غيرت الأزمة الأوكرانية من اولويات الحكومات الأوروبية، وبدأت فى مغازلة حكومات أجنبية كانت تضع بعض الشروط قبل مواصلة الحديث معها فى ظل انتهاكات حقوق الإنسان وملاحظات على القيم الديموقراطية ومعاملة المرأة وغيرها من القضايا، وفى ضوء محاولة تقليل الاعتماد على الغاز الروسي بدأت ألمانيا فى انتهاج أسلوب جديد للتعامل مع الخارج، وبدأت فى فتح حوار مع قطر، بعد أن كانت فى السابق تحت مقصلة الانتقادات الأوروبية عامة والأجنبية خاصة من أجل تعويض نقص الغاز الروسي.

هذه الخطوة أصبحت محل انتقاد داخل فى ألمانيا ، حيث أبدي سياسيين دهشتهم من هذه الخطوة من الحكومة الألمانية الجديدة، خاصة وأنها كانت لها ملاحظات من أشهر قليلة على قطر، والآن سافر وزير الاقتصاد الألمانى روبرت هابيك  إلى قطر للاتفاق على عقود للغاز، والتغاضي عن السياسات الماضية، وهو ما برز فى تصريحات السياسي المنتمي لحزب الخضر بقوله " يجب أن تستمر ألمانيا في الحصول على الغاز من الأنظمة الاستبدادية في المستقبل"

أكد الوزير الألمانى إن الحكومة الفيدرالية يمكنها الاستمرار في شراء الطاقة ليس فقط من الديمقراطيات، وأنه يبحث عن تعاون جديد مع دول الخليج، معتبرا أنه لا تستطيع ألمانيا العمل مع الديمقراطيات فقط من أجل تلبية احتياجاتها من الطاقة في المستقبل.

أوضح الوزير الألمانى لصحيفة فرانكفورتر الجماينه بالتزامن مع زيارته لكل من قطر والإمارات العربية المتحدة بأن "العديد من دول أوبك إشكالية"، "لكن هناك فرقًا آخر بين دولة غير ديمقراطية ، حيث حالة حقوق الإنسان إشكالية ، ودولة استبدادية ، تشن حربًا عدوانية وغير قانونية على أعتابنا – فى إشارة إلى روسيا - لا يمكننا استبعاد جميع البلدان من عمليات التسليم."

رافق هابيك وفد أعمال يضم ممثلين عن 22 شركة ألمانية، في إطار جهود تقليص اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي في أعقاب الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، لذلك كان هابيك موجودًا بالفعل في النرويج من قبل، كما أن هناك رغبة ألمانية للتعاون مع قطر ، باعتبارها واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم  ، فإن الغالبية العظمى من هذا الغاز ذهبت حتى الآن إلى آسيا.

يناقش الوزير الألمانى في قطر والإمارات مع ممثلين عن الحكومات المحلية وشركات الطاقة، ويتعلق الأمر بأن تصبح أقل اعتمادًا على واردات الطاقة الروسية ، ومن ناحية أخرى ، حول التحول من الغاز الطبيعي التقليدي إلى الهيدروجين الأخضر 

اعتبر هابيك  أن إمدادات الغاز في ألمانيا لفصل الشتاء المقبل "لم يتم تأمينها بالكامل بعد"، مضيفا بقوله "إذا لم نحصل على مزيد من الغاز بحلول الشتاء المقبل ، وانقطعت أو هُدمت وصلات الإمداد من روسيا ، فلن يكون لدينا ما يكفي من الغاز لإبقاء جميع المنازل دافئة وتشغيل جميع الصناعات".

أوضح هابيك صراحة تصريحاته حول التعاون مع الحكومات غير الديمقراطية إلى الطاقات المتجددة. مصادر التوريد المختلفة مهمة أيضًا هنا. وقال الوزير "إذا كنا أذكياء ، فسننوّع حقًا وارداتنا المستقبلية من الهيدروجين".

يري مراقبون أن الحكومة الفيدرالية تريد أن تصبح أقل اعتمادًا على الغاز الروسي، لذلك وافق وزير الاقتصاد هابيك على شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة مع قطر. 

قال الوزير الألمانى في الدوحة إنه يعتبر نفسه "باباً مفتوحاً" للأعمال الألمانية ، واتفقت ألمانيا وقطر على شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة، وهذه الصفقة الخطوة التالية   نحو الحياد المناخي، إلا أنه كما يري متابعون أن حالة حقوق الإنسان وظروف العمل المثيرة للجدل في قطر هي أيضًا موضوع النقاش  فى الزيارةبقوله: "كانت الظروف كارثية في السابق، منذ أن كان الضغط هناك  هنا قوانين مختلفة  حاليا لكنها بالتأكيد لا تزال بحاجة إلى تحسين أو السعي مجددا من أجل تنفيذها بالكامل ".