عبد الحكيم بلحاج.. لماذا يبقى أمير الجماعة الليبية المقاتلة في الظل؟
اختفاء بشكل كامل
عن الفاعليات السياسية والتطورات في ليبيا، وتصريحات متقطعة على فترات ينشرها عبر صفحته
"فيسبوك" أو عبر بيانات تعبر عن حزب الوطن الليبي، تبقي عبدالحكيم بلحاج زعيم الدماعة الليبية المقاتلة ، ومؤسس حزب الوطن في
الواجه ولكن لماذا يبقي أبرز زعماء الجماعة الليبية المقاتلة ومهندس المليشيات في طرابلس
مقتصراعلى "البيانات" والتصريحات دون حضور فعال في طرابلس مع احتدام الصراع
السياسي بين رئيس الوزراء الليبي الجديد، فتحي باشاغا، ورئيس الحكومة منتهية الولاية
عبد الحميد الدبيبة؟
وعلق أعضاء الجيش
الليبي في اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" عملهم، احتجاجا على الممارسات
التي ارتكبتها عبد الحميد الدبيبة، حيث تسببت في عرقلة عمل اللجنة "بما يهدد الأمن
القومي لليبيا"، محذرين من أن ما آلت إليه البلاد من انقسام سياسي سيؤدي إلى
"انهيار اقتصادي واجتماعي وأمني".
وشهدت طرابلس مواجهات
عنيفة، بين ميليشيات "النواصي" وميليشيات تابعة إلى "عبد الغني الككلي"
الشهير بـ"غنيوة" وهي مجموعات داعمة لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد
الدبيبة، قرب مبنى إدارة "الجوازات" الواقع في شارع الصريم بقلب العاصمة
الليبية طرابلس، مما ينذر بعودة الصراع في العاصمة طرابلس، وسط غياب بلحاج عن التعليق
على الاشتباكات أو الأزمة بين "باشاغا" و"الديبية".
يري مراقبون أن
"بلحاج" يمثل احد أدوات قوى خارجية هي من تحدد له متى يظهر ومتى يختفي وهو
يحافظ على موقع في صناعة القرارت داخل طرابلس، دون الزج بثقله لحسم الصراع المحتدم
بين "باشاغا" و"الدبيبة". علق أعضاء الجيش الليبي في اللجنة العسكرية
المشتركة "5+5" عملهم، احتجاجا على الممارسات التي ارتكبتها الحكومة منتهية
الولاية، ورئيسها عبد الحميد الدبيبة، حيث تسببت في عرقلة عمل اللجنة "بما يهدد
الأمن القومي لليبيا"، محذرين من أن ما آلت إليه البلاد من انقسام سياسي سيؤدي
إلى "انهيار اقتصادي واجتماعي وأمني".
بينما اندلعت الاشتباكات
في طرابلس، خرج "بلحاج" عبر صفحته على "الفيسبوك" الاثنين 4 أبريل،
ليهنئ نادي الاتحاد الليبي بتأهل النادي للدور الربع النهائي من كأس الكونفدرالية الأفريقية.
وفي الأول من مارس
نعى "بلحاج" عبر"الفيسبوك" والده الحاج الخويلدي بلحاج المصري.
كما خرج نشر على
صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تصريحات في ذكرى ثورة 17 فبراير يؤكد فيها على أنه
" ولا مكان للدكتاتورية من جديد في ليبيا".
ظهور باهت لعبد الحكيم
بلحاج يثير التساؤلات حول الغياب الظاهر لأمير الجماعة الليبية المقاتلة، بالرغم انه
يعد واحدا من الممسكين بخيوط الصراع في طرابلس.
ويقول المحلل السياسي
الليبي عز الدين عقيل " المشهد في غرب البلاد تشظى بشكل كبير، وباتت أطراف عده
فاعله فيه، وخاصة أمراء الحرب الذين تحولوا الى بارونات للجريمه المنظمة، ولكن تجري
وخاصه لجهة صنع أهمية هذا والحط من قدر ذاك أو الغاءه أو تجميده الى حين او تبديل دوره ،هما السفير الأميركي والسفيرة
البريطانية".
وأضاف "عقيل"
أن السفير الأميركي والسفيرة البريطانية عبر
تدخلهما الشخصي المباشر بتعيين وتنصيب
الأفراد ومن خلال مهام خلايا المخابرات
والعملاء السريين التابعين لهما بليبي، وعبد
الحكيم بلحاج جزء من هذه الشخصيات التي تعد أداة تستخدم وقت اللزوم.
وتابع المحلل السياسي
الليبي قائلا "وزيادة أهمية أمراء الحرب وتراجعها وبينهم بالحاج طبعا، إنما يحددها
هذين السفيرين وادواتهما في ليبيا".، مضيفا "فلا أهمية في ليبيا تعلوا على
أهمية هذين الطرفين الذين يتمتعان بأهمية بريمر على أيام الاحتلال الأميركي للعراق".
عز الدين عقيل أوضح
أنه ما عدا أهمية هذين السفيرين(الأميركي والبريطاني) تبقى أهمية أو اختفاء هذا أو ذاك مجرد تفاصيل سخيفه
لا معنى لها، لأنها تفاصيل قابله للتغير بأى
لحظة و بمجرد تحريك هذين السفيرين أو احدهما لخيط من الخيوط المتبثة بالأطراف المحلية
التي تبدو فعالة وذات أهمية بينما في الحقيقة غير ذلك.
ووصفت رسائل البريد
الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، قبل إجراء الانتخابات
البرلمانية الليبية 2012، بلحاج بـ"ولدنا".
وفي مايو الماضي
، أصدرت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي اعتذارًا غير مسبوق في البرلمان
البريطاني بشأن تورط المخابرات البريطانية في اعتقال بلحاج وتسليمه إلى ليبيا في عام
2004، ودفعت لندن له ولزوجته أكثر من 600 ألف دولار كتعويض.
وقال السيد بلحاج
في بيان صادر عن محاميه: "أرحب وأقبل اعتذار رئيس الوزراء ، وأقدم لها وللنائب
العام شكري وصادق النوايا".
وتشير مصادر ليبية
إلى أن "بلحاج" يتنقل بين الدوحة وأنقرة ولندن، لمتابعة مشاريعه الاقتصادية
واستثماراته الخارجية، بالإضافة إلى أنه يدير
الأوضاع فيما يتعلق بالميليشيات من الخارج.
وذكرت مصادر أن مؤسس
حزب الوطن واحد الشخصيات المحورية في طرابلس، مع
تراجع شعبية الميليشيات في غرب ليبيا، انشغل بشكل كبير في استثماراته، وتفرع للأعمال التجارية .
وأوضحت المصادر أن
بلحاج يعلب دوار في نقل المرتزقة السوريين الى طرابلس عبر شركة الطيران الخاصة بها،
أن بلحاج يمثل تهديدًا الآن وسيكون كذلك في المستقبل أيضًا.