تقرير: داعش يخسر 25% من مقاتليه في هجوم سجن غويران
في مساء الخميس الموافق 20 يناير 2022، شن تنظيم
“داعش” أكبر عملياته على الأراضي السورية منذ انهياره الشكلي وإنهاء سيطرته على مناطق
مأهولة بالسكان في مارس 2019، أي منذ نحو 3 سنوات، مستهدفاً سجن غويران/الصناعة ضمن
مدينة الحسكة، الذي يضم أكثر من 3500 سجين من عناصر التنظيم، ولأنها العملية الأكبر
كما أسلفنا كان لابد من خسارات كبيرة في صفوف التنظيم.
وخسر تنظيم داعش 124 عنصر خلال أقل من 6 أيام باشتباكات
واستهدافات جوية وبرية وتفجير أنفسهم، وهي حصيلة كبيرة جداً خلال فترة قصيرة جداً أيضاً.
ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن
الحصيلة هذه أكبر بأكثر من 6 مرات ونصف من قتلى تنظيم "داعش" ضمن مناطق نفوذ
الإدارة الذاتية خلال العام 2021، والذي قتل على مداره 19 من عناصر وخلايا التنظيم
مقابل مقتل 124 خلال أقل من 6 أيام.
كما تشير توثيقات المرصد السوري بأن تنظيم “داعش”
قُتل منه خلال 6 أيام ضمن بقعة جغرافية صغيرة جداً، ربع ما قتل منه على مدار العام
2021 في مناطق سورية متفرقة على اختلاف الجهات المسيطرة، فقد خسر التنظيم خلال العام
الفائت 503 من مقاتليه توزعوا على النحو التالي: 484 في البادية السورية (83 منهم قضوا
باستهدافات واشتباكات مع قوات النظام، والبقية -أي 401- قتلوا بأكثر من 12230 غارة
جوية روسية على البادية)، و19 قتيلاً في العمليات الأمنية المضادة للتحالف الدولي وقوات
سوريا الديمقراطية.
المرصد السوري لطالما أشار إلى أن تنظيم “داعش”
لم ينتهي كما حدث بإعلان هزيمته الصورية، بل ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة
بالسكان لكن التنظيم لايزال يمتلك قوة كبيرة وهو ما شهدناه منذ إعلان هزيمته وحتى يومنا
هذا، عبر عمليات يومية لعناصر التنظيم في البادية السورية، وعمليات أخرى يومية لخلاياه
ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، موجهة رسائل تلو الأخرى عن مدى قوته وأنه لايزال موجود
بقوة ضمن الأراضي السورية.
و أعلنت قوات سوريا الديمقراطية إن 250 عنصرا
من تنظيم الدولة الإسلامية استسلموا، ويجري حاليا تطهير القسم الأخير من سجن غويران،
الذي استولى عليه عناصر التنظيم منذ يوم الخميس.
وسلّم ما لا يقل عن 300 شخص أنفسهم يوم الاثنين،
مع دخول قوات كوماندوز تابعة لقوات سوريا الديمقراطية إلى السجن الواقع في مدينة الحسكة،
شمال شرقي سوريا.
وأكَّد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الفرات محمد شاهين،
أنَّ ملف مرتزقة داعش سيظل يهدد الأمن والأمان العالميين في حال بقائه محصورًا في سوريا
دون التدخل الدولي وإنشاء محكمة تقضي بالحكم النهائي.
وقال شاهين: "ما جرى في الآونة الأخيرة في
سجن غويران بالحسكة السورية كان متوقَعًا كون القضاء على داعش عسكريًا لم يكن الحل
النهائي للقضاء على الإرهاب, وهناك خلايا تعمل على تنشيط داعش بالمنطقة بدعم من بعض
الدول في مقدمتها تركيا التي تُشكل عبءً على جميع الجوانب الحياتية في شمال وشرق سوريا".
طالب الرئيس
المشترك للمجلس التنفيذي في الفرات المجتمع الدولي بتقديم المساعدة لإيجاد حلٍّ لملف
داعش وعوائلهم الذين يُشكلون خطرًا على العالم أجمع, وإبقائهم في السجون لن ينهي خطرهم.
وقوات سوريا الديمقراطية تُضيِّق الخناق على عناصر
تنظيم داعش في سجن الصناعة بالحسكة وتعمل القوى الأمنية على إعادة السيطرة وتهيئة الأوضاع
لعودة السكان لمنازلهم.