صراع النفوذ والسلطة.. لماذا تخشى حماس من الجهاد الإسلامي؟

الخميس 13/يناير/2022 - 07:46 م
طباعة صراع النفوذ والسلطة.. علي رجب
 

كشف مراقبون أن حركة حماس، تواصل الانفراد بالسلطة في قطاع غزة منذ الانقلاب في 2007، لافتين إلى أن الحركة لا تتماهى مع نشاط حركة الجهاد الإسلامي في الانشطة العسكرية ضد اسرائيل، في ظل مساعيها لتأكيد على انها صاحبة القرار الأول في القطاع.

واوضح مراقبون أن  حماس تسعى لتأكيد على سلطتها وصاحبة القبضة العليا على القطاع من خلال تحديد طرق واساليب المواجهة مع اسرائيل، وتوقيت هذه المواجهات بما يخدم مصالح الحركة، على حساب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي أكتوبر الماض، اوضح بيان "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، والذي تتحلل فيه من بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية الذي عمّمته "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، إلى تباينات في المواقف والرؤى بين حماس والجهاد حول ادارة ملف الصراع مع اسرائيل.

بيان الجهاد جاء مع استمرار مرحلة "التأرجح" في العلاقات مع حماس، قبل انقلاب حماس في 2007 وسيطرتها بالقوة على القطاع، وطرد عناصر السلطة الفلسطينية و"فتح" كانت العلاقة مع حركة "الجهاد" في أسوأ أحوالها، وكان التنافس على استقطاب الشباب وإدارة المساجد على أشده، وكثيراً ما كان يتم افتعال مشاكل بين الطرفين. لكن في النهاية كان يتم السيطرة عليها من قبل تيارين في الحركتين يحاولان دوماً تقريب وجهات النظر، ويعتبران أنّهما تكملان بعضهما مع مساحة من التباين والاختلاف.

هذه العلاقة المتأرجحة بين التوافق والاختلاف والمواجهة، شهدت تأزما كبيرا مع حملات اعتقالات من قبل الاجهزة الأمنية لحركة حماس في غزة ، ضد عناصر الجهاد الإسلامي.

وفي سبتمبر 2021، اعتقلت الأجهزة الأمنية لحركة حماس 13 عنصرا من مجاهدى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزةن على خليفة اطلاق صواريخ ضد اسرائيل دون التنسيق مع الحركة.

كما استدعت اجهزة حماس في ظل مساعيها للتأكيد على قبضتها على السلطة في غزة، العشرات من نشطاء وكوادر حركة فتح والحجز والاعتقالات وكما استهدفت الاستدعاءات نشطاء من الفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية مستقلة.

كذلك يشكل موقف الجهاد الإسلامي من الانتخابات وعدم الانضمام لحماس في أي انتخابات فلسطينية سواء كانت تشريعية أو رئاسية، موقفا مقلقلا لحماس خوفا من اقدام الجاد على دعم فصائل وقوى فلسطينية تهدد سلطة ونفوذ حماس في القطاع.

أيضا هاجم  الامين العام للجهاد الاسلامي زياد النخالة، حركة حماس، قائلا إن حماس لم تنتصر في الحرب الاخيرة ويمكن تسمية ما تحقق بالانجاز فقط .

ووصف النخالة علاقات حماس مع العالم بانها فارغة ولا جدوى منها، وكشف ان الاخوان المسلمين لهم نظرية انه لا يمكن قبول حركة اسلامية الى جانبها في فلسطين ، وعندما ظهرت الجهاد الاسلامي منافسة في عملها لحماس، حيث عجزت الاخيرة “عن منافستنا اقدمت على اتهامنا بالتشييع

ولم يكن هذا التقليل من «حماس» من قبل النخالة في هذا اللقاء فقط، بل خرج في السابق بعد الحوار الوطني للفصائل في القاهرة عبر قناة "فلسطين"، وقال إن الذين حضروا للحوار من الضفة الغربية، جاؤوا بتصاريح إسرائيلية، وحتى الذين يتحركون بين غزة والضفة، يتحركون تحت السيطرة الإسرائيلية "في إشارة إلى حركة حماس لأنه يعلم مسبقا أن حركة فتح وباقي الفصائل بينها وبين إسرائيل تنسيق لكن" حماس"وهو ما جعل النخالة يهاجم الحركة.

وذكر مراقبون أن المشاكل كانت تظهر دائما عندما كانت حماس، تسعى إلى فرض قوتها وقرارها على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، في ملفات داخلية كالصراع مع فتح أو المنحات القطرية ومساعي فك لحصار والسيطرة على معبر رفح الحدودي، وكذلك في إدارة الصراع مع اسرائيلن او الموقف من التفاعلات والأزمات التي تشهدها الدول العربية كالصراع السوري، والعلاقات مع ايران الجهاد الإسلامي الذي اقترب من طهران على حساب الأزمة التي اندلعت بين حماس وإيران، فيما كانت حماس تفضل مهلة حتى يتم وضع الأموال القطرية على مكتب إسماعيل هنية.

وأضاف المراقبون أن ما يجري بين الصراع الخفي بين الحركتين لاي يهدأ، ومن وقت لأخر ووفقا للأوضاع الاحداث داخل القطاع تحدث خلافات عسكرية بين التنظيمين، وبعد ذلك يتدخل كبار الحركتين من القادة السياسيين وليس العسكريين ليحلوا الأمور بسرعة حتى لا يفقدون السيطرة بينهم.

 

 من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، إن حركة حماس هي المسؤولة عن الأمن في قطاع غزة، وهي تريد أن تثبت أنها قادرة على ضبط المخالفين للقوانين وفرض سلطتها على الفصائل في القطاع.

وأضاف العوكل أنه لا يمكن لأحد أن يفرض قوته وسلطته بأدوات القمع والحلول الأمنية لافتا إلى أن حماس اختارت أسوأ الوسائل والأساليب، مضمونه الخسارة، حين بادرت إلى قمع وملاحقة أعداد كبيرة من النشطاء في القطاع.

ولفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن حماس لم تنجح في أن تبني شركات وطنية لا في الإطار الوطني العام ولا في الإطار الجغرافي الخاص بالقطاع ولا حتى أن تحافظ على علاقتها مع بعض الفصائل الشريكة.

تدرك قيادة الجهاد  أن حماس حليف ذو ضمان محدود، وبمجرد أن تتصالح مع فتح وتكتسب الشرعية السياسية من القادة العرب والغربيين ، قد تدير ظهرها لها وتقييدها وتحد من قوتها العسكرية والسياسية في الساحة الفلسطينية، لذلك تسعى الحركة لحسب مزيدا من النفوذ داخل غزةن وهو الأمر الذي يقلق حماس وتسعى لقضاء عليه مبكرا، في ظل فشل قادة حماس في قطاع غزة في تحقيق المصالحة الوطنية ورفع الحصار عن غزة، والخوف تآكل مكانتها السياسية والشعبية.

 

 

 

 

 

 

 

شارك