وسط اشتداد المعارك وبطش الحوثيين.. موجة النزوح تتسع في الحديدة
الخميس 18/نوفمبر/2021 - 03:24 ص
طباعة
أميرة الشريف
خلفت التطورات الأخيرة في الحديدة تداعيات إنسانية جديدة في بلد فقير يعاني معظم سكانه من انعدام الأمن الغذائي، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن 7 آلاف مدني فروا خلال ثلاثة أيام من دخول ميلشيات الحوثي إلى المناطق التي أخلتها القوات المشتركة في مدينة الحديدة وجنوبها، تحسباً لبطش الميليشيات، وسط توقعات بتدفق المزيد من النازحين إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بسبب اشتداد المعارك في أطراف مديريتي حيس والتحيتا جنوب محافظة الحديدة.
جاء ذلك في وقت أكدت فيه الأمم المتحدة أن القوات المشتركة أخلت مساحة تقارب 90 كلم من داخل مدينة الحديدة وحتى أطراف مديرية الخوخة في الجنوب.
وكان قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان ، إن 6200 شخص نزحوا في الحديدة في أعقاب انسحاب القوات الموالية للحكومة، وسيطرة الحوثيين على مناطق عديدة.
وأفادت تقارير حقوقية يمنية بأن جماعة الحوثي نفذت حملة اعتقالات ضد معارضين لها في المناطق التي سيطرت عليها في الحديدة.
كما يبدو الواقع الإنساني في مأرب بالغ الصعوبة، في ظل استمرار موجات النزوح بشكل غير معهود.
و انسحبت القوات المشتركة المدعومة من الإمارات من جنوب الحديدة بشكل مفاجئ، فيما استغلت جماعة الحوثي الانسحاب وشنت هجمات عسكرية استولوا بموجبها على مناطق خارج اتفاق استوكهولم، وهو ما دفع تشكيلات في القوات المشتركة إلى إعادة ترتيب صفوفها والاشتباك مع الحوثيين في أكثر من نقطة. فضلاً عن تدخل التحالف جوياً لاستعادة ما سيطر عليه الحوثيون خارج الاتفاق.
ووفق بيانات السلطات المحلية، نزحت ألف أسرة (ما يعادل سبعة آلاف فرد) من سكان مناطق وادي العقوم، والدريبة، والزعفران، وقضبة، والحامدية، والشجيرة، والنخيلة، والطائف، والكوعي، وهي مناطق تتبع مديرية الدريهمي، كما نزحوا من مناطق المسنة، وشارع الخمسين في مديرية الحالي، ومن قرية منظر التابعة لمديرية الحوك وسط مدينة الحديدة، ومن مناطق الجاح والطور التابعة لمديرية بيت الفقيه ومناطق المجيليس والغويرق والمتين والفازة التابعة لمديرية التحيتا. وفي مديرية المخا التابعة لمحافظة تعز قالت السلطة المحلية إنها استقبلت قرابة 200 أسرة (1400 فرد) نزحت خلال اليومين الماضيين إلى المديرية ما يرفع أعداد النازحين إلى 3500 أسرة (نحو 24500 فرد) حيث أصبحت المخا وجهة الآلاف من الفارين من بطش ميلشيات الحوثي والباحثين عن فرص للعمل.
وأكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إخلاء القوات المشتركة مواقعها حول مدينة الحديدة، بما في ذلك مطاحن البحر الأحمر، ومنطقة كيلو 16، ومجمع إخوان ثابت الصناعي، ومطار الحديدة الدولي، كما انسحبت من منطقتي الدريهمي وبيت الفقيه، ومعظم المناطق الخاضعة لسيطرتها في مديرية التحيتا، حيث أعيد انتشارها في مدينة الخوخة، على بعد نحو 90 كلم جنوب مدينة الحديدة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة بأنه تم إنشاء موقع جديد للنازحين، يتألف من 300 خيمة، لاستقبال العائلات النازحة حديثاً في مديرية الخوخة. في حين تتطلع الوحدة التنفيذية للنازحين إلى إنشاء موقع آخر لتوفير المأوى للعدد المتزايد منهم في المنطقة، حيث إن التقييمات لا تزال جارية لتحديد تأثير هذه التطورات الجديدة على وصول المساعدات الإنسانية.
والاثنين أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية أن الانسحاب من جنوب الحديدة جاءت بتوجيهات من قيادة القوات المشتركة للتحالف تحت مسمى اعادة الانتشار وتماشيا مع الاستراتيجية العسكرية.
ومنذ أشهر، استطاعت جماعة الحوثي السيطرة على مديريات في محافظة مأرب النفطية، ومديريات أخرى في محافظة شبوة المجاورة.
وتقول الجماعة إنها باتت مسيطرة على كامل مديريات مأرب، باستثناء كل من مديرية مأرب التي تحوي مركز المحافظة ومديرية الوادي التي تحوي حقول النفط والغاز.
ووفق وكالة الأناضول، قالت مصادر عسكرية حكومية إن قوات الجيش ما تزال تتواجد في مناطق بمديريات صرواح والجوبة ورغوان، وإن الحوثيين لا يسيطرون على كامل هذه المديريات.
ومنذ بداية فبرايركثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات من النفط والغاز واحتوائها على محطة كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالكهرباء.
وفي محافظة شبوة النفطية، سيطر الحوثيون على ثلاث مديريات قبل نحو شهرين، فيما تقع غالبية المحافظة تحت سيطرة الحكومة، بما في ذلك مدينة عتق مركز المحافظة.