تحركات الجهاد وتحفظ حماس.. مخاوف من اندلاع حرب جديدة في غزة
الثلاثاء 05/أبريل/2022 - 10:32 م
طباعة
علي رجب
حالة من التقرب والانتظار بين أبناء قطاع غزة، مع تلويح حركة الجهاد الاسلامي وحماس بالرد على اسرائيل، وهو ما يزيد من لأزمات وتعقيد المشهد الانساني داخل القطاع، فيما الفصائل لا ترى الا مشروعها ومصالحها الخاصة.
وحذرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي من أن الإجراءات الإسرائيلية في منطقة باب العامود شرق القدس "تصعيد خطير".
واعتبرت حركة حماس أن ما يجري دليل صارخ على إصرار إسرائيل على تنفيذ "مخططاتها الخبيثة بحق القدس والمسجد الأقصى في استفزاز لمشاعر الشعب الفلسطيني في هذا الشهر المعظم".
من جهته قال أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن معركة مخيم جنين الكبرى قبل عشرين عاماً ستبقى شاهداً على بطولات الشعب الفلسطيني ومقاتليه.
وقال النخالة في كلمة له في وداع شهداء جنين وذكرى معركة جنين الكبرى " انحني بكل ما أملك من قوة أمام إخواني وأحبائي الشهداء الذين ارتقوا فجر أمس في جنين، وكل الشهداء"، مضيفا : " في ظلال معركة جنين غادرنا الشهداء، فكانت هي ذات المعركة وكانت جنين بعنفوانها ورجالها"
وأوضح أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن "الهمة المباركة التي تسكن كل الضفة الغربية الباسلة من شمالها إلى جنوبها يبدع فيها المجاهدين ويسجلون أروع نماذج التضحية والبطولة"، مضيفا أن الشعب الفلسطيني اختار مسيرة الجهاد طريقاً للحرية وطريقاً إلى القدس وكل فلسطين، وتجسد ذلك في النقب والخضيرة إلى تل أبيب وعرابة وكمين المواجهة الدامي الذي أصيب فيه العديد من جنود الاحتلال أمس.
وشدد على أن "المجاهدين يرسمون ملامح مستقبل الشعب الفلسطيني بعيداً عن السلام المدنس ومؤتمرات التطبيع المهينة، فلا نامت أعين الجبناء".
كذلك قال القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش خلال مسير عسكري لسرايا القدس الجناح العسكري للحركة وسط قطاع غزة إن "اقتحام القدس وضواحيها واستفزاز أهلها يعني أن فصائل المقاومة المسلحة حاضرة بكل وحداتها".
يأتي ذلك أن حركة حماس منعت حركة الجهاد الإسلامي من إطلاق صواريخ على إسرائيل، بعد اغتيال الأخيرة لثلاثة عناصر من حركة الجهاد الإسلامي في جنين.
وبحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية ”مكان“ عن مصادر فلسطينية لم تسمها، فإن ”حماس منعت الجهاد الإسلامي من إطلاق صواريخ على إسرائيل رداً على تصفية عناصرها الثلاثة قرب جنين نهاية الأسبوع الماضي“.
وأضافت ”كان“ أن ”حماس نقلت رسالة إلى قيادة الجهاد الإسلامي مفادها أنها غير معنية بخوض معركة جديدة مع إسرائيل في المرحلة الراهنة“.
وتأتي الاتهامات من قبل الاحتلال لـ"الجهاد"، بعد ساعات من تنظيم "سرايا القدس" - الجناح العسكري للحركة - عروضاً عسكرية في القطاع، في الذكرى العشرين لمعركة جنين البطولية، وانتصاراً لشهداء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلّة.
في هذه الأثناء، عزّزت قوات الاحتلال حضورها قرب حدود قطاع غزة، كما نشرت عدّة منظومات من القبّة الحديدية في المناطق القريبة، فيما هدّد وزير الحرب، بيني غانتس، بالقول: "في حال حصل أيّ تصعيد، على سكان غزة، بمن فيهم حماس والجهاد الإسلامي، اختيار شكل ونوع رمضان الذي يريدون".
الأوضاع داخل غزة تشير الى أن الالتهاب واندلاع مواجهة جديدة، في ظل مساعي مصريىة لتهدئة الأوضاع التي يقودها الوسيط المصري بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة واسرائيل .
و اعتبر موقع ”نيوز 1“ الإخباري العبري، أن حركة الجهاد الإسلامي قد تدفع باتجاه جولة جديدة من القتال في قطاع غزة، بعد تلقيها ”ضربة قوية“ في الأيام الأخيرة.
وأشار موقع ”نيوز 1“ إلى أنه ”لا يزال لدى جهاز الأمن العام (الشاباك) العديد من التحذيرات حول نية الجهاد الإسلامي تنفيذ هجمات داخل إسرائيل وكذلك في الضفة الغربية ضد جنود الجيش الإسرائيلي وضد المستوطنين“.
وأضاف: ”كما يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال أن تستأنف المنظمات الفلسطينية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه إسرائيل، وأن تحاول حركة الجهاد الإسلامي خلط الأوراق بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة ودفع حماس إلى جولة أخرى من القتال ضدها، ولذلك قامت إسرائيل بنشر المنظومة الصاروخية (القبة الحديدية) في جنوب إسرائيل“.
وبحسب التحليل، ”تمارس مصر ضغوطا شديدة على حماس والجهاد الإسلامي لعدم التصعيد في شهر رمضان“.
ويقول المحلل السياسي، رئيس مركز دراسات القدس والمجتمع، يوني بن مناحم: ”حماس لا تستبعد احتمال انجرارها إلى جولة جديدة من القتال ضد إسرائيل، لأنها ترى نفسها كحركة تقود المقاومة ضد إسرائيل“.
وأضاف بن مناحم: ”ومع ذلك، إذا كان هناك تصعيد كبير في العمليات في الضفة الغربية، وتصعيد في القدس الشرقية والحرم القدسي خلال شهر رمضان، تقدر الأجهزة الأمنية أن حماس لن تكون قادرة على الوقوف لفترة طويلة ومراقبة الأحداث عن بعد. وإنما تريد أن يُنظر إلى أي إطلاق عملية جديدة من قطاع غزة ضد إسرائيل على أنها مبادرة خاصة بها، وأنه لم يتم جرها وراء الجهاد الإسلامي“.
فيما يرى عضو المجلس الوطني الفلسطيني عمران الخطيب، أن حماس معنية في الحفاظ على الوضع القائم والتهدئة من أجل حرية الحركة عبر معبر رفح والسماح لقيادات حماس من حرية السفر والتنقل، إضافة إلى أن حماس تريد الإبقاء على قبضتها الأمنية المسيطرة على قطاع غزة ومقابل ذلك تقدم كل إمكانياتها لمنع التدهور الأمني مع الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن حركة حماس تعتبر نفسها كيان مستقل ولا يشكل وجودها خطراً على الأمن الإسرائيلي على غرار حركة الجهاد الإسلامي، حيث تحولت حماس بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي والصف الأول من القيادات المؤسسة وخاصة الجناح العسكري، من مشروع مقاومة الإحتلال الإسرائيلي إلى كيان يمتلك السيطرة على قطاع غزة بدون منازع.