"بأمر من الدبيبة".. ميليشيات مسلحة تتحرك لمنع دخول باشاآغا طرابلس
السبت 16/أبريل/2022 - 03:08 م
طباعة
أميرة الشريف
يبدو أن الوضع في ليبيا لن يشهد أي استقرار في ظل توالي الصدمات والخلافات وظهور الميليشيات المسلحة مجددا، فقد أفادت تقارير إعلامية بحشد الميليشيات المسلحة لأعداد ضخمة للتوجه إلي العاصمة طرابلس، حيث تأتي القوافل الميليشاوية من عدة مدن في الغرب الليبي لمنع رئيس الحكومة الجديدة المكلف من البرلمان فتحي باشا آغا ، من دخول طرابلس.
يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد باشا آغا دخول طرابلس لبدء مهامه الرسمية، وتعنت رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في تسليم السلطة.
وكشفت تقارير إعلامية عن تحشيد للميليشيات مفاجئ في منطقة وادي الربيع، وإغلاق الطريق الرابط بين تاجوراء وقصر بن غشير، شرق العاصمة طرابلس، كذلك احتشدت أعداد من السيارات المسلحة التابعة لقوة الاحتياط بمكافحة الإرهاب مدينة مصراتة والزنتان والزاوية حاملة على متنها أسلحة متوسطة وثقيلة ومقاتلين، تتجه نحو طرابلس.
ووصلت تلك المجموعات المسلحة التي أفيد بأنها تابعة لحكومة الدبيبة، العاصمة لاحقا، تحت شعار "يوم الحسم اقترب".
أتت تلك التحركات الميدانية، بعد يوم من لقاء عقده باشاغا، مع عدد من أبرز قادة المليشيات بمصراتة، في مقر إقامته بتونس العاصمة.
فيما تتصاعد المخاوف داخل ليبيا وخارجها، من أن يتم إدخال باشاآغا إلى العاصمة بالقوة من أجل استلام السلطة من رئيس الحكومة الحالي، الذي يرفض التخلي عنها، قبل إجراء انتخابات في البلاد، ما قد يفجّر القتال بين الميليشيات الداعمة له والأخرى الموالية لباشاغا.
وكان نائبي باشاغا تسلما مقرات الحكومة شرقي وجنوبي ليبيا، إلا أن الوساطات الدولية لا تزال جارية بين الطرفين بشأن انتقال سلمي للسلطة في طرابلس.
ويري محللون بأن باشاغا يتحرك من أجل توحيد المؤسسات الليبية وتحقيق التوافق السياسي الليبي شرقا وغربا وجنوبا، بينما يعتمد الدبيبة على تعميق واستمرار الإنقسام ، موضحين أن استمرار باشاغا في الإتصالات بكافة الفئات السياسية والإجتماعية والعسكرية غايته دخول حكومته إلى طرابلس بشكل سلمي ومنظم والبدء في العمل من خلال قوة القانون الذي يلزم كافة المؤسسات السيادية والخدمية و الإدارات الحكومية التعامل مع الحكومة التي نالت ثقة البرلمان و تزكية مجلس الدولة.
ويبدو مستقبل ليبيا اليوم غير واضح، حيث يطالب اثنان من رؤساء الوزراء بالسلطة، في حين تمارس الميليشيات المسلّحة المتنافسة والمتنافرة السلطة الفعلية على الأرض، بينما يدفع المجتمع الدولي نحو إعادة الزخم للانتخابات.
وفي وقت سابق، أعلن باشاغا، عن قرب دخول حكومته إلى العاصمة طرابلس لاستلام مقراتها ومباشرة مهامها، دون أن يكشف كيفية دخولها، خاصة في ظل تمسك رئيس الوزراء الحالي عبدالحميد الدبيبة بمنصبه ورفضه تسليم السلطة.
ولم يكشف باشاغا كيفية دخول حكومته إلى العاصمة، إما بطريقة سلمية أو باستخدام القوة، رغم أن الاحتمال الأخير، قد يفجرّ صراعا مسلّحا بين ميليشيات مسلّحة داعمة له وميليشيات أخرى موالية لمنافسه عبد الحميد الدبيبة، وقد كانت هذه الميليشيات مستعدة بالفعل للمواجهة قبل أسبوعين، قبل تدخل قوى محلية ودولية لإيقافها.
ودافع باشاغا عن شرعية حكومته، التي جاءت بالتوافق والتشارك مع الشرق الليبي عبر رئيس البرلمان عقيلة صالح، وتحدث عن علاقات إيجابية مع الدول الأجنبية، على غرار تركيا ومصر والإمارات وكذلك مع الولايات المتحدة، التي أكد أنها "ستتعزز أكثر"، دون أن يكون للموقف الروسي تأثير في هذا الملف.
وشدّد باشاغا على أن مصر لم تتدخل مطلقا في اختيار الحكومة، مشيرا إلى أن ما يحرك القاهرة هو أمنها القومي، الذي يعد الاستقرار في ليبيا جزءا أساسيا في ذلك.
وتسود ليبيا حالة من التوتر في ظل حشد الدبيبة فصائل مسلحة موالية له بعد أن قرر البرلمان في شرق طبرق عزله وتكليف وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة، وسط مخاوف من عودة الصراع المسلح بين المتخاصمين، لاسيما أن العديد من الميليشيات المسلحة لا تزال ناشطة في البلاد، خاصة في طرابلس.