استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاريان، موكب قائد قاعدة العند العسكرية واللواء 131 مشاة، اللواء الركن ثابت جواس ما أدى إلى مقتله على الفور.

وقال مصدر عملياتي ان القائد العسكري الجنوبي اللواء الركن ثابت مثنى ناجي جواس استشهد مع عدد من مرافقيه مساء يوم الأربعاء 22 مارس.

وأوضح المصدر أن تفجير استهدف سيارة اللواء جواس بالمنطقة الخضر بينما كان في طريق عودته من تأدية واجب العزاء لأحد اقاربه ، كما سقط في الهجوم الإرهابي عددا من مرافقي جواس، فيما نجا مدير مديرية المضاربة العميد محمد عبد الله الصيني.

وقالت مصادر محلية أن مدير عام، مديرية المضاربة، العقيد، محمد علي الصيني، نجا بأعجوبة في حين أصيب أثنين من مرافقيه نتيجة تطاير شظايا الهجوم الإرهابي الذي استهداف اللواء جواس. 

وبحسب المصادر كان المسؤول الحكومي يمر بسيارته لحظة التفجير، مشيرة إلى أن مدير عام مديرية المضاربة كان عائدا من اجتماع عقده مع محافظ لحج في منطقة الفيصل.

في المقابل وعقب وقوع الحادث الإرهابي أكد رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين، المدعو عبدالقادر مرتضى، في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع تويتر، وقوف جماعته خلف التفجير الإرهابي الذي هز مديريات عدن.

كما أفادت مصادر مطلعة في العاصمة المحتلة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين مساء الأربعاء، باحتفال الميليشيات الحوثية بعد وقت قصير من اغتيال جواس.

وقال السياسي عبدالرحمن بحيبح المرادي، أن العاصمة صنعاء تشهد إطلاق نار كثيف وانفجارات مع ألعاب نارية تشهدها سماء العاصمة.

وأوضح عبدالرحمن بحيبح، أن الميليشيات الحوثية تحتفل في صنعاء بإطلاق النار والالعاب النارية، بعد أن استشهد اللواء الركن ثابت جواس مع نجله ومرافقيه، في مدخل المدينة الخضراء شمال عدن.

في المقابل، نعى رئيس مجلس الوزراء، معين عبدالملك، استشهاد اللواء ثابت جواس، وأشاد رئيس الوزراء في بيان نعي باسمه ونيابة عن اعضاء الحكومة، بالدور البطولي المشهود للواء جواس في مواجهة الانقلاب والمعارك التي قادها بكفاءة لمواجهة اعداء الثورة والجمهورية.

ومن جانبها، افادت مصادر مطلعة، بصدور توجيهات من محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، ومحافظ لحج اللواء أحمد عبدالله التركي، للأجهزة الأمنية في المحافظتين برفع جاهزيتها للحالة القصوى.

ولفتت المصادر إلى أن التوجيهات تضمنت ضرورة تشديد الاجراءات الأمنية في المنافذ الرابطة بين العاصمة عدن ومحافظة لحج لرصد أي عناصر إرهابية على صلة بالعملية الإرهابية التي استهدفت اللواء ثابت مثنى جواس ومرافقيه.

وأفادت المصادر أن أحمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن، أجرى اتصالا هاتفيا بمحافظ محافظة لحج اللواء أحمد التركي، بحث خلاله المحافظان سُبل تعزيز عملية التنسيق بين الأجهزة الأمنية في المحافظتين، والاشتراك في اجراءات التحقيقات والتحريات وتكثيف الجهود لملاحقة الأيادي الآثمة والعناصر الإرهابية التي خططت ونفذّت العملية الإرهابية التي استشهد على إثرها القائد ثابت جواس ونجله وعدد من مرافقيهما.

وينحدر اللواء ثابت جواس من مديرية ردفان بمحافظة لحج، معقل الشرارة الأولى التي انطلقت لتحرير جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني عام 1964، ويتمتع بتاريخ حافل بالانتصارات تمتد لنحو عقدين من الزمن بدءا من الحروب الـ6 في صعدة (2004-2009)، وحتى حرب الانقلاب الحوثي التي تدخل عامها الـ8، ويعد اللواء ثابت جواس من القادة اليمنيين والجنوبيين الذين قاتلوا بشراسة  ضد الإرهاب الحوثي والقاعدة وداعش.

ففي حروب صعدة التي فجرها وقادها مؤسس وزعيم المليشيات حسين الحوثي، تعرض الجيش اليمني إلى خسائر موجعة بصفوفه إثر تحصن المتمردين بالقرى السكنية، ما دفع القيادة اليمنية لتعين اللواء ثابت جواس لخوض "معركة الخلاص الأولى".

وتقول مصادر محلية، إن جواس حاول إقناع زعيم ميليشيا الحوثي الأول بالتخلي عن السلاح، لكنه أصر على تسعير الحرب، قبل أن يقود جواس عملية التفاف لمحاصرته في أحد جبال مران في معقله الأم، ويطيح به والكثير من العناصر الإرهابية.

ووفقا للمصادر، فإن جواس بات المطلوب الأول للحوثيين منذ مقتل زعيمهم في سبتمبر 2004.

وأشارت المصادر إلى أن جواس تعرض لعديد عمليات الاغتيال كان آخرها تفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدف بوابة مطار عدن الدولي بالتزامن مع مرور موكبه في أكتوبر الماضي.

وتعرضت قاعدة العند العسكرية لسلسلة هجمات نفذتها ميليشيات الحوثي بصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار المفخخة، من بينها هجوم استهدف كبار قادة الجيش اليمني وبينهم رئيس الاستخبارات العسكرية ونائب رئيس هيئة الأركان، في يناير 2019، فيما نجا جواس من الهجوم.

وتقلد ثابت جواس العديد من المناصب العسكرية في الجيش اليمني السابق، ويعد أول قائد عسكري لقاعدة العند العسكرية؛ كبرى القواعد عسكرية في البلاد، حيث عينه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في 2015 قائداً لمحور العند، وقائداً للواء 131 مشاة.