تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 31 مارس 2022.
أعلن القطاع الأمني بالساحل الغربي في اليمن، الإطاحة بخليتين إرهابيتين زرعتهما ميليشيا الحوثي في المناطق المحررة وأوكلت إليهما مهمة زرع العبوات الناسفة والمتفجرات لاستهداف الضباط والشخصيات الاجتماعية، وإقلاق الأمن والسكينة في تلك المناطق. وأورد القطاع الأمني مسار ومراحل العملية الأمنية حتى إسقاط الخليتين اللتين يديرهما ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» لميليشيا الحوثي وإحباط مخططاتهما وقال، إن القوات الأمنية نفذت عملية نوعية قادت لإسقاط الخليتين، وتمت مداهمة منازل عناصرهما بعد عملية رصد وتتبع قرابة شهرين حتى تم الإيقاع بعدد منهم، وذكر أن الخلية الأولى قامت بعدة عمليات في مديرية المخا وما جاورها وكانت تستهدف ضباط وأفراد القوات المشتركة في الساحل الغربي، وتم القبض على عدد من عناصر الخلية التي كانت تدار عبر ما يسمى بـ«جهاز الأمن والمخابرات «الحوثي» وتحديداً من قبل الإرهابي «الحوثي» المدعو ماجد عبدالله الفضلي. ووفق ما ذكره القطاع الأمني، فإنّ الخلية الثانية قامت بعدة عمليات في منطقة النجيبة وما جاورها، حيث تم القبض على عدد من عناصرها، وأن أفراد الخليتين أدلوا باعترافات خطيرة عن عملية استدراجهم وتجنيدهم والتدريبات التي تلقوها على يد خبراء حوثيين في زراعة وتفجير العبوات الناسفة، وتحديد المواقع وعن العمليات الإرهابية التي نفذوها.
مع استمرار الميليشيات الحوثية في زرع الآلاف من الألغام الأرضية، وبصورة غير معهودة، حذرت منظمة إغاثية دولية من تأثير هذه الألغام والذخائر غير المنفجرة، وقالت إنها ستظل تهديداً يعرّض حياة اليمنيين لسنوات مقبلة، خصوصاً الأطفال والعمال في المزارع.
وبحسب المجلس الدنماركي للاجئين، فإن الميليشيات فرضت على النازحين العائدين إلى مناطقهم الاختيار بين المخاطرة بالموت بسبب لغم أرضي أو الموت من العطش، وقال إنه حدد مساحة تعادل مساحة 140 ملعباً لكرة القدم في منطقة واحدة ملوثة بالألغام، مؤكداً أن حاجة اليمنيين للسلام هي نفس حاجتهم للمساعدة في تطهير أراضيهم من الألغام.
ونبه الأمين الأمين العام للمركز، شارلوت سلينتي، إلى أنه حتى لو انتهى القتال الآن، فإن انتشار الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة سيترك وراءه إرثاً مميتاً للمدنيين في البلاد.
وقال إن المدنيين يواجهون بالفعل تهديداً جديداً يبدو أنه سيعرِّض حياتهم للخطر لسنوات مقبلة. وذكر أن الأطفال يُضطرون للسير في حقول الألغام للوصول إلى المدرسة، وفي مجتمعات معزولة عن المياه حيث يتم زرع الألغام الأرضية بالقرب من الآبار.
وأصبح المزارعون غير قادرين على إطعام أسرهم أو كسب لقمة العيش، بينما تتناثر الذخائر غير المنفجرة في حقولهم.
المسؤول الإغاثي أفاد بأن الأسر النازحة عادت مؤخراً لتجد الأرض المحيطة بمنازلها مليئة بالألغام الأرضية، ومصدرهم الوحيد للمياه من بئر تقع في وسط حقل الألغام، وهذا يوجب عليهم كل يوم الاختيار بين المخاطرة بالموت بسبب لغم أرضي أو الموت من العطش.
وبين أنه في عام 2019 حددت الفرق التابعة له 105 كيلومترات مربعة من الأراضي الملوثة (أي 140 ملعب كرة قدم)، وقال إن هذا مجرد تقييم لمنظمة واحدة، وإن الوضع يزداد سوءاً منذ ذلك الحين، وسيكلف هذا الإرث القاتل أرواحاً لسنوات مقبلة ما لم يتم اتخاذ إجراء الآن.
وأكد أن الناس في اليمن يحتاجون في المقام الأول إلى سلام شامل لإنهاء هذا الصراع، وأنهم بحاجة إلى المجتمع الدولي لمحاسبة أولئك الذين انتهكوا القوانين الدولية، ويحتاجون أيضاً إلى المساعدة في تطهير أراضيهم من هذه الألغام، وإلا فبدلاً من إعادة بناء حياتهم، سيواجه الناس سنوات عديدة أخرى من الإصابات الخطيرة والموت أثناء ممارسة الأنشطة اليومية.
وفي حين يواصل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) مهامه في تطهير الأراضي اليمنية، أفاد بأنه انتزع أكثر من 1.485 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر مارس (آذار) 2022 زرعتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً في مختلف المحافظات.
وذكر المركز، في بيان له، أن الألغام المنزوعة، منها 50 لغماً مضاداً للأفراد، و423 لغماً مضاداً للدبابات، و976 ذخيرة غير متفجرة، و36 عبوة ناسفة، ليرتفع عدد الألغام التي نُزعت خلال شهر مارس (آذار) إلى 5.395 لغماً.
وأوضح أن عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع «مسام» حتى الآن بلغ 328 ألفاً و184 لغماً زرعتها الميليشيا الحوثية بعشوائية، لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
انطلقت في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعاصمة السعودية الرياض، أمس، المشاورات اليمنية اليمنية، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وبحضور دولي ممثلاً في المبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات دولية، ومئات الشخصيات اليمنية، الممثلة لأحزاب وتنظيمات وفئات مجتمعية، فيما يلف الغموض حول مشاركة الحوثيين الذين أعلنوا مسبقاً عدم حضورهم المشاورات، لكن هناك مساعٍ إقليمية ودولية بهدف إقناعهم بالمشاركة باعتبارهم من الأطراف الأساسية في النزاع.
ينظر اليمنيون إلى المشاورات المنعقدة، بتفاؤل، على أمل أن يضع المشاركون فيها أولى الخطوات العملية نحو حل الأزمة التي استحكمت في اليمن، وإيقاف الحرب، التي دخلت عامها الثامن، في البلاد المنهكة بكارثة إنسانية غير مسبوقة. ومن المقرر أن تناقش المشاورات 6 محاور، من بينها العسكرية والسياسية والإنسانية والتعافي الاجتماعي. كما تهدف المشاورات اليمنية - اليمنية، إلى فتح ممرات إنسانية وتحقيق الاستقرار.
لأجل اليمن
وفي كلمة افتتاح المشاورات، قال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور نايف الحجرف إنه ثبت أن لا حل إلا السلمي وأن الحرب وسنواتها السبع الشداد لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود، لا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن، فالحل يمني وبأيديهم ولأجل اليمن.
واعتبر أن اتفاق الرياض، يشكل خارطة طريق في اليمن واستكمال بنوده يعد مطلباً يمنياً، ونجاح المشاورات اليمنية ليس خياراً؛ بل واقع يجب تحقيقه.
ودعا الحجرف، إلى ضرورة نبذ كل أسباب الفرقة والتباينات الداخلية، والإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التوافق الوطني المطلوب والملح، لبلورة خارطة للمستقبل واضحة المعالم لاستعادة استقرار اليمن وتنميته ورخاء شعبه.
وقال إن جهود المجتمع الدولي تشكل دعماً دولياً لإنهاء الصراع في اليمن، مشيراً إلى أن أبناء اليمن من العاصمة صنعاء إلى حضرموت ومن عدن إلى المهرة و من مأرب إلى المكلا ومن تعز إلى البيضاء، ومن الحديدة إلى شبوة وفي كل محافظة ومدينة وقرية، يتابعون والأمل يحدوهم للوصول إلى كلمة سواء، متمنياً أن تمثل المشاورات فرصة لتحقيق السلام في اليمن.
السلام ليس مستحيلاً
وأكد الحجرف، أن الطريق إلى الأمن والسلام في اليمن ليس مستحيلاً وإن كبرت التحديات، و ليس بعيداً وإن طالت المسافات، وليس خياراً وإن تعددت الخيارات؛ بل هو هدف أوحد وغاية سامية، لكي ينعم اليمن وشعبه الشقيق بالأمن والاستقرار.
وقال أمين منظمة التعاون الإسلامي حسين طه: بذلنا جهوداً لمواصلة حل الأزمة اليمنية، والحوار هو الخيار الأوحد لحل الأزمة، ونشيد بقرار التحالف بوقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني، كما نقدر دور السعودية على جهودها في التوصل إلى حل سلمي باليمن، داعياً جميع الأطراف اليمنية، إلى الانخراط في المشاورات لتحقيق السلام، ومشاورات اليوم فرصة لجميع اليمنيين للتوصل إلى السلام.
رغبة في إنهاء الحرب
ومن جانبه، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، هانز جرندبرج، أن «التعاون مع المنظمات الإقليمية سيسهم في حل أزمة اليمن».
وأضاف: «نحتاج إلى كل دعم ممكن للوصول إلى حل شامل في اليمن. الرياض قادت حوارات يمنية أدت إلى نتائج إيجابية».
وذكر المبعوث الأممي، أن خسائر اليمنيين ضخمة بسبب الحرب المستمرة. الشعب اليمني يريد سلاماً عادلاً ومستمراً. وأضاف جرندبرج، اليمنيون أكدوا للأمم المتحدة رغبتهم في إنهاء الحرب.
وفي السياق، أعلن المبعوث الأمريكي لليمن تيم لندركنغ، أمام المؤتمر، أن الولايات المتحدة تدعم توصل الأطراف اليمنية إلى حل سلمي شامل، مشيداً بقرار التحالف وقف العمليات القتالية في اليمن.
وأفاد المبعوث الأمريكي بأن المشاورات اليمنية تمثل التزاماً دولياً لجعل الأوضاع أكثر استقراراً.
وأضاف: «نشجع الأطراف اليمنية على العمل مع الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي»، مثمناً دعم مجلس التعاون الخليجي لليمن.
وقال المبعوث الأمريكي إن زيارته لليمن، كانت مؤسفة بسبب الأوضاع التي يعيشها الشعب اليمني، مضيفاً: «نأمل أن تمثل المشاورات فرصة لتحسين حياة اليمنيين».
وفي كلمته، أعلن المبعوث السويدي الخاص إلى اليمن بيتر سيمنبي، أن المشاورات الحالية هي الأكبر من نوعها منذ بدء الأزمة.
وأوضح أن المشاورات يجب أن تكون شاملة لكل الفئات بما فيها المرأة، معرباً عن أمله في أن تمثل المشاورات اليمنية فرصة لمناقشة كافة الحلول.
وقال ممثل الجامعة العربية: «نأمل أن تنبثق المشاورات اليمنية عن خارطة طريق».
انطلقت المشاورات اليمنية - اليمنية برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس في الرياض، وسط تأكيد الأمين العام للمجلس نايف الحجرف على الموقف الثابت في دعم أمن واستقرار اليمن، والعمل على إيجاد حل ينهي الصراع وينقل البلاد من حالة الحرب إلى حالة السلم وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216. لافتا إلى أن اتفاق الرياض يشكل خريطة طريق، واستحقاقاً وطنياً يمنياً، ومؤكدا دعم جهود المجتمع الدولي والمبعوثين الدوليين لدفع الحل السلمي وإيجاد أرضية قوية لانطلاق المسار السياسي بين جميع المكونات، ومشدداً على أن لا حل غير الحل السلمي، وأن الحل يمني وبأيدي اليمنيين ولأجل اليمن، وقائلاً «إن نجاح المشاورات ليس خياراً، بل واجب، وإن الطريق إلى الأمن والسلام في اليمن ليس مستحيلاً، أو بعيداً».
وقال الحجرف «إن المشاورات اليمنية - اليمنية من 29 مارس إلى 7 أبريل المقبل تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة». وأضاف «أن مجلس التعاون يثمن وجود الجميع للمشاركة في المشاورات، ويؤكد جملة من الثوابت وسط عالم من المتغيرات، وهي الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم الأمن والاستقرار في اليمن، والعمل على إيجاد حل للازمة اليمنية ينهي الصراع وينقل اليمن من حالة الحرب وتداعياته إلى حالة السلم وتحدياته وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، وأن اتفاق الرياض يشكل خريطة طريق، واستحقاقاً وطنياً يمنياً، واستكمال بنوده متطلباً يمنياً».
وأشار الحجرف إلى دعم جهود المجتمع الدولي وجهود المبعوثين الدوليين لدفع الحل السلمي وإيجاد أرضية قوية لانطلاق المسار السياسي بين جميع المكونات اليمنية، ودعم مؤسسات الدولة الدستورية والحرص على فاعليتها وضمان قيامها بمهامها ومسؤولياتها، وأن لا حل غير الحل السلمي، وأن الحرب وسنواتها السبع الشداد بكل ما تحمله الكلمة من معنى الشدة لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود، متمنياً أن تؤسس المشاورات لعام فيه يغاث الناس بإذن الله.
وبين الأمين العام للمجلس أن المشاورات اليمنية - اليمنية بمحاورها الستة (السياسي، الاقتصادي والتنموي، الإغاثي والإنساني، الاجتماعي، والإعلامي ) تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفهم صعوباته، واستقراء المستقبل والاستعداد لتحدياته، وبلورة خطوات عملية تنقل اليمن من حالة الحرب وأهوالها إلى حالة السلم وآمالها، تضاء لها مشاعل الفكر للعطاء وتشمر لأجلها سواعد أبناء اليمن للبناء، فلا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن، ولا مستقبل إلا وفق ما يتفق عليه أبناء اليمن، فالحل يمني وبأيدي اليمنيين ولأجل اليمن.
وأضاف، إن جهود المجتمع الدولي المقدرة عبر مبعوثيه الموجودين تشكل دعماً دولياً لإنهاء الصراع في اليمن عبر قرارات مجلس الأمن ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار، الأمر الذي يشكل فرصة تاريخية يجب اغتنامها والبناء عليها للحفاظ على الملف اليمني كأولوية تحظى باهتمام ومتابعة المجتمع الدولي إلى أن تضع الحرب أوزارها وتنطلق معركة البناء والإعمار. ولفت إلى أن المشاورات تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة، تتطلب من أبناء اليمن فهم هذه الظروف ودراسة أثرها وتقييم انعكاساتها على العالم أجمع واليمن بوجه خاص، وأن أبناء اليمن يتابعون والأمل يحدوهم للوصول إلى كلمة سواء.
وقال الحجرف «إن نجاح المشاورات اليمنية - اليمنية ليس خياراً، بل واجب يتطلب استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية، ونبذ كل أسباب الفرقة والتباينات الداخلية، والإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التوافق الوطني المطلوب والملح لبلورة خارطة للمستقبل واضحة المعالم لاستعادة استقرار اليمن وتنميته ورخاء شعبه، والطريق إلى الأمن والسلام في اليمن ليس مستحيلاً وإن كبرت التحديات، وليس بعيداً وإن طالت المسافات، وليس خياراً وإن تعددت الخيارات، بل هو هدف أوحد وغاية سامية، لكي ينعم اليمن وشعبه الشقيق بالأمن والاستقرار، الأمر الذي يتطلب من أبناء الشعب اليمني، وأن تكون مصلحة اليمن ومستقبله وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار، وتترجم بسواعدهم، ضمن أولويات وجدول زمني وآلية متابعة لتنفذ بعزيمة أبناء اليمن وبدعم من أشقائهم والمجتمع الدولي».
وتابع قائلاً «نحن على يقين بإن أبناء الشعب اليمني وبما عرف عنهم من حكمة وإيمان سيحققون، الأهداف السامية النبيلة التي من أجلها تنطلق المشاورات اليمنية - اليمنية، وأن الجهود الكبيرة المبذولة لتهيئة الأجواء المناسبة لانطلاق هذه المشاورات والعمل على نجاحها هي محل تقدير، وتأتي الاستجابة السريعة لقيادة»تحالف دعم الشرعية في اليمن«لنداء وقف إطلاق النار الذي أطلقناه والذي دخل حيز النفاذ الساعة 6 صباحا وبالتزامن من انطلاق المشاورات، استجابة مقدرة ومشكورة وداعمة لتلك الجهود». وقدم شكره وتقديره لكل من شارك في انطلاق المشاورات.
كعادتها، ردت مليشيات الحوثي على انطلاق مشاورات الرياض وتعليق التحالف العربي لعملياته باليمن، بتصعيد هجماتها البرية بهدف نسف فرص السلام.
وأعلنت مليشيات الحوثي مساء الأربعاء رسميا انتهاء هدنتها الوهمية التي أعلنت سريانها الأحد الماضي واستمرت لـ3 أيام، وبثت بيانا جديدا لإعلان الحرب في موقف يعكس مراوغتها الفاضحة ضد الهدنة الرمضانية للمبعوث الأممي لليمن والمشاورات اليمنية في الرياض.
ورفعت مليشيات الحوثي سقف مطالبها المعتادة التي ترنو لفتح المنافذ البرية والجوية أمام شحنات السلاح المهربة وأنه "لا سلام دون تنفيذ اشتراطها".
ولم تتعاط المليشيات بإيجابية مع إعلان تحالف دعم الشرعية لوقف العمليات العسكرية وذهبت لتفجير معارك طاحنة على الأرض على جبهتين في محافظتي حجة ومأرب.
ADVERTISING
VDO.AI
وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي أطلق نداء مناشدة لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وكافة الأطراف بإيقاف العمليات العسكرية في الداخل لتهيئة الأجواء أمام مشاورات الرياض.
وبالفعل لم تمض غير ساعات من مناشدة مجلس التعاون الخليجي لإفساح المجال لإنجاح مشاورات في الرياض، حتى أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تعليق عملياته في البلاد.
استجابة تعكس موقف التحالف العربي ومدى حرصه على دعم المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض، لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب، رغم تصعيد مليشيات الحوثي وتعنتها الدائم ورفضها للحل السياسي.
أحدث هجوم في حجة
إعلان مليشيات الحوثي بانتهاء هدنتها الوهمية المزعومة لم يكن إلا محاولة لتبرير تصعيدها الميداني في الداخل اليمني في مسعى لابتلاع كامل المحافظات خاصة شرقي وغربي البلاد.
وبحسب مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي فجرت مساء الأربعاء معارك طاحنة عقب هجوم ليلي على مواقع عسكرية مختلفة للجيش اليمني في محافظة حجة المطلة على البحر الأحمر.
وطبقا للمصدر فإن هجوم مليشيات الحوثي استهدف مواقع تمركز الجيش اليمني في بلدة "بني حسن" في مديرية عبس الساحلية غربي المحافظة.
وأشار المصدر إلى أن الجيش اليمني نجح في كسر هجوم مليشيات الحوثي وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، موضحا أن الانقلابيين ما زالوا يدفعون بتعزيزات عسكرية ومن المتوقع أن تشتد المعارك الساعات المقبلة.
وجاء الهجوم البري الحوثي تزامنا مع إعلانها انتهاء الهدنة المزعومة في موقف يعكس موقف المليشيات الحوثية من دعوات الحوار وإحلال السلام ونسفها لكل المبادرات الدولية والإقليمية لإيقاف كارثة حربها المدمرة.
حشد لاجتياح مأرب
على جبهة أخرى، استبقت مليشيات الحوثي إعلان تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية ودفعت بتعزيزات كبيرة من المسلحين والآليات القتالية إلى الخطوط الأمامية في جبهات محافظة مأرب.
وتسعى مليشيات الحوثي لاستغلال غياب الغطاء الجوي للتحالف العربي بقيادة السعودية والذي لعب طيلة أكثر من عامين في تحصين مأرب في شن هجوم بري في مسعى لاجتياحها المدينة التي تضم مقر وزارة الدفاع اليمنية.
والأربعاء، أعلن الجيش اليمني كسر هجوم بري لمليشيات الحوثي استهدف الجبهات الجنوبية من المحافظة المصنفة بأهم معقل للحكومة المعترف بها دوليا.
وأوضح البيان أن مليشيات الحوثي نفذت عملية هجومية واسعة في وقت مبكر الأربعاء، بالتزامن مع سريان قرار التحالف العربي القاضي بوقف العمليات العسكرية.
وأكد التصدي للهجوم الحوثي الكبير بفعل مشاركة المدفعية الثقيلة للجيش، وإجبار مليشيات الحوثي على التراجع بعيد سقوط في صفوفها قتلى وجرحى فضلا عن وقوع عدد من الأسرى في قبضة الجيش اليمني ورجال قبائل مأرب.
وكان مصدر عسكري تحدث لـ"العين الإخبارية"، أن قيادة الجيش اليمني وسلطات مأرب لديها المعلومات الكافية أن مليشيات الحوثي ستكثف هجماتها بشكل غير مسبوق على المدينة الاستراتجية والحيوية.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إن شروط السلام في اليمن ليست معقدة وإنما تتطلب امتثال الحوثيين للقرارات الدولية والإرادة الشعبية، وهو ما يتطلب مزيدا من الضغوط الدولية المؤثرة خاصة على داعمي هذه المليشيات في إيران.
وطالب عبدالملك لدى لقائه المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن كاثي ويستلي، وشنطن بإعادة تصنيف مليشيات الحوثي في قائمة الإرهاب الأمريكية.
ونبه إلى أهمية الانتقال إلى آليات ضغط دولية أكثر فاعلية، ومواجهة التدخل الإيراني في اليمن ومشروعها المهدد لأمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية والاقتصاد العالمي.
ويقول خبراء يمنيون لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تعتقد قدرتها انتزاع ما عجزت عن تحقيقه في الحرب بأخذه عبر المناورات والتصلب ضد مبادرات السلام واستثمار مواقف التحالف من السلام في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض.
وانطلقت، الأربعاء، مشاورات السلام اليمنية في مقر مجلس التعاون الخليجي وبرعايته في العاصمة السعودية الرياض.
وحضر المشاورات جميع الأطراف اليمنية، باستثناء مليشيات الحوثي التي ترفض مسار السلام، رغم الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف نزيف الحرب التي دخلت عامها الثامن.