غزة تواجه أزمة قمح.. وحماس تشعل حرب جديدة
فيما تصعد حركة حماس، يعيش أبناء قطاعغزة وضعا صعبا مع مخاوف من نفاذ مخزون
القمح، في ظل ارتفاع اسعار الحبوب عاليما بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، وعدم وضوح
موقف الحركة التي تكم القطاع منذ انقلاب 2007
بخصوص مخزون السلع الغذائية.
وفي 12 أبريل الجاري حذرت منظمة أوكسفام
الدولية من نفاد مخزون القمح والدقيق في الأراضي الفلسطينية في غضون 3 أسابيع مع نهاية
الشهر الجاري، مشيرة إلى أن الحرب في أوكرانيا تفاقم أزمة الغذاء للفلسطينيين.
واستندت المنظمة الدولية -التي تعد أكبر المنظمات الخيرية الدولية المستقلة
في مجالي الإغاثة والتنمية- إلى عدم وجود بنى تحتية لتخزين القمح لدى السلطة الفلسطينية،
التي تستورد 95% من قمحها من الخارج، وبالتالي عدم وجود مخزون إستراتيجي لها.
وتوقع رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة عبد الناصر العجرمي، أن يرتفع سعر
الدقيق في حال استمرار أزمة روسيا وأوكرانيا ووقف تصدير القمح؛ لأنهما من أكبر موردي
القمح في العالم للدول العربية، موضحاً أن الأسعار مستقرة حتى اللحظة، ولم يطرأ أي
ارتفاع على سعر القمح والخبز.
وقد صرحت وزارة الاقتصاد الوطني التي تديرها حماس في قطاع غزة بأنها لن تسمح
للتجار برفع الأسعار، مدعية أن لدى قطاع غزة مخزونات من السلع الأساسية كافية للأشهر
الثلاثة القادمة؛ لكن تجار قطاع غزة يقولون إنهم يواجهون نقصاً أجبر بعضهم على الخروج
من السوق.
لقد شهدت الضفة الغربية زيادة في كلفة
الأغذية الأساسية، مثل الدواجن، بعد ارتفاع بنسبة 60 % في كلفة العلف، مقارنة بالزيادة
العالمية، المقدرة بـ 14 % وينشأ التفاوت من حقيقة أن إسرائيل تفرض ضرائب استيراد على
90 % من العلف الفلسطيني الذي تشتريه السلطة الفلسطينية من روسيا وأوكرانيا. كما ارتفعت
أسعار التجزئة لغاز الطبخ والتدفئة بنسبة 6 %.
بدوره، قال مدير دائرة التخطيط والسياسات بوزارة الاقتصاد في غزة أسامة نوفل:
إن طواقم حماية المستهلك التابعة للوزارة تعمل على مدار الساعة لمتابعة الأسعار، مضيفا:
"وضعنا خطة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية لمواجهة تأثيرها على الاقتصاد الفلسطيني".
وتوقع أن تشهد الأيام القادمة ارتفاعاً في الأسعار والأمر مرتبط بالاستيراد
المرتفع، وأؤكد أن المخزون الاستراتيجي متوفر لثلاثة أشهر وخاصة الطحين والقمح.
وحدّدت حماس سعر القمح بوزن 55 كيلو بسعر 88 شيكل للمخابر و90 شيكل للمواطن.
وتمثل روسيا وأوكرانيا 30 % من إمدادات القمح في العالم، فروسيا أكبر المصدرين
عالميا وأوكرانيا ضمن أكبر 5 دول مصدرة، وبحسب بيانات "إس آند بي غلوبال بلاتس"،
كان من المتوقع أن تقوم روسيا وأوكرانيا معًا بتصدير 60 مليون طن من القمح في العام
2021-2022.
وفي وقت سابق حذر برنامج الأغذية العالمي، من أزمة غذائية تلوح في الأفق في
المناطق المتضررة من الحرب في أوكرانيا، بالإضافة لمخاطر تفاقم المجاعة في جميع أنحاء
العالم بسبب توقف إنتاج وتصدير منتجات مثل الحبوب.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي، إنه في الوقت "الذي يواجه
فيه العالم مستوى غير مسبوق من المجاعة، من المقلق جدًا بشكل خاص أن نرى الجوع يظهر
في (بلد) لطالما كان يعتبر مخزن أوروبا".