وسط وضع كارثي.. أزمة المهاجرين تتفاقم عبر الحدود البلاروسية البولندية
الثلاثاء 16/نوفمبر/2021 - 03:43 م
طباعة
أميرة الشريف
لا يزال الوضع متوترا على الحدود بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي، بعد تجمع آلاف المهاجرين، الذين يحاولون عبور الحدود إلى بولندا والدخول بعد ذلك إلى ألمانيا، حيث قام حرس الحدود البولندي باستخدام الغاز وخراطيم المياه لتفريق المهاجرين المحتشدين عند المعبر الحدودي وعلى طول الحدود بين بيلاروس وبولندا.
هذا وقد رفضت بولندا السماح للمهاجرين بالدخول واتهمت بيلاروس بمنعهم من المغادرة.
وقال وزير الداخلية ماريوش كامينسكي إن شائعة تنتشر بين المهاجرين مفادها أن بولندا ستسمح لهم بالمرور وأن حافلات ستأتي من ألمانيا لاصطحابهم. وأضاف "يجري التحضير لعملية استفزاز".
وأرسلت الحكومة رسالة نصية إلى كل الهواتف المحمولة الأجنبية على طول الحدود تقول "إنها كذب محض وهراء! ستواصل بولندا حماية حدودها مع بيلاروس. الذين ينشرون هذه الشائعات يسعون لتشجيع المهاجرين على اقتحام الحدود ما قد يؤدي إلى تطورات خطيرة".
وأظهرت مقاطع الفيديو، حرس الحدود البولندي وهو يطلق الغاز المسيل للدموع ويوجه خراطيم المياه باتجاه المهاجرين المحتشدين في محاولة لإبعادهم.
وانتقل اللاجئون من المخيم الذي كانوا يقيمون فيه إلى الحاجز الحدودي بين بيلاروس بولندا.
ويسعى المهاجرون إلى عبور حدود بولندا والدخول إلى ألمانيا التي أعلنت أنها لن تسمح لهم بالدخول، وأنها غير مستعدة لقبول المهاجرين.
وقامت قوات الأمن البولندية بسحب معدات خاصة، بما في ذلك خراطيم المياه، إلى "كوزنيتسا" (منطقة الحدود مع بيلاروس) في انتظار محاولة اقتحام المهاجرين للحدود.
هذا وقد وافق الاتحاد الأوروبي على حزمة جديدة من العقوبات ضد بيلاروس، والتي من المنتظر أن يتم الإعلان عنها في الأيام القادمة.
وقد بحثا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي أزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية-البولندية.
كما بحثا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أزمة المهاجرين.
وكان هدد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، برد قاس إذا تبنى الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة ضد بلاده.
وقال لوكاشينكو إن توجيه الاتهامات ضد بيلاروس يجري بزعم أنها تقف وراء أزمة المهاجرين على الحدود مع الاتحاد الأوروبي، لذلك هدد الأخير بفرض حزمة عقوبات جديدة ضد مينسك.
وشدد الرئيس البيلاروسي على أن بلاده ليست طرفا في أزمة المهاجرين، مضيفا: "يرهبوننا بالعقوبات.. يعتقدون أنني أمزح، هذا ليس كذلك، سندافع عن أنفسنا ولا مجال للتراجع".
وحذر لوكاشينكو في وقت سابق الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات جديدة على بلاده، وأشار إلى أن بيلاروس قد توقف تدفق الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا كرد على توسيع العقوبات.
وكتبت الشرطة في تغريدة أن 50 مهاجرا عبروا حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الخاضعة لمراقبة مشددة قرب قرية ستارزينا "بالقوة".
وقال عناصر من حرس الحدود إنهم أوقفوهم جميعهم في وقت لاحق، مضيفين أنه قد تكون هناك "محاولة أكبر لعبور الحدود اليوم".
ويخيّم آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروس، ما أثار مواجهة بين الكتلة والولايات المتحدة من جهة، وبيلاروس وحليفتها روسيا من جهة أخرى.
وتتّهم دول غربية نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بالتدبير المتعمد للأزمة من خلال تشجيع المهاجرين على القدوم إلى بيلاروس ثم إرسالهم إلى الحدود.
وتنفي بيلاروس الاتهامات وتلقي باللوم على السياسات الغربية المتعلقة بالهجرة.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الوزراء سيسمحون بفرض عقوبات على أي جهة "تكون جزءا من عملية تهريب المهاجرين" في بيلاروس، بما في ذلك شركات الطيران ووكالات السفر ومسؤولون.
وأضاف بوريل في تصريح لصحيفة "جورنال دو ديمانش" الأسبوعية الفرنسية "أخطأ لوكاشنكو. كان يعتقد أنه من خلال التصرف بهذه الطريقة سيلوي ذراعنا ويجبرنا على إلغاء العقوبات. لكن ما يحدث هو العكس".
وعقب ضغوط من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، منعت تركيا العراقيين والسوريين واليمنيين من السفر إلى بيلاروس، كما أوقفت شركة الطيران السورية الخاصة "شام وينغز" رحلاتها إلى مينسك.
ويقول منتقدون إن عمليات الإعادة الفورية لطالبي اللجوء تنتهك القانون الأوروبي لحقوق الإنسان. لكن بولندا تطبق حالياً قانون طوارئ سارٍ للمنطقة الحدودية ينص على أن الشخص الذي يدخل البلاد بشكل غير قانوني يجب أن يغادر الأراضي البولندية؛ كما يقيد قانون الطوارئ الحقوق المدنية ويحظر التظاهر في المنطقة.