لصلتهم بكولن.. قمع أردوغان يطال 134 شخصا فى اسطنبول وأنقرة
الثلاثاء 30/نوفمبر/2021 - 01:26 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسن أنيابة علي الموالين لفتح الله كولن، حيث اعتقلت السلطات التركية ما لا يقل عن 134 شخصا، للاشتباه في انتمائهم لمنظمة رجل الدين المعارض فتح الله كولن، التي تتهمها أنقرة بتنظيم محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو 2016.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الاعتقالات وقعت في خمس مناطق في اسطنبول وأنقرة.
وفي 15 يوليو 2016 قامت مجموعة من جنود وضباط القوات المسلحة التركية بمحاولة انقلاب، واندلعت مواجهات في اسطنبول أسفرت عن مصرع 250 شخصا، وأصيب أكثر من ألفي آخرين.
وتتهم أنقرة الداعية الإسلامي التركي فتح الله كولن، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، ومنظمة "فيتو" (FETO) التابعة له بالتحضير لذلك الانقلاب الفاشل.
ويتهم أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" كولن بتدبير المحاولة الانقلابية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما ترد المعارضة التركية بأن أحداث ليلة 15 يوليو كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وصنفت الحكومة التركية في الحركة الدينية التي أسسها فتح الله كولن -رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة- منظمة إرهابية، وتعقّب أعضائها.
واتهم أردوغان الجماعة بالوقوف وراءها، وبين أن المحاولة الانقلابية نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي".
ويمتاز أردوغان في الانقلاب على المبادئ وصناعة العدو الوهمي وشيطنة الآخر، مهما كلفه ذلك، وصولا لنفوذ ومطامع عثمانية خيالية تتعلق بالهيمنة، فبعد مسلسل الانقلاب، أصدر تنظيم الإخوان بيانا لتهنئة أردوغان بفشل الانقلاب، وطالبت خلال بيانها باستمرار حملة الاعتقالات ضد كل معارضيه.
وحرضت أنذاك قيادات الجماعة، أردوغان على إعادة عقوبة الإعدام من أجل تنفيذها على المعارضة، وشنت هجوما عنيفا على فتح الله كولن، بعد أن كانت تصفه قيادات التنظيم بالمجاهد.
وتوترت العلاقات بين أردوغان وكولن، عندما بدأ حزب أردوغان الطامع في السيطرة على السلطة الكاملة في مسلسل شيطنة حركة الخدمة التابعة لكولن على أرض الواقع نهاية 2010، حيث بدأ الصراع على النفوذ الذي سبب شرخا في الشراكة الاستراتيجية بين الجماعة وحكومة أردوغان خلال أزمة السفينة التركية "مرمرة" خلال توجهها لكسر الحصار على غزة، وفي ذلك الوقت قال كولن إن "الجانب التركي هو المخطئ لأن مرمرة لم تحصل على إذن لدخول غزة"، واصفا ذلك بـ"التعدي على الشرعية".
وفى عام 2013 كان الصدام، ففي مايو من العام نفسه، اصطدمت الشرطة التركية بمتظاهرين أتراك من أتباع حركة خدمة في "ميدان تقسيم"، وهم يحتفلون بما يشبه عيد العمال، ما فجّر أزمة بين فريق أردوغان وفريق حركة خدمة.
ويعد فتح الله كولن، أحد أبرز المعارضين للرئيس التركي أردوغان، وأسهم "كولن" في صعود نجم حزب العدالة والتنمية وسيطرته على مقاليد الأمور في تركيا، خاصة عقب الدعم الكبير من قبل جماعة الخدمة.
ورأس "كولن" جماعة الخدمة، وهي جماعة دينية متصوفة تملك قاعدة عريضة من البيروقراطيين الذين نجحوا في اختراق أجهزة الدولة في تركيا (الشرطة والقضاء)، وسهلوا بالتالي من عملية إقصاء المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية عبر قضايا ومحاكمات إيرغونيكن والمطرقة.
كما أنها تملك رءوس الأموال الإسلامية قوامها رجال الأعمال العصاميون ذوو الميول المحافظة الذين يطلق عليهم لقب «نمور الأناضول»، الذين كان لهم دور في نمو الاقتصاد التركي خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، وكان لهم دور في تحقيق أردوغان وحزبه لانتصارات كبيرة في انتخابات 2007 و2011.
لذلك يخشى أردوغان وحزب العدالة والتنمية من "كولن" وجماعته، في أن تسقطه من على العرش العثماني لنفوذها القوي داخل المؤسسات، بالإضافة إلى نفوذها بين طبقات الشعب التركي.