تصاعدت خروقات الميليشيات الحوثية للهدنة الأممية الهشة في شهرها الثاني، ورصد تقرير عسكري صادر عن المركز الاعلامي لقوات الجيش التابع للمجلس الرئاسي، الخميس 5 مايو ، الخروقات التي ارتكبتها الميليشيا في كافة جبهات القتال بمحافظات مارب والجوف وصعدة وحجّة وأبين والحديدة وتعز والضالع، بينها إطلاق 8 صواريخ باليستية.

وأفاد التقرير بارتكاب ميليشيا الإرهاب 341 خرقاً خلال الفترة من 30 ابريل وحتى 4 مايو الجاري, منها 113 خرقاً في الجبهات المحيطة بمحافظة مارب، و69 خرقاً في جبهات القتال غرب حجة، و65 خرقاً في جبهات محور تعز، و43 خرقاً في جبهات الجوف، و43 خرقاً في محوري البرح وحيس جنوب الحديدة (خلال يوم العيد فقط الأثنين 2 مايو)، و4 خروقات في محور الضالع، و3 خروقات شمال وغرب صعدة، وخرقاً واحداً في محور أبين.

وأشار التقرير إلى أن الخروقات تمثلت بقيام الميليشيا الحوثية بتنفيذ عمليات هجومية ومحاولات تسلل إلى مواقع قوات الجيش في مختلف الجبهات منها عملية هجومية وأكثر من 10 محاولات تسلل في أوقات متفرقة.. 

لافتاً الى رصد إطلاق الميليشيا الحوثية 8 صواريخ خلال يومين باتجاه مناطق يمنية وسعودية آهلة بالسكان وباتجاه مواقع عسكرية منها 4 صواريخ باليستية و4 صواريخ كاتيوشا في تصعيد غير مسبوق منذ انطلاق الهدنة.

ونوه التقرير، أن ميليشيات الحوثي أطلقت يوم الاثنين ٢ مايو صاروخاً باليستياً من منطقة جنوب مدينة الحزم بمحافظة الجوف باتجاه مواقع قوات الجيش في الجبهات الشرقية بالمحافظة، وصاروخاً باليستياً من اتجاه المخدرة باتجاه مدينة مارب الساعة، وصاروخاً من شمال مديرية الجوبة على مواقع قوات في الردهة جنوب مارب، واستهداف مواقع قوات الجيش في منطقة الفلج جنوب مارب بـ(4) صواريخ كاتيوشا، وصاروخاً باليستياً من مديرية مستبأ بمحافظة حجة باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وذكر التقرير، تعرّض القرى الآهلة بالسكان طيلة الأيام الخمسة الماضية، في مقبنة غرب تعز وفي مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة لاستهداف ممنهج من قبل الميليشيا الحوثية بالأسلحة الرشاشة المختلفة..

مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية استهدفت الأربعاء ٤ مايو مبنى إدارة أمن تعز المجاور لكلية الآداب وحديقة جاردن سيتي ومبنى النادي الأهلي بقذائف الهاون في عمليتين منفصلتين، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص من رجال الأمن والمدنيين وألحق أضرارًا في السيارات والمنازل، وبثّت الرعب والهلع بين الأطفال والأسر التي كانت تحتفل بعيد الفطر في الحديقة المجاورة.

كما واصلت الميليشيا استحداث مواقع وبناء تحصينات وحفر خنادق في مختلف الجبهات. وعلى مدى ثلاثة أيام (الأحد- الثلاثاء) ضاعفت الميليشيا استحداث مواقع وخنادق وتنصيب مدافع وعيارات أمام مواقع قواتنا في حرض وفي بني حسن وجنوب شرق حيران غرب حجة، وضاعفت الميليشيا الحوثية نشاطها في بناء التحصينات وحفر الخنادق وشق الطرقات باستخدام "الشيول" في مواقع متفرقة شمال وغرب وجنوب مارب، واستحدثت مواقع جديدة شمال وغرب وجنوب مارب ونصبت في بعضها مدافع وأخرى نشرت فيها قناصة.

ودفعت بتعزيزات بشرية وبأسلحة وعتاد إلى مختلف الجبهات شمال وغرب وجنوب مأرب منها 3 عربات (بي تي آر) دفعت بها إلى جبهة صرواح- وكذا دفعت بتعزيزات كثيفة وغير مسبوقة إلى منطقة الأربعين بالجبهة الشمالية لمدينة تعز.

وفي مقابل الانتهاكات الحوثية للهدنة الأممية، طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص هانس جروندبرج، بالتحرك الجاد والحقيقي لردع الانتهاكات والخروقات الحوثية المستمرة والمتصاعدة للهدنة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن مصدر حكومي مسؤول، تأكيده أن الخروقات الحوثية المتكررة للهدنة الأممية تضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لجديتها في الضغط على ميليشيات الحوثي للاستجابة لجهود السلام.

وأشار المصدر إلى أن استمرار الاعتداءات الإرهابية الحوثية وعدم احترامها للهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ، وتنصلها عن تنفيذ الالتزامات القائمة بموجبها وفي مقدمتها رفع الحصار عن تعز، تمثل نهج وسلوك الميليشيات وداعميها في تقويض كل فرص السلام والحل السياسي للأزمة اليمنية.

كما شدد المصدر الحكومي، على ضرورة رفع الحصار بشكل فوري عن محافظة تعز بموجب بنود الهدنة.

من ناحية أخرى، أكدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، على ضرورة إنجاح الهدنة في اليمن، وأن تفي الأطراف بالتزاماتها، بما في ذلك فك الحصار عن مدينة تعز، وتشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء، فيما جدد المجلس الرئاسي، التأكيد على التزامه بالسلام وإنهاء الحرب.

ويرى المراقبون أن الانتهاكات الحوثية للهدنة الأممية والهجمات الغادرة التي استهدفت منطقة مكتظة بالسكان والاعيان المدنية، تمثل انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وخرق للهدنة وتؤكد النزعة الإرهابية لهذه الميليشيات التي لا تلتزم بعهد ولا ميثاق ولا قانون ولا تحترم الاتفاقات ولا تلتزم بالتعهدات.  

كما أن هذه الهجمات الجبانة تأتي إمعانًا في تعميق ومضاعفة معاناة وجراح تعز التي تعاني ويلات الحصار والقصف المستمر منذ سبع سنوات، والتي لم تشفع لها الهدنة التي تمت برعاية أممية ولا قداسة العيد وفرحته.