الحكومة اليمنية تجدد التزامها بالهدنة.. والميليشيات تلمّح لاحتمال فشلها وتسعير الحرب مجددًا
الإثنين 02/مايو/2022 - 08:19 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
صعدت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا انتهاكاتها وخروقاتها للهدنة الأممية، حيث رصد الجيش اليمني 68 خرقاً ارتكبتها الميليشيات الإرهابية للهدنة.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة، أنه تم رصد 31 خرقاً في جبهات محافظة حجة، و22 خرقاً في جبهات محور تعز، و11 خرقاً جنوب وغرب محافظة مأرب، وخرقين في محور الضالع، وخرق واحد في محور أبين، وخرق واحد في جبهة كتاف شمال شرق صعدة.
ومن ضمن الخروقات محاولات تسلل نفذتها مجاميع حوثية باتجاه مواقع عسكرية في جبهتي "حرض وبني حسن" غرب محافظة حجّة، وأخرى غرب "جبل هان" بمحور تعز، وأحبطها الجيش في لحظاتها الأولى. وأشار المركز إلى تعرض مواقع الجيش في كافة الجبهات المذكورة لإطلاق نار من قبل الميليشيات الحوثية بسلاح المدفعية.
في غضون ذلك، ألمحت ميليشيات الحوثي إلى احتمال فشل الهدنة الأممية وتسعير الحرب مجددًا، وفقًا لتصريح قيادي في الميليشيات، حيث قال عبدالملك العجري، القيادي الحوثي، على حسابه في تويتر، وأعادت نشره فضائية (المسيرة) الحوثية: "كل يوم يمر من عمر الهدنة يغلق نافذة من النوافذ المشرعة للسلام".
وبحسب تقارير صحفية عادة ما تلجأ قيادات الحوثي لمثل هذه التصريحات المراوغة، تمهيداً للتنصل من أي التزامات أو اتفاقات، وعُرفت بذلك منذ خوضها الحروب ضد الدولة اليمنية، منذ عام 2004، وصولاً إلى حربها على الشرعية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت مطلع شهر رمضان الكريم عن موافقة الأطراف اليمنية على هدنة تستمر شهرين، ووقف شامل للعمليات العسكرية في اليمن، إلا أن ميليشيا الحوثي عرقلت تنفيذ بنود الهدنة، واستمرت في هجماتها على مواقع الجيش اليمني والمقاومة، بينما استفادت من إدخال سفن الوقود عبر ميناء الحديدة، بالاستحواذ على عائدات الجمارك والضرائب بالمليارات، بينما كان يفترض أن تخصص لصرف مرتبات الموظفين.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الأحد، إن ميليشيات الحوثي، تنصلت من التزامها بتوجيه عائدات المشتقات النفطية القادمة عبر ميناء الحديدة، لتغطية مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة بمناطق سيطرتها.
ووفقاً للوزير اليمني، فإن ميليشيات الحوثي لم تلتزم بتوجيه إيرادات عائدات المشتقات النفطية، لصالح صرف المرتبات، رغم التزام الحكومة بمنح التصاريح اللازمة لسفينتين أسبوعياً، إلى موانئ الحديدة، بشكل منتظم، تنفيذاً لبنود إعلان الهدنة برعاية أممية.
وقال الإرياني، في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" إن الرسوم والجمارك التي تم تحصيلها من قبل ميليشيات الحوثي، على تلك الشحنات 18 سفينة الواردة خلال شهري الهدنة، حوالي 90 مليار ريال يمني.
وأشار إلى أن هذا المبلغ يكفي لصرف مرتبات 3 أشهر تقريباً، لجميع موظفي الجهاز الإداري للدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وطالب الإرياني المبعوث الأممي هانس جروندبرج بتوضيح مصير عائدات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة، منذ بدء سريان الهدنة، مشدداً على ضرورة وضع آلية لصرفها، كمرتبات لموظفي الدولة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم.
وعلى صعيد متصل، جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، التمسك بالهدنة الأممية، رغم كل الخروقات التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي، داعياً إلى ضرورة احترامها والالتزام ببنودها، مشيرا إلى أن مواقف السعودية والإمارات إلى جانب الشعب اليمني ستبقى حاضرة في ذاكرته.
وتعهد العليمي في خطاب وجهه إلى الشعب اليمني، مساء الأحد، بمناسبة عيد الفطر، بالعمل بجدية لتوفير كل الظروف لإنجاح الهدنة الأممية لاسيما تلك المرتبطة بتخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني وحريتهم في التنقل سواء عبر مطار صنعاء او في تعز المحاصرة وكل المحافظات التي يعاني ابناءها من معاناة إنسانية.
وقال "نتوق إلى سلام دائم وعادل وشامل ينهي هذه الكارثة ويبنى على المرجعيات الثلاث ليؤسس لمستقبل آمن لكل أبناء الشعب اليمني".
ووعد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بأن القادم سيكون أفضل لعدن ومنها لكل اليمن، مؤكدا أن عدن كانت حاضرة كأولوية في زيارته مع أعضاء المجلس الرئاسي إلى السعودية والإمارات وخصوصا إعادة تأهيل وتحسين الخدمات فيها وصيانة وتطوير البنية التحتية وتوفير الأمن والاستقرار.