نقل اسلحة ومقاتلين.. لماذا تغير الميليشيات الإيرانية مواقعها العسكرية في سوريا؟
الإثنين 18/أبريل/2022 - 09:58 م
طباعة
علي رجب
أرسلت قوات النظام والميليشيات الإيرانية بمدينة الميادين، تعزيزات عسكرية إلى النقاط والمواقع العسكرية في بادية دير الزور.
في استمرار لعملية اعادة التموضع العسكري للميليشيات الايرانية في سوريا، ارسلت الميليشيات قوات عسكرية الي بادية دير الزور، في طل توسع النفوذ الإيراني في المناطق التي يسيطر عليها.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان ان هذه التعزيزات العسكرية تتألف التعزيزات من عربات عسكرية وأسلحة وذخائر، بالإضافة إلى العناصر.
ويسعى الحرس الثوري إلى تعزيز نواجه العسكري في منطقة بادية دير الزور والبوكمال على الحدود السورية العراقية لتامين محميته الايرانية في هذه المنطقة والتي تشكل نقطة استراتيجية مهمة في طريق "طهران- بغداد- دمشق- بيروت"، وهو ما يمكنها من استمرار سياستها التوسعية في المنطقة وأيضا تامين مصالحها الاستراتيجية في سوريا ولبنان والعراق.
وخلال الاسابيع الماضية عملت الميليشيات الايرانية في سوريا على نقل أسلحة ومسلحين تاعين لها في أكثر من نقكة داخل سوريا خاصة في مناطق شرق ووسط سوريا من أجل تامين مصالحها وأيضا لتفادي الاستهداف الاسرائيلي لهذه الميليشيات.
وفي غطارة اعادة التموضع العسكري استولت ميليشيا تابعة الحرس الثوري الإيراني ا على مزرعة بمنطقة مساكن جمعيات المهندسين الزراعيين التابعة لحي الرصافة بمدينة ديرالزور، تعود ملكيتها لمهندس صدر بحقه قرارًا من محكمة النظام بمصادرة أملاكه.
أيضا نقلت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني، شاحنتين محملة بصواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع وبذخائر وأسلحة أخرى، إلى بادية حمص الشرقية حيث تقوم ميليشيا فاطميون بتحركاتها مكثفة هناك في الآونة الأخيرة، وفقا لمرصد السوري.
كما عمدت ميلشيا “فاطميون” إلى نقل أسلحة وذخائر إلى مواقعها ونقاط انتشارها في ريف محافظة الرقة، حيث تمت عملية النقل من مستودعات واقعة بمنطقة الشبلي الآثرية بريف دير الزور الشرقي، ضمت صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى بالإضافة لسلاح متوسط وخفيف وذخائر تم نقلها على متن شاحنة إلى بادية معدان، وتعد هذه ثاني عملية نقل تجري خلال العام الجديد 2022، إذ كانت الأولى في الشهر الأول من العام ونقلت الميليشيا ذاتها أسلحة إلى الرقة عبر شاحنة “خضار وفاكهة” للتمويه.
كذلك عمدت ميليشيات إيران المتواجدة في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بريف دير الزور الشرقي، إلى إغلاق مدرستي “الزهراء والمثقفين” في المدينة، بالإضافة إلى اعتقال 6 مدرسين بتهمة التواصل مع أقاربهم المتواجدين ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وإعطائهم معلومات عن أماكن انتشار القوات الإيرانية في مدينة البوكمال.
يرى مراقبون أن هناك تحركات عسكرية مستمرة لميليشيات الايرانية بهدف تامين مصالح طهران في شرق ووسط سوريا، وحماية هذه الميليشيات والاسلحة من الاستهداف الاسرائيلي، والذي يواصل ضرباته ضد ميليشيات ايران في سوريا ويكبدها خسائر فادحة دون وجود أي رد عسكري من قبل هذه المليشيات تجاه اسرائيل.
وفي 15 أبريل الجاري استهدفت صواريخ إسرائيلية، مواقع عسكرية، في محيط بلدة رخلة، وقرب المداجن ما بين بلدتي أمبيا وكفرقوق في محيط قطنا بريف دمشق الجنوبي الغربي، حيث يتواجد موقع عسكري للميليشيات الموالية لإيران، وجيش التحرير الفلسطيني، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في المنطقة التي قُصفت، فيما حاولت المضادات الأرضية التصدي للصواريخ الإسرائيلية، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.
وأحصى المرصد السوري خلال العام 2022، 8 مرات قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 13 هدفًا ما بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وتسببت تلك الضربات بمقتل 12 من العسكريين بالإضافة لإصابة 19 آخرين منهم بجراح متفاوتة، والقتلى هم: اثنان من الضباط الإيرانية من فيلق القدس، و4 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و3 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، و3 من قوات النظام بينهم ضابط برتبة ملازم.