في محاولة لإفشال الهدنة وجهود عملية السلام.. الحوثي يفخخ أهم طرق التجارة العالمية
الثلاثاء 19/أبريل/2022 - 01:52 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في أحدث خرق نوعي للهدنة الأممية، وفي تصعيد خطير كثفت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، من نشاطها التخريبي في البحر.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر أن ميليشيا الإرهاب تقوم بتحركات متواصلة تمثلت بتسيير دوريات بحرية وزرع ألغام، لاستهداف وعرقلة حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، في أحدث خرق نوعي لاتفاق الهدنة الأممية التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن مطلع شهر أبريل الجاري.
المصادر أكدت أنه تم مشاهدة زوارق بحرية تابعة لميليشيا الحوثي تقوم بتسيير عشرات الدوريات في محاولة للسيطرة على الجزر اليمنية.
كما أشارت ذات المصادر إلى أن الميليشيا تستخدم قوارب الصيد في نشر الألغام البحرية في محاولة لإفشال الهدنة وجهود عملية السلام وتعريض حياة الصيادين للخطر، فضلا عن تعريض حياة الصيادين للخطر.
وعلى صعيد متصل، أكد المركز الإعلامي لقوات الجيش التابع للمجلس الرئاسي أن ميليشيا الحوثي، تواصل خروقاتها للهدنة الأممية في كافة جبهات القتال بمحافظات تعز والحديدة والضالع وحجّة وصعدة والجوف ومأرب.
وأوضح المركز الإعلامي، أن قواته رصدت 74 خرقاً للهدنة ارتكبتها المليشيات خلال 24 الساعة الماضية، منها 31 خرقاً في محور تعز، و17 في محوري البرح غرب تعز وحيس جنوب الحديدة.
وأضاف، أن الميليشيا ارتكبت 13 خرقا بجبهات محافظة مأرب و5 خروقات غرب محافظة حجة، و3 في محور الضالع، وخرقان في محور أبين، وخرقان أيضا شرق الجوف، وخرقاً واحداً في جبهة رازح غرب صعدة.
ووفقا للمركز، فإن من ضمن الخروقات "محاولات تسلل نفذتها مجاميع حوثية مسلحة باتجاه مواقع عسكرية في مديرية حرض تصدت القوات الحكومية وأحبطتها في ساعاتها الأولى.
كما أطلقت الميليشيا الحوثية صاروخاً على موقع للقوات الحكومية في جبهة البلق جنوب مأرب دون أضرار بشرية، بحسب المركز.
وأضاف، أن الميليشيات تواصل الدفع بتعزيزات إلى عدّة جبهات ومنها إلى مواقع في محور حيس بالحديدة.
وذكر المركز، أن بقيّة الخروقات تمثلت بإطلاق نار متواصل على مواقع قوات الجيش بالمدفعية والعيارات المختلفة وبالطائرات المسيّرة المفخخة في كافة الجبهات، وكذا تحليق الطيران الاستطلاعي المسيّر في كافة الجبهات المحيطة بمأرب، وفي جبهتي لودر وثرة بمحور أبين، واستمر طوال ساعات النهار.
من ناحية أخرى، وثّقت هيئة حقوقية مستقلة ارتكاب ميليشيا الحوثي 9760 انتهاكاً ضد المدنيين في إحدى قرى محافظة تعز، جنوبي غرب اليمن، والتي لا يتجاوز عدد ساكنيها 10 آلاف نسمة فقط. وطالبت الهيئة بإنقاذ قرية الشقب التي وصفتها بـ"المنكوبة"، والواقعة على خطوط التماس بين القوات الحكومية والميليشيات جنوبي شرق مدينة تعز.
وذكر تقرير صادر عن "هيئة الحقوق الإنسانية" أن ميليشيا الحوثي ارتكبت أكثر من 9760 انتهاكاً ضد المدنيين في قرية الشقب خلال الفترة من سبتمبر 2015 حتى نهاية مارس عام 2022.
وأكد أن قرية الشقب تم استهدافها بـ513 صاروخ كاتيوشا، و467 قذيفة "آر بي جي"، وقرابة 4000 قذيفة هاون، و250 قذيفة مدفعية أخرى (هاوتزر وB10وغيرها). وشهدت القرية مقتل العشرات وإصابة مئات المدنيين نتيجة للقصف وأعمال القنص والألغام، إضافة لتدمير المئات من المنازل واختطاف عدد من سكانها وتعذيبهم.
ورصد التقرير مقتل 63 مواطناً خارج إطار القانون، بينهم 12 طفلاً و10 نساء و31 رجلاً جميعهم من المدنيين. كما أصيب 427 شخصاً، بينهم 163 شخصاً تعرضوا للقنص المباشر من قبل قناصة الميليشيا الحوثية.
وأوضح أن عدد المصابين من الأطفال بلغ 78 طفلاً، بينما أصيبت 112 امرأة، و207 رجال. وتسببت هذه الإصابة بإعاقات دائمة لـ22 رجلاً و8 نساء و5 أطفال من سكان القرية.
وتناول التقرير ضحايا الألغام التي زرعتها الميليشيا الحوثية في المناطق الزراعية الخاصة بسكان المنطقة وسقط نتيجتها 23 مدنياً، بينهم نساء وأطفال.
أما عن حالات الاختطاف، فقد تحدث التقرير عن اختطاف 32 مواطناً من سكان المنطقة، بينهم تربويون وعمال ومزارعون، إضافةً إلى 6 حالات تعذيب جسدي تعرض لها مواطنون من أبناء المنطقة.
ولفت إلى تعرض 94 أسرة من سكان منطقة الشقب للتهجير من قبل الحوثيين، إضافةً إلى نزوح قرابة 600 أسرة، واحتياج ما يقارب 1000 أسرة للمعونات من الغذاء والدواء بصورة عاجلة.
وبحسب التقرير، بلغت حالات الانتهاكات للممتلكات الخاصة قرابة 3500 انتهاك في المناطق التي تمكن فريق الرصد التابع للهيئة من الوصول إليها. حيث تم تدمير 67 منزلاً بشكل كامل، وتفجير 27 منزلاً آخر بعبوات ناسفة من قبل عناصر الميليشيا، إضافةً إلى التدمير الجزئي الذي لحق بـ567 منزلاً، وتضرر 34 خزاناً للمياه، وإتلاف أكثر من 917 مزرعة تابعة للمواطنين في المنطقة.
وناشدت الهيئة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمحلية ووسائل الإعلام النزول إلى قرية الشقب وملامسة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها المواطنون هناك، حيث تنعدم المرافق الصحية، وتحتاج مئات الأسر إلى العون والمساعدة العاجلة، وإلى الفرق الطبية العاملة لإنقاذ أرواح المئات من السكان.
كما ناشدت الهيئة كل الجهات العاملة في المجال الإنساني إلى الضغط على الميليشيات الانقلابية لفك الحصار المطبق الذي تفرضه على منطقة الشقب ومساعدة النازحين من أبناء المنطقة على العودة إلى منازلهم، وممارسة أعمالهم.