اتخذت علاقة باكستان المضطربة مع طالبان منعطفا نحو الأسوأ يوم الجمعة عندما عبرت مروحيات باكستانية الحدود لشن هجوم قبل الفجر على عدة مواقع في إقليمي خوست وكونار الشرقيين.

زعم المسؤولون الإقليميون الأفغان أن أكثر من 40 مدنياً قتلوا في الهجوم الباكستاني، من بينهم العديد من الأطفال.

ألقى الجيش الباكستاني محاضرة على "حكومة أفغانستان" (طالبان) "لتأمين المنطقة الحدودية الباكستانية الأفغانية واتخاذ إجراءات صارمة ضد الأفراد المتورطين في الأنشطة الإرهابية في باكستان".

وبحسب مسؤولين باكستانيين، فإن الضربات جاءت ردًا على مقتل سبعة جنود باكستانيين على أيدي "إرهابيين ينطلقون من أفغانستان".

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية: "لسوء الحظ، استمرت عناصر الجماعات الإرهابية المحظورة في المنطقة الحدودية، بما في ذلك حركة طالبان الباكستانية، في مهاجمة نقاط الأمن الحدودية الباكستانية، مما أدى إلى استشهاد العديد من القوات الباكستانية" .

تشير كلمة "TTP" إلى حركة طالبان باكستان، والمعروفة أيضًا باسم  "طالبان الباكستانية" ، وهي جماعة مسلحة هدفها المعلن هو الإطاحة بالحكومة الإسلامية في باكستان واستبدالها بـ "الخلافة" الإسلامية.

ردت حركة طالبان باكستان على الضربات الجوية باتهام باكستان بارتكاب جرائم حرب والجبن.

نريد أن نقول للجيش الباكستاني أن كل حرب لها مبدأ وأن باكستان انتهكت كل مبادئ الحرب حتى الآن. قال متحدث باسم حركة طالبان باكستان يوم السبت "نتحدى الجيش الباكستاني أن يقاتلنا في ساحة المعركة بدلاً من قصف المضطهدين ومخيمات اللاجئين" .

استدعت "وزارة الخارجية" التابعة لطالبان يوم السبت السفير الباكستاني لإدانة الضربات الجوية على خوست وكونار، وسلمت خطاب اعتراض رسمي لتسليمه إلى الحكومة الباكستانية.

يجب منع جميع التعديات العسكرية بما في ذلك تلك التي حدثت في ولايتي كونار وخوست لأن مثل هذه الأعمال ستؤدي إلى تدهور العلاقات الثنائية بين باكستان وأفغانستان. وقال أمير خان متقي ، وزير خارجية حركة طالبان الإرهابية، إن تدهور العلاقات سيكون له عواقب وخيمة.

وجاء في بيان عام صادر عن طالبان: "كانت هزيمة الولايات المتحدة قبل ثمانية أشهر درسًا جيدًا للمعتدين الذين يريدون عدم احترام أراضي أفغانستان وحريتها".

ودانت البعثة الأفغانية لدى الأمم المتحدة، الأحد، الضربات الباكستانية ووصفتها بأنها تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسلامة أراضي أفغانستان.

أودت الصواريخ الباكستانية بحياة عشرات المدنيين في المقاطعات الشرقية لأفغانستان على مدى السنوات العشرين الماضية. وقال البيان الأفغاني للأمم المتحدة إن قتل المدنيين والاعتداء على وحدة الأراضي ليس له أي مبرر.