زاد الجدل فى المجتمع الألمانى بخصوص سياسات وزيرة الداخلية الجديدة نانسي فيسر، ومدى قدرتها على تحمل التحديات التى يواجهها المجتمع الألمانى، وخاصة ما يتعلق بالخطوات الحكومية لمواجهة أفكار اليمين المتطرف، وكذلك المخاوف المستمرة من نفوذ الجماعات اإرهابةي املتطرفة، وتجنيد العديد من العناصر لخدمة أجندة تنظيم داعش  وغيره من الجماعات الإرهابية.

وعلى الرغم من الترحيب المبكر بخصوص تولى امرأة لهذا المنصب، والعبء الواقع عليها، إلا ان هناك تياران بالمجتمع، الأول متفائل بشان قدرتها على القيام بمهمتها، خاصة وأنها قادمة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يؤمن بالتنوع والتعددية، ومنح المهاجرين فرص أكبر فى المجتمع،   وبين تيار متشائم، ويري أن خبراتها أقل من المتوقع، وبالتالى النتائج غير مبشرة، وربما تسوء الأمور خلال الفترةا لمقبلة، ويشهد المجتمع اللمانى عمليات إرهابية جديدة.

فى تقرير لها أشارت صحيفة زوديشته تسايتونج واسعة الانتشار ،والتى تصدر من ميونخ، أن البعض يرحب بأول امرأة في المنصب، كما أن نانسي فيسر تركز على التطرف اليميني، بينما ؤنتقد آخرون بيانها عن الإسلام، واعتبتر الصحيفة أن  برنامج عمل الوزيرة الجديدة للتعامل مع التطرف اليميني ، وخططها لروح جديدة في سياسة الهجرة جيدة ومختلفة عن أسلافها، وخاصة التزام الحكومة الجديدة بأن ألمانيا  دولة هجرة.

لكن هناك تحديات بشأن التعامل مع التهديدات الإرهابية  خخاصة وأنها تنوى بداية جديدة وتقدم حقيقي لبلد منفتح ومتسامح ومتنوع، وتريد تقديم مساهمتها لضمان تحقيق المزيد من التماسك الاجتماعي مرة أخرى، وهو ما يشجع كثير من قطاعات المجتمع على التعاون معها،و مساعدتها فى نجاح برنامجها، خاصة وانه يدعم الديموقراطية الألمانية.

  فى تحليل للموقف الجديد للوزيرة أكد المحلل السياسي هارالد راب بقوله" كنت سعيدًا للغاية لأن نانسي فيسر كانت تنتقل إلى وزارة الداخلية، إنها سياسية من الواضح أنها تبرز من جميع نظرائها في هذا البلد وأيضًا من جيرانها في جبال الألب لأنها تفتقر إلى جينات وزير الداخلية،من سيهوفر إلى سالفيني ، ومن ستروبل إلى ستويبر ، ومن كيكل إلى كانتر ، كان معظمهم يمتلكونها، أي شخص  مثل السيدة فيسر ، على دراية بموضوع التطرف اليميني ، سوف يوازنه وفقًا لأهميته وخطورته ولن يرفض أي هجوم باعتباره حالة منعزلة.

أضاف بقوله" كما هو الحال مع جميع الوافدين الجدد إلى الائتلاف الحكومى الجديد فى برلين ، تعد وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيسر بتغيير نموذجي في الأهداف السياسية، يتم تقديم النوايا الحسنة ، ولكن أيضًا جزء من السذاجة من قبل وزير الحزب الاشتراكي ، وتتميز العبارات التي تكررها بقلة المعرفة بالموضوع: "طبعا الإسلام ينتمي إلى ألمانيا"، ومن الواضح أنها لم تدرك بعد أن الإسلام غير موجود.

اعتبرت الصحيفة فى تقريرها بقولها " هناك أشكال مختلفة لهذا الدين ، بعضها بالتأكيد لا يُسمح له بالانتماء إلى ألمانيا لأنها تتعارض تمامًا مع القانون الأساسي - مثل الوهابية أو السلفية مع متطلبات الشريعة والجهاد الصارمة، يمكن لغالبية المجتمع الإصرار بحق على أن ألمانيا يجب أن يكون لديها إسلام متوافق مع الديموقراطية العلمانية وحقوق الإنسان.