هجوم دير الزور.. لماذا داعش قويا في البادية السورية؟
عادت خلايا تنظيم داعش الإرهابي للنشاط في دير الزور السورية، في مؤشر على عودة التنظيم في المناطق السورية بعد دحره في 2019.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مسلحين يستقلون دراجات نارية اقتحموا مبنى مجلس بلدية الشعب ومجلس المرأة في مدينة البصيرة الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور الشرقي، حيث قاموا بتكسير الأثاث المكاتب وهددوا الموظفين في حال عادوا للدوام بالقتل بعد طردهم.
الجدير ذكره بأن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وعلى وجه الخصوص ريف دير الزور، تشهد نشاطًا كبيرًا لخلايا تنظيم “داعش” والتي باتت تظهر بشكل شبه علني وفي وضح النهار، رغم جميع الحملات الأمنية التي تجريها قسد والتحالف الدولي ضد خلايا التنظيم .
وفي مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هزيمة داعش في سوريا، بتحرير أخر معاقله في الباغوز، آخر جيب من جيوب التنظيم المتطرف.
لماذا داعش قويا؟
ويرى مراقبون أن تنظيم "داعش" الارهابي، إعاد ترتيب صفوفه في منطقة البادية السورية بما يهدد بعودة التنظيم الى قوته.
ويقدر عدد تنظيم داعش الارهابي في وسط سوريا والبادية الشرقية بثلاثة آلاف عنصر إرهابي، مسلح.كما تعتبر أيضا المخيمات والسجون التي تحوي الألاف من مقاتلي وعوائل تنظيم "داعش" والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية مثل مخيم الهول، الذي يحوي العدد الأكبر من عوائل التنظيم هدفا أساسيا لخلايا التنظيم . فالمخيم يحوي المئات من ( أشبال الخلافة ) المفعمين بالفكر الداعشي المتطرف والذين يرى فيهم التنظيم الأمل الكبير في إعادة إحياءه على المستويين الإقليمي والعالمي وذلك كونهم ينحدرون من جنسيات مختلفة حول العالم. ومن ثم، فإن منع جهود التطرف والحد من انتشارها يمثل ضرورة أساسية يجب العمل عليها.
الوضع الاقتصادي
ورأى مراقبون ان التنظيم قادر على العودة في سوريا في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية واحتفاظ التنظيم بقدرات مالية كبيرة تساعده على تجنيد مقاتلين جدد، فالتنظيم يعتمد على موارد مالية عدة أبرزها فرض الضرائب والإتاوات على السكان المحليين والتجار وكذلك الغنائم التي يستولي عليها من خلال نصب الكمائن ضد عناصر النظام السوري بالإضافة إلى استفادة تنظيم داعش من مخزونه من المال والسلاح عند كان في أوج سيطرته أعوام 2016 -2017.
جغرافية البادية السورية
أيضا يشكل العامل الجغرافي منطقة البادية السورية، من المناطق الرخوة امنيا، ورقة مهمة في جغرافية داعش لتمكين والعودة مرة اخرى في سوريا، حيث يستفيد من غياب أي إرادة عسكرية حقيقة لمكافحة التنظيم في تلك المناطق فهذه المنطقة أما خالية من أي قوة عسكرية محلية أو مشغولة من قبل قوات النظام السوري وحلفائه مثل روسيا وإيران وهذه القوات تسعى لتأمين وجودها ومصالحها الاقتصادية على الطرقات الرئيسية المؤدية إلى الحواضر الأساسية مثل مدن دير الزور وحمص ودمشق ولا تبدو مكافحة التنظيم من أولوياتها على المدى المنظور.
كذلك تساعد أيضا التضاريس المعقدة من صحراء وجبال البادية السورية تنظيم "داعش" في عمليات التمويه والاختباء وكذلك في إنشاء معسكرات التدريب العسكري والأيديولوجي المتطرف.
جغرافية لبادية السورية تسهل على التنظيم الإرهابي، الحفاظ على خطوط الدعم الخارجية في كل من العراق وتركيا وتفعيل مصادر الدعم اللوجستي من داخل سوريا.
لذلك يذحر المراقبون من عودة تنظيم داعش بشكل قوي في ظل الصراع السوري، وتعاظم الازمات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب السوري في مختلف المناطق الواقعة تحت الحكومة السورية او الجماعات المسلحة في شمال سوريا، وأيضا منطقة الجزيرة تحت سلطة "سرويا الديمقراطية"، واستمرار الصراع في سوريا يدعم بقاء وعودة تنظيم داعش من جديد، لذلك على المجتمع الدولي حل الصراع السوري من أجل دعم خطواته في مواجهة ومحاربة تننظيم داعش والقضاء عليه.