على الرغم من سريان الهدنة التي أعلنها التحالف العربي استجابة للمساعي الإقليمية والدولية لإحلال السلام في اليمن، واصلت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا خروقاتها، حيث رصدت قوات الجيش الوطني ارتكاب الحوثي 80 خرقاً للهدنة المعلنة خلال 24 ساعة الماضية في كافة جبهات القتال بمحافظات مارب والجوف وصعدة وحجة والحديدة وتعز.

وتوزّعت الخروقات حسب ما ذكر المركز الاعلامي للقوات المسلحة بين 28 خرقاً في جبهات القتال بمحور تعز، و20 خرقاً في جبهات القتال غرب حجة، و12 خرقاً في جبهات القتال المحيطة بمارب، و8 خروقات في محوري البرح وحيس بالحديدة، و9 خروقات في جبهات القتال شرق حزم الجوف، و3 خروقات في جبهة كتاف البقع.

وتنوّعت بين محاولة تسلل مجاميع حوثية إلى أحد المواقع العسكرية غرب مارب. واستمرار الميليشيا في استهداف مواقع قوات الجيش في كافة الجبهات بالمدفعية والعيارات المختلفة.

واستمرت ميليشيا الحوثي في الدفع بتعزيزات بشرية وعتاد إلى مختلف الجبهات منها استقدام أسلحة ثقيلة منها دبابات وعربات مدرعة إلى جبهات القتال جنوب وغرب مارب وإلى الجبهات المحيطة بمدينة تعز.

من ناحية أخرى أفادت مصادر عسكرية يمنية أن عدة جبهات في محافظة مأرب، شهدت في الساعات الأولى من فجر الجمعة، معارك هي الأعنف، بين قوات الجيش مسنودة بالقبائل من جهة، وميليشيا الحوثي الانقلابية.

وقالت المصادر "إن مليشيا الحوثي الإيرانية تشن هجوماً واسعاً في هذه اللحظات على مواقع الجيش والقبائل في الجبهات الجنوبية للمحافظة".

واشارت المصادر أن هجمات المليشيات تركزت على مواقع الجيش في الفلج والبلق الشرقي والعكدة الشرقية والمواقع المجاورة لها جنوب مأرب.

واوضحت المصادر أن قوات الجيش والقبائل تصدت ببسالة عالية لهجمات الميليشيا ولا لا تزال مستمرة حتى اللحظة.

يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه مصادر يمنية في العاصمة صنعاء أن قيادات بارزة في ميليشيا الحوثي بدأت بإيصال رسائل  إلى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن التنصل من اتفاق الهدنة الذي أبرمته مع الشرعية اليمنية التي كان يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي وليس المجلس الرئاسي الجديد.

وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية بدأت منذ صباح الخميس تحركات مكثفة في إرسال تعزيزات كبيرة صوب مدينة مأرب تمهيدًا لتصعيد عسكري كبير ناهيك عن تحضيرات لشن هجمات على أراضي المملكة العربية السعودية، ردًا على خطوة أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، قرارًا بتشكيل مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، في خطوة وصفتها بالمفاجئة لها وغير المتوقعة.

وأوضحت المصادر أن وفد الحوثيين المتواجد في سلطنة عمان أعلن عن رفضه تشكيل المجلس الرئاسي، وقال أنه خطوة غير شرعية على حد وصفهم ، وأكدوا أنهم لن يدخلوا حوار مع هذا المجلس برعاية الامم المتحدة في حال استمرت الهدنة.

ومن جانبه قال عضو المكتب السياسي للميليشيات الحوثية، محمد البخيتي في تصريح له على شاشة قناة الجزيرة "إن خطوة إنشاء مجلس قيادة رئاسي فاجأت الجميع وأنها خطوة غير شرعية وغير مبررة".

واصفًا المجلس بأنه "لا يعبر عن رؤية اليمنيين" وأنه "امتداد للاحتلال ولا يمثل أي شرعية" بحسب تعبيره.

وشن القيادي الحوثي هجوماً على رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، وزعم أنه اختياره رئيسًا للمجلس الجديد "لأنه رجل أمريكا" بحسب تعبيره، مضيفًا أن "العليمي هو الوحيد الذي لم يبد حرجاً في تمرير مادة تشرعن التواجد الأمريكي في اليمن".

وحول ما إذا كانت الميليشيات الحوثية سوف تجلس على طاولة حوار مع المجلس الرئاسي أعلن البخيتي رفض الحوار مع المجلس ومطالبًا  بالحوار المباشر بين ميليشياته و"الدول الأربع".

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أصدر قرارًا فجر الخميس 7 أبريل، بتشكيل مجلس قيادة رئاسي ينقل له كافة صلاحياته وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما أصدر قرارًا بإعفاء نائبه علي محسن الأحمر من منصبه.