علاقات ارهابية .. تساؤلات حول مباركة حماس عملية داعش في الخضيرة
في بيان يكشف عن العلاقات الخفية بين حركة حماس وتنظيم داعش الارهابي، والتي باركت عملية التنظيم الارهابي في الخضيرة ضدّ جنود اسرائليين.
وأكدت "حماس" أن العملية "رد طبيعي ومشروع على الاحتلال وجرائمه
ضد شعبنا ومقدساتنا".
وأشاد البيان بـ"بسالة وإقدام منفذي هذه العملية البطولية، ثأراً لدماء
الشهداء، ورداً على عدوان وإرهاب الاحتلال".
وأسفرت عملية إطلاق نار في مدينة الخضيرة (شمال فلسطين المحتلة)، عن مقتل إسرائيلييْن
وإصابة سبعة آخرين، بالإضافة إلى استشهاد منفذَيْ العملية.
وجاء بيان حماس قبل ساعات من اعلان تنظيم داعش في بيان نشره على مواقع التواصل
الاجتماعي مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل شرطيين اثنين في مدينة الخضيرة شمالي
إسرائيل.
وقالت الشرطة إن "المسلحين عرب من مواطني إسرائيل، وقُتلوا برصاص ضباط
سريين".
ويعد إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم أمرا غير معتاد، وقالت مجموعة
"سايت" للاستخبارات إنها المرة الأولى التي يتبنى فيه (التنظيم) هجوما في
إسرائيل منذ عام 2017.
مباركة حماس عملية داعش الارهابي تكشف عن ربط الحركة بالتنظيم الارهابي،
وهو ما يدعم التوجهات الغربية بتصنيف الحركة كتنظيم ارهابي، ويكل البيان دليل
مجاني لاسرائيل في التأكيد على ارتباط حماس بالارهاب.
البيان أيضا يهدد علاقات حماس بالدول العربية والخليجية، حيث يشكل ارهاب
داعش تهديد أمني عالي للدول العربية والأجنبية، بما يضع حماس في مأزق شديد قبيل
تبني داعش العملية.
بيان حركة حماس، أيضا يعيد علاقة لحركة بتنظيم داعش في سيناء، بعد مقتل مصعب
جميل مطاوع، وهو فلسطيني من قطاع غزة، ونجل قيادي كبير في حماس، وكان أحد مقاتلي نخبة
القدس بكتائب القسام.
أيضا تقيم كتائب القسام، منذ وقت طويل، علاقات اقتصادية ذات منفعة متبادلة تنظيم
داعش، كانت هذه العلاقة منطقية عندما كان القيادي في تنظيم داعش شادي المنيعي (
اعلنت الداخلية المصرية مقتله في مايو 2014) سيعمل في التهريب، وعندما ساعد على تأسيس
جماعة أنصار بيت المقدس الارهابية والتي انبثقت عن النزعة القتالية المتشدّدة في غزة.
واستمرت الروابط والاتصالات الاقتصادية، ذات المنفعة المتبادلة بين حماس
ودعش، عندما انضم تنظيم المنيعي إلى صفوف داعش في تشرين نوفمبر 2014، ما يغذّي الزعم
بأن حماس تتعاون مع داعش.
بيد أن هذا التقويم يبالغ إلى حد كبير في تقدير طبيعة العلاقة الاقتصادية التي
تحكمها حسابات المنفعة، ولا يأخذ في الاعتبار المنظومة الاقتصادية المعقّدة التي نشأت
عند الحدود بين غزة وسيناء.
حركة حماس ترتبط بعلاقات سرية قوية
مع تنظيم داعش الإرهابي، خاصة فيما يتعلق بصفقات التعاون العسكري، وداعش هرَّب العديد
من شحنات الأسلحة التي يمولها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية إلى حماس، التي
تعد أحد أذرعته العسكرية في المنطقة، مقابل الحصول على حصته الكبيرة من كل شحنة.
وكشفت وثيقة مسربة كتبها القيادي
في تنظيم داعش"أبو مرام الجزائري" ، عن تقديم الجناح العسكري لحركة حماس
مساعدة كبيرة لداعش سيناء .
وعنونت الوثيقة باسم "الرد على المراسلات بين الإخوة في سيناء والحركة
المرتدة (يقصد بها حركة حماس)" والي توضح أن حماس قدمت أسلحة وأموالاً ومساعدات
لوجستية لتنظيم الدولة ، بعلم قيادة التنظيم ، وتكشف عن وجه آخر للمعارضة يتمثل في
تلقيها المساعدة بين عناصر التنظيم ، سواء في سيناء أو في صفوف قيادات التنظيم.
وتشير الوثيقة المكونة من ١١ صفحة إلى أن جناح "داعش سيناء" كان يحصل
على مساعدات كبيرة من قبل الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة.
وتكشف الوثيقة، أن "حماس" كانت تزود "ولاية سيناء" بالأسلحة
والمال والدعم اللوجيستي، لكافة عملياتها ضد الجيش المصري في سيناء.
وجاء في الوثيقة أن أبو مرام الجزائري أُبلغ بأن عناصر تنظيم داعش على اتصال
بعناصر في الجناح العسكري لحركة حماس ، وطُلب منه التعليق على ذلك. وشهد أنه رأى بأم
عينيه نصوص المراسلات بين داعش في سيناء وحركة حماس.
ويتحدث أبو مرام الجزائري في تلك الوثيقة عن أنه علم من عناصر "داعش"
في سيناء أنهم كانوا على اتصال بأفراد من الجناح العسكري في حركة "حماس"،
وأنه تم مطالبته بمعرفة رأيه في هذا الأمر.
وقال أبو مرام الجزائري: "شخصيا رأيت الرسائل المتبادلة بين إخوتنا في
سيناء وحماس"، وهو ما يكشف وفقا للمؤسسة، أن "داعش" كانت متورطة فعليا
في اتصالات سرية مع "حماس".
وعدد القيادي في "داعش" أنواع المساعدات التي تقدمها "حماس"
إلى "ولاية سيناء"، بقوله إنها تقدم لهم التنسيق فيما يتعلق بنقل الأسلحة
من وإلى سيناء، والدعم اللوجيستي، والدعم المالي، وتوريد الذخيرة، ونقل الجرحى إلى
غزة.
وأبدى أبو مرام الجزائري تحفظات قوية على هذه العلاقات، وعلى تلقى عناصر
"داعش" مساعدات من "حماس" التي وصفها بأنها حركة "مرتدة"
لا تختلف كثيرا عن اليهود أو النصارى أو الكفرة، وفق ما كتب في الوثيقة، ولكن تحدث
أنه يمكن استلام أسلحة من "حماس" في ظل ظروف معينة، أما بالنسبة للأموال
أو الدعم اللوجيستي أو المساعدة في نقل الجرحى فهي ممنوعة تماما.
كما أن أبو مرام الجزائري، كان منزعجا للغاية من أن زعيم "ولاية سيناء"
أشرف بنفسه على الاتصال مع "حماس"، ولم يعلن أن ممثلي "كتائب القسام"
(الجناح العسكري لحماس) كفار، بل وأطلق تصريحات يمكن أن توصف بأنها مدح لهم.
وفي وثيقة أخرى، أظهر قيادي آخر في "داعش" معارضة زعيم "داعش"،
أبو بكر البغدادي، الاتصالات السرية التي تقوم بها "ولاية سيناء" مع
"حماس".
وفي يوليو 2017 عقد عصام صالح، القيادي
في "جيش الإسلام" التابع لتنظيم داعش في غزة، مؤتمراً صحافياً، اعلن فيه
انهاء الخلاف القائم بين داعش وحركة حماس مضيفا ان مشاورات جرت بين الطرفين تم على
اثرها الاتفاق على وقف "داعش" التفجيرات في قطاع غزة ، على ان توقف حماس
اعتقالاتها لعناصر داعش .
كذلك انتشرت صورا لقائد الحركة الإسلامية " فرع تنظيم الاخوان في عرب48" رائد صلاح
، صور له مع أحد الإرهابيين، وهو ما يربط بين حماس وداعش.
رهان حماس ومباركة
عملية الحضيرة تضع علاقتها مع الدول العربية والغربية في مأزق كبير، الحركة تقدم
أدلة مجانية على دعمها لداعش وتفضح العلاقات الخفية مع التنظيم الارهابي، وتغامر
بمصالح الشعب الفلسطيني في علاقة لاتخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب
الفلسطيني.