة الواقعة بين محافظتي الكاف في الشمال الغربي للبلاد وتوزر الواقعة في جنوبها الغربي.
وذلك يأتي بعد أيام
من اعلان الداخلية التونسية عن تفكيك خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف الوحدات الأمنية
والعسكرية بتطاوين جنوبي البلاد، تزامنا مع حالة الاستنفار الأمني التي تعيشيها تونس
على أثر قرارات 25 يوليو الماضي، وتلويح رئيس
حركة النهصة الإخوانية راشد الغنوشي بالعنف.
وقالت الداخلية التونسية
في بيان لها "على إثر عمل مشترك بين وحدات إدارتي مكافحة الإرهاب والاستعلامات
والأبحاث بالإدارة العامة للحرس الوطني، تم الكشف عن خلية تكفيرية تابعة لما يسمّى
بتنظيم "داعش" الإرهابي تنشط بولاية تطاوين يخطط أفرادها لتنفيذ عمليات إرهابية
تستهدف الوحدات الأمنية والعسكرية بالجهة باستعمال عبوات ناسفة تقليدية الصنع وتم إلقاء
القبض على عناصرها في ظرف زمني وجيز وحجز عبوة ناسفة ومواد تُستعمل في صناعة المتفجرات
ومبالغ مالية تم جمعها لتمويل نشاطها".
تصاعد نشاط داعش
تفكيك خلية "تطاوين" ليس الأولى من نوعها منذ قرارات
25 يوليو، وفقا لبيات الداخلة التونسية فقدت تمكنت من تفكيك واعتقال العشرات من خلايا
داعش بالبلاد خلال الايام الماضية، فقد تمكّنت وحدات إدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني
التونسي، 28 أكتوبر الجاري، من الكشف عن عنصر تكفيري أصيل ولاية بنزرت ينشط ضمن الجناح
الإعلامي لما يُسمّى بتنظيم "داعش" الإرهابي من خلال الترويج لأفكار هذا
التنظيم عبر الفضاء الإفتراضي بغاية إستقطاب أكثر ما يمكن من الفئة الشبابيّة.
وفي سياق متصل تمكنت
السلطات الأمنية التونسية من الكشف عن خليّة نسائيّة تنشط بين ولايتي الكاف وتوزر في
مجال إستقطاب العنصر النسائي عبر الفضاء الإفتراضي وذلك في علاقة بالعناصر الإرهابيّة
التابعة لما يُعرف بـ "أجناد الخلافة" المتحصّنة بالجبال التونسيّة، وبإحالتهن
على أنظار النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب تمّ إصدار بطاقات إيداع
بالسجن في شأنهنّ، وفقا لبيان الداخلية التونسية.
أيضا تمكن السلطات
الأمنية التونسية، 15 أكتوبر الجاري، من تفكيك خلية إرهابية بولاية تطاوين جنوب البلاد،
وتتكون الخلية من 8 إلى 10 تونسيين، كانت بصدد تحضير عبوات ناسفة لاستعمالها في عملية
نوعية، وفق ما أفادت إذاعة "موزاييك إف إم" المحلية.
وفي أغسطس الماضي،
احبطت أجهزة الأمن التونسية مخططا إرهابيا كان يستهدف الرئيس سعيد. وقالت صحيفة الشروق
التونسية: "أحد الذئاب المنفردة كان سينفذ العملية في مدينة ساحلية، وهو رهن التحقيق"،
مشيرة إلى أن "الإرهابي خطط لاغتيال الرئيس".
خيط النهضة
ويرى مراقبون أن
عودة نشاط خلايا داعش يرتبط بشكل أساسي بالقرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد يوم
25 يوليو الماضي بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، وإعفاء رئيس الحكومة
وعدد من المسؤولين من مناصبهم.
وعلى اثر تظاهرات
تونسية شعبية حاشدة في 25 يوليو، اصدر الرئيس قيس سعيد قرارات أبرزها تجميد عمل واختصاصات
البرلمان الذي تهيمن عليه حركة النهضة الإخوانية، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي.
وردا على قرارات
قيس سعيد لوح زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، بالعنف وعودة الإرهاب الى تونس قائلا
لصحيفة "كورياري ديلا سيرا" الإيطالية :" مكن أن يتصاعد التهديد الإرهابي
وعندها تسود حالة من عدم الاستقرار تجبر الناس على الرحيل. هناك أكثر من 500 ألف مهاجر
محتمل سيتوجهون إلى السواحل الإيطالية في وقت سريع".
ويعد تنظيم
"جند الخلافة" في تونس، الذي يستمد قسمًا كبيرًا من نشاطه خلال الفترة الأخيرة
من العمليات التي يقوم بها تنظيم "داعش في الساحل والصحراء" ينشط بشكل كبير في تونس عقب قرارات 25 يوليو، ويتركز
التنظيم في المناطق الجنوبية والحدودية مع ليبيا والجزائر.
إلى جانب تنظيم
"داعش" هناك تنظيم "كتيبة عقبة
بن نافع" الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي،والتي ظهرت بعد 2011، في استغلال لتصاعد حدة عدم الاستقرار،
على المستويين السياسي والأمني، إلى جانب ضعف الرقابة على الحدود وخاصة الحدود التونسية
الجنوبية.
إرهاب عابر للحدود
وقال المحلل السياسي
التونسي بلحسن اليحياوي لموقع "بوابة الحركات الاسلامية" أن هناك مشروع مخطط
لتسلسل داعش في تونس، فالتنظيم الإرهابي يستوطن مناطق الحدود الشرقية للبلاد مع ليبيا،
مضيفا أنه يمكن أن تكتوى تونس بنيران الارهاب.
وأوضح "اليحياوي"
أن المشهد السياسي في تونس، وتراجع حركة النهضة الذي لم يعد من صنع القرار السياسي،
يمكن أن يسمح لهذه الخلايا الإرهابية ان تضرب في العمق التونسي، ولكن قوات الجيش والأمن
التونسي تدرك هذا الامر، وهي منتبه بشكل شديد.
وتابع المحلل السياسي
التونسي أن الخطر الإرهابي لايزال يهدد تونس،والموقف الذي فيه حركة النهضة يجعل من
هذه الجماعات الارهابية المرتبطة بحركة النهضة، أن تتقدم في الداخل التونسي وهو امر
يثير مخاوف الشعب التونسي.
واوضح "اليحياوي" أن داعش تتواجد على الحدود
التونسية الشرقية مع ليبيا، خاصة أن المنطقة الغربية من ليبيا، يمكن من خلالها أن تمتد
علاقات خلايا الجماعات الارهابية غربيا إلى دولة مالي ومنطقة الساحل والصحراء ، وأيضا
جنوبا إلى سواحل نيجيريا جماعات "بوكوحرام" مضيفا أن هذا المثلث الوهمي هو
مثلث مقصود لمشروع أصبح يتعارف عليه بـ"الدولة الاسلامية غرب أفريقيا" فرع
التنظيم الارهابي في هذه المنطقة.
أيضا لفت المحلل
التونسي إلى نشاط هذه الجماعات الارهابية بمثلث الحدودي التونسي الليبيي الجزائري،
حتى منطقة سلسة جبال الأطلس شمال غرب تونس، بما يؤثر على استقرار البلاد ويهدد أمن
تونس.
كذلك تحد "اليحياوي"
تأثير الأوضاع في غرب ليبيا، مضيفا أن الحديث عن أخراج عن الارهابيين من ليبيا ، هو
مجرد حديث للاستهلاك الاعلامي، وهي جماعات بقاية وتمدد في المنطقة.
واختتم "اليحياوي" قائلا إن
عدم استقرار الاوضاع في المنطقة خاصة
الغرب الليبي وتراجع حركة النهضة عن صناعة القرار السياسي ، ونشاط الجماعات الارهابية،
من الطبيعي ان تكتوي تونس بالجماعات الارهابية .