ابناء غزة يتوجهون للعمل في اسرائيل .. رفض فلسطيني لحروب حماس والجهاد
الإثنين 21/مارس/2022 - 06:23 م
طباعة
روبير الفارس
في ظل مخاوف داخل قطاع غزة من اندلاع مواجهة جديدة، يرفض غالبية ابناء الشعب الفلسطيني، اندلاع مواجهات جديدة مع اسرائيل، في ظل دفع ابناء القطاع ثمن الحرب، واستثمار قادة الفصائل حماس والجهاد الاسلامي للحرب في تعظيم قدراتهم المالية.
وشهدت غزة مؤتمر صحفي، لحماس والجهاد الاسلامي يتوعد بحرب مفتوحة مع اسرائيل في ظل وضع اقتصادي متدهور بالقطاع وارتفاع الاسعار، وانهيار البنية التحتية للقطاع، وهو ما يراه مراقبون أن الحرب جزء من هروب حماس والجهاد من مسؤوليتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني، واستخدام القضية الفلسطينية وأزمة غزة كورقة في يد ممولي حماس والجهاد، وعلى رأسهم ايران.
دعا قادة حماس والجهاد الإسلامي ، إلى تصعيد القتال ضد إسرائيل ، خاصة في الضفة الغربية والقدس ، حتى "تحرير فلسطين".
وقال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي أحمد المدلل، إن هلع الاحتلال وخشيته مع اقتراب شهر رمضان المبارك يدلل على القواعد التي رسختها معركة سيف القدس في كي الوعي الصهيوني، مطالبا أبناء أمتنا العربية والإسلامية بضرورة التوحد وتحشييد الطاقات من أجل القدس والأقصى وتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته التي تمثل رأس حربة الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن المقدسات.
وناقشت حماس والجهاد استعداد الجماعات المسلحة في قطاع غزة للدفاع عن المسجد الأقصى وسكان القدس الشرقية كما فعلت خلال حرب العام الماضي بين إسرائيل وحركة حماس.
يأتي ذلك مع انتظار آلاف الشباب من غزة التصاريح للعمل في إسرائيل، حيث تسليم الدفعة الأولى والبالغ عددها "2000" مرشح للهيئة العامة للشؤون المدنية في حكومة حماس، تصاريح العمل في اسرائيل.
وسبق أن تم التفاوض على رفع العدد الإجمالي للتصاريح من 5 إلى 7 آلاف عامل، واصطف المئات من الشباب أمام مقار الغرفة التجارية لتقديم أوراقهم الثبوتية للحصول على إذن عمل داخل الأراضي المحتلة، في مشهد يصف واقعًا مريرًا، يعكس حجم الفقر والبؤس الذي يعيشه المواطنون من أبناء غزة في القطاع.
ويرى مراقبون أن توجه حماس والجهاد الى حرب جديدة يهدف إلى الهروب من مسؤوليتهم أمام الشعب الفلسطيني في ظل تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع البطالة وغلاء الأسعار ونقص المواد الغذائية، بفعل سياسية حماس الاحتكارية وتحقيق قادتها مكاسب على حساب الشعب الفلسطيني.
ولفت المراقبون أن حماس أصبحت في وضع يهدد مكانتها مع فشل اداراتها للقطاع منذ انقلاب 2007 وكذلك انهيار البنية التحتية في قطاع غزة، بفعل الحروب التي دخلتها الحركة ولم تنعكس بأي شكل ايجابي على أبناء القطاع بتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لهم، وهو ما يرفصه غالبية ابناء القطاء من الدخول في حرب جديدة .
ومعظم سكان قطاع غزة يعانون من حالة فقر وبطالة متفشية ومرتفعة عن مواجهة ارتفاع الأسعار ، في ظل الإقبال على شهر رمضان الفضيل، شهدت الأسواق ارتفاعاً في أسعار عدد من السلع الأساسية كالأرز والطحين والسكر والزيت النباتي والبقوليات وغيرها.
وقال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة توماس وايت، إن الوكالة أجرت مسحًا للعائلات اللاجئة في القطاع أظهر أن نسبة الفقر تبلغ 5ر81 % بين صفوف اللاجئين، ما يعني أن 2ر1 مليون لاجئ في غزة يعيشون تحت خط الفقر.
وشدد وايت، أن الأرقام المذكورة تستدعي ضخ المزيد من المساعدات الغذائية والنقدية لهؤلاء اللاجئين الذي يشكلون ما يزيد عن 66% من إجمالي سكان القطاع.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول "أونروا" أن الوكالة تسعى للحصول على دعم بقيمة 6ر1 مليار دولار من المجتمع الدولي، لتغطية نفقاتها وتقديم خدماتها وبرامج التنمية الإنسانية للاجئين في مناطق العمليات الخمس.
وقال وايت إن حصة غزة ستكون 288 مليون دولار، للبرامج الاعتيادية من الموازنة العامة للاجئين، أي للمدارس والعيادات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى دعم إضافي لموازنة الطوارئ بسبب الوضع الخاص في القطاع.
وتقول مسؤولة الإعلام في المرصد الأورو – متوسطي، نور علوان، إنهم وثقوا في أحدث إحصائية للفقراء في غزة أن ثلثي السكان ضمن شريحة الفقراء، إذ يعيش مليون ونصف المليون فرد من سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة، تحت خط الفقر، وكان المسبب الأول لتنامي حالات الفقر الحصار والقيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع منذ عام 2006.
هذه الإحصائية تطابقت مع بيانات وزارة التنمية الاجتماعية التي تشير إلى أن 85 في المئة من إجمالي سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، وبالكاد يستطيعون توفير لقمة العيش اليومية، وسط انعدام فرص العمل وارتفاع واضح لمؤشرات البطالة.
وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (مؤسسة حكومية)، فإن معدل دخل الفرد في غزة، لا يزيد على خمسة دولارات أميركية، وهذا يجعل السكان دون خط الفقر، الذي وصلت مؤشراته إلى نحو 85 في المئة، ويعد معدل الفقراء في القطاع الأعلى في الأراضي الفلسطينية.
ويعرف الفقراء، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا"، بأنهم أولئك الذين يعيشون على أقل من 4.6 دولار في اليوم، بما يشمل المساعدات والإغاثة الاجتماعية.