معاناة ألمانية من أزمة المهاجرين فى ظل غياب موقف أوروبي موحد
الأحد 21/نوفمبر/2021 - 10:49 م
طباعة
هاني دانيال
برلين – خاص بوابة الحركات الإسلامية:
لاتزال أزمة اللاجئين والمهاجرين على الحدود البولندية تثير مشكلات عديدة لدى الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة مستقبلا فى أى وقت، فى ظل غياب موقف أوروبي موحد تجاه المهاجرين، خاصة مع رحيل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن الحكم بعد 16 عاما بعد انتهاء حقبتها السياسية، وغياب القائد الأوروبي الذى يمكن أن يقود القارة العجوز لقرارات جريئة، كما سبق وأن سمحت ميركل لملايين السوريين بدخول ألمانيا 2015.
هناك تقارير أوروبية تشير إلى أن المتضررون من المهاجرين تم استدرجهم من النظام البيلاروسي إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وكيف يتم تنظيم المهربين بشكل جيد على كلا الجانبين، وسط خسائر اقتصادية كبيرة لهم، حيث تبلغ تكلفة تذكرة العائلة الكاملة إلى ألمانيا 40 ألف دولار.
يري مراقبون أن أزمة اللاجئين الجديدة على الحدود الخارجية لأوروبا كانت لعبة خطط لها لوكاشينكو لمقايضة أوروبا خاصة وانه عانى من التهميش الأوروبي منذ انتخابه العام الماضي، حيث يري الاتحاد الأوروبي أنه وصل للحكم بانتخابات غير نزيهة، وبالتالى كان هناك تعمد للتهميش وعدم الحوار معه فى أى قضية، حتى جاءت لحظة تفاقم الأزمة على الحدود الأوروبية، خاصة مع بولندا ، وليتوانيا، واضطرت الدول الوروبية للحوار مع موسكو للضغط على النظام البيلاروسي، إلا أن شجاعة المستشارة الألمانية وقدرتها على إدارة الأزمات سارعت بالاتصال بالرئيس البيلاروسي لوكاشينكو مباشرة، ومطالبته بانهاء الأزمة فورا، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة، وإمكانية تعرض اللاجئين والمهاجرين للوفاة، وهو ما دعا بيلاروسيا لنقل المهاجرين فورا إلى مستودعات ومحاولة توفير مناخ مناسب لهم للنوم.
كانت الضغوط فى تزايد على لوكاشينكو والضغط على نظامه بعد اختطاف طائرة ريان إير إلى مينسك، وفي هذه المرحلة فقط كانت بيلاروس قد أنشأت بالفعل هياكل للهجرة غير الشرعية، وفقًا لبحث أجرته وسائل الإعلام البولندية ، تم الانتهاء من التخطيط بالفعل في بداية العام - بالتعاون مع جهاز المخابرات الروسية الحليف القوي للوكاشينكو.
في الأسابيع الأولى من شهر مايو ، هبطت رحلات عراقية تحمل مهاجرين في العاصمة البيلاروسية وجذب مزيد من العراقيين والسوريين ومواطنين من جنسيات مختلفة لتشكيل عبء على الحدود البولندية، وفى نفس الوقت منع هؤلاء من العودة لبلادهم بعد كشف المخطط.
من جانبه قال نائب وزير الخارجية البولندي مارسين برزيداتش أن لوكاشينكو يقوم منذ أسابيع بتهريب المهاجرين إلى الحدود مع بولندا ، وهي حدود خارجية للاتحاد الأوروبي، مبررا عدم السماح للصحفيين بدخول المنطقة المحظورة بأنه مطلب أساسي لمستقبل اتفاقية اللاجئين.
وتشهد بولندا تضامنًا من شركائها الأوروبيين، ومع ذلك ، لا شك أن الإجراءات على الحدود صعبة ، ويتم رفض المهاجرين بشكل يمكن التحقق منه، هل تعتقد أن هذه بداية لسياسة الهجرة واللجوء الأوروبية الجديدة؟ هل أصبحت بولندا نموذجًا يحتذى به في الاتحاد الأوروبي.
ويري مراقبون أن المرحلة المقبلة حرجة فى العلاقات الخارجية الأوروبية، ففى ظل اقتراب وزير المالية الألمانية أولاف شولتس من تولى منصب المستشار خلفا لميركل، هناك غياب فى الموقف الأوروبي الموحد للمهاجرين واللاجئين، وسط تضارب أنباء عن إمكانية قبول كوتة سنوية من اللاجئين، وسط مراقبة تركية وروسية للموقف، خاصة وأن كل من أنقرة وموسكو استغلا الأزمات الدولية للحصول على كثير من المكاسب، وهو ما سبق أن حصل بسببها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مليارات من اليورو فى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك موسكو ما حققته من مكاسب فى الحرب السورية.