انتهاكات مروعة.. ميليشيا الحوثي تقتحم المنازل وتختطف الأطفال وتوزع الأسلحة في المدارس
السبت 27/نوفمبر/2021 - 11:44 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في الوقت الذي تستميت فيه ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا في رفض كل المقترحات التي قدمت من الأمم المتحدة ووسطاء إقليميين، وإغلاق كل المنافذ المؤدية إلى التسوية، مازالت الطفولة في اليمن تتعرض لأسوأ الانتهاكات في تاريخ البلاد على يد ميليشيا الإرهاب من خلال تجنيد الأطفال والزج بهم إلى المعارك وحرمانهم من التعليم، وقبل ذلك استهدافهم وقتلهم بشكل ممنهج وبمختلف الأساليب الشنيعة.
وأحدث فصول الانتهاكات بحق أطفال اليمن، ما قامت به قيادات حوثية محلية في مديريات الجراحي وزبيد وجبل راس جنوب الحديدة، خلال الأيام الماضية، حيث اختطفت عدداً من الطلاب وصغار السن وزجت بهم في المعارك دون علم أهاليهم، وفق وسائل إعلام محلية.
ودفعت الميليشيات بهؤلاء الأطفال في المعارك الدائرة بمديرية حيس جنوب الحديدة ووضعتهم في الصفوف الأمامية.
إلى ذلك، قال الأهالي إن الحوثيين يقتحمون بعض المنازل ويختطفون الأطفال ويدفعون بهم إلى الجبهات دون علمهم، داعين الجهات المعنية بحقوق الطفل للضغط على الميليشيات وإعادة أطفالهم.
من ناحية أخرى لم تكتف الميليشيا الإرهابية باختطاف الأطفال والزج بهم في المعارك بل عمدت إلى توزيع أسلحة شخصية "كلاشينكوف" في عدد من مدارس العاصمة صنعاء، بينها مدرسة ابن ماجد، بحسب ما أفادت وسائل إعلام يمنية.
حيث تفاجأ الأهالي المجاورون لمدرسة ابن ماجد الواقعة في الحي السياسي الثلاثاء الماضي، بتفريغ شاحنات لعتاد وسلاح في المدرسة المزدحمة بالطلاب.
وقامت قيادات في ميليشيات الحوثي بتوزيع دراجات نارية وأسلحة شخصية وملابس قتالية في المدرسة، التي تعد من أكبر مدارس البنين بصنعاء.
إلى ذلك اعتبر مختصون أن توزيع ميليشيات الحوثي السلاح في المدارس دليل على أنها تتبع سياسة تجنيد خبيثة، لا يُستبعد أن وراءها الخبراء الإيرانيون.
يأتي استغلال الحوثيين للمدارس وشحنها بالأسلحة تزامناً مع خسائرهم الكبيرة خصوصاً في جبهات مأرب، التي اعترفت الميليشيات بنفسها عن مقتل أكثر من 14 ألفا من عناصرها منذ يوليو الماضي.
وكان مسؤولون يمنيون أكدوا في وقت سابق، أن ميليشيات الحوثي مارست انتهاكات مروعة بحق الأطفال اليمنيين، متسببة بقتل الطفولة، في تحد واضح لكل القوانين والمواثيق الدولية والمحلية.
وقال وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمني أحمد عرمان في تصريح صحافي، إن مليشيات الحوثي مستمرة في انتهاكات حقوق الطفولة، باستخدامها "عشرات الآلاف من الأطفال الذين تصل أعمارهم دون الثامنة عشرة في الجبهات منذ انقلابهم على السلطة في 2014"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".. مشيراً إلى أن الميليشيات استخدمت الأطفال أيضاً دروع بشرية في النقاط العسكرية وكمخبرين، فضلاً عن قصفها العشوائي لعدد من المناطق الآهلة بالسكان والتي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء.
وطالب عرمان المجتمع الدولي بالضغط على ميليشيات الحوثي للكف عن هذه الانتهاكات والوقوف بجدية لحماية أطفال اليمن من التصرفات التعسفية وعمليات التجنيد الواسعة، وتقديم الدعم للحكومة لمساعدتها في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاع المسلح.
وكان نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، مروان نعمان، قد أعلن في سبتمبر الفائت (2021) أن الميليشيات جندت أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، بينهم 17% دون سن الحادية عشرة، بينما لا يزال أكثر من 6700 طفل على الجبهات.
بدوره، أكد المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في الشهر عينه، أن تجنيد الحوثيين للأطفال والتصعيد العسكري، كلها ممارسات تعمل على تقويض جهود السلام.
فيما وثقت شبكة حقوقية يمنية 20 ألفاً و977 واقعة انتهاك طالت الأطفال اليمنيين، بالإضافة إلى تهجير وتشريد أكثر من 43 ألف طفل، من قبل الميليشيات من يناير 2017 إلى مارس 2021.