حملة جباية جديدة.. ميليشيا الحوثي ترفع قيمة زكاة الفطر
الأحد 03/أبريل/2022 - 03:23 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تواصل ميليشيا الحوثي ابتكار الطرق الجديدة كل فترة لزيادة مواردها، فمع دخول شهر رمضان، وفي ظل ظروف قاسية يعانيها السكان في مناطق سيطرتها، منذ انقلابها على السلطة الشرعية اليمنية وإشعالها للحرب، أقرت ميليشيا الانقلابية رفع زكاة الفطر.
وأصدرت الهيئة العامة للزكاة الحوثية المستحدثة، تعميماً إلى عموم مكاتب الهيئة بأمانة العاصمة والمحافظات، برفع سعر زكاة الفطر لعام 1443هـ للنفس بمبلغ 700 ريال، يأتي ذلك ضمن سلسلة قرارات للميليشيات الحوثية هدفها الجباية ونهب الأموال والإيرادات العامة ومصادرة مرتبات الموظفين منذ 7 سنوات، في ظل تفاقم الحالة المعيشية والمعاناة الإنسانية للمواطنين في مناطق سيطرتها.
وبحسب عدد السكان في مناطق سيطرتها والبالغ 70% من إجمالي سكان اليمن، فإن الميليشيا تسعى لتحقيق 14 مليار ريال من مورد زكاة النفس فقط، بواقع 700 ريال لعدد 20 مليون شخص.
وشددت هيئة الزكاة الحوثية في تعميمها على تحقيق زيادة في موارد الزكاة، ووجهت المكاتب التنفيذية وشركات القطاع الخاص والمختلط في أمانة العاصمة وجميع المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بخصم زكاة الفطر على الموظفين ومن يعولون.
وأكدت الميليشيا على الشركات الخاصة خصم زكاة النفس من راتب الشهر الذي يتم صرفه خلال أو نهاية شهر رمضان، ما يعني أن 60% على الأقل من نصف الراتب الذي يسلم كل ستة أشهر للموظف، سيتم استقطاعه ضمن زكاة النفس، وربما يصل الأمر إلى استقطاع الراتب بنسبة 100%؛ في حال كان لدى الموظف عائلة من 10 أفراد أو يزيد.
وهو ما اعتبره مراقبون تهكما واضحا وسخرية بحق الموظف الذي يعمل طوال العام مقابل 5% بالكثير من راتبه السنوي، معتبرين أنها فضيحة جديدة من فضائح ميليشيا الحوثي.
ناهيك عن أنها مدخل لتنظيم حملات مكثفة على أصحاب المحال والتجار والمواطنين مع حلول شهر رمضان، إضافة لعمل إحصائية جديدة بعدد المواليد، واستغلال ذلك في دعم توجهات الجماعة ومشاريعها المذهبية والطائفية التي تكرسها على كافة الأصعدة.
وكانت هيئة الزكاة الحوثية استحدثت مؤخرَا مشاريع عدة لا علاقة لها بمعاناة الفقراء والمساكين (المستحقون للزكاة) الذين باتت تعج بهم جميع المدن والمناطق تحت السيطرة الحوثية.
حيث أشارت مصادر مطلعة إلى لجوء الميليشيات إلى استغلال أزمة الوقود، وتحويلها إلى ذريعة ومبرر لنهب المليارات من أموال الزكاة، تحت مسمى توفير حافلات نقل المواطنين بالمجان في بعض شوارع صنعاء.
ووصف موظفون في الهيئة الحوثية المشروع بأنه "لا يتناسب إطلاقاً مع حجم المبالغ التي رصدت لتوفير 55 حافلة للنقل المجاني"، ووصفوه بأنه مجرد وسيلة لقادة الميليشيات، ليتمكنوا من اختلاس الملايين كعادتهم، وتسخيرها خدمة لأغراضهم الشخصية، على حساب معاناة وآلام آلاف المحتاجين.
ولم تكتفي ميليشيا الحوثي بهذا فقط بل واصلت استغلال أموال الزكاة وتسخيرها لصالح إقامة أعراس جماعية ومشاريع أخرى تخص أتباعهم من الجرحى وأسر القتلى، وفي سبيل تدشين وإقامة مختلف الفعاليات الطائفية والتعبوية.
وفي السياق كشفت مصادر مطلعة عن إنفاق الحوثيين مؤخرا نحو 50 مليون ريال من أموال الزكاة على 26 فعالية بمناسبة الذكرى السنوية لمقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي، إلى جانب الإنفاق على عشرات الأمسيات الفكرية والتعبوية على مستوى صنعاء وريفها وبقية المدن والمحافظات تحت سيطرتها، بهدف تحشيد مزيد من المقاتلين إلى الجبهات.
وتأتي هذه الخطوات امتداداً لعمليات النهب المنظمة التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء من قِبل الميليشيا الحوثية لممتلكات المواطنين وتضييق الخناق على السكان وحرمانهم من المرتبات والخدمات الأساسية ومصادرة المشتقات النفطية إلى مخازن السوق السوداء، وبيعها بأسعار خيالية.