اغتيال السنوار.. هدف اسرائيل أم ضحية صراع النفوذ في حماس؟
الإثنين 09/مايو/2022 - 04:21 م
طباعة
علي رجب
مع عالت الأصوات في إسرائيل، لاسميا في أوساط اليمين المتطرف، مطالبةً باغتيال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيي السنوار، وهو اعتبرته حركة حماس محاولة فاشلة لطمأنة الإسرائيليين وأنها لا تزيد الحركة إلا إصرارا على مواصلة دورها .
ولكن اغتيال السنوار ليس رغبة اسرائيلية ، فالصراع دخل صفوف الحركة على السلطة والقيادة يزداد في ظل تحكم السنوار في أوضاع غزةن ومخاوف العديد من قيادات الحركة من حضوره الكبير في قيادة حماس، وهو ما يجعل عملية التهديد الاسرائيلية طريقا مفتوحا امام تيارات داخل حماس في الخلاص من السنوار ،الذي يعد حجر عثرة أمام وصولهم للقيادة، فهل يؤدي الى بداية حرب على الوراثة في صفوف قيادة حماس ومن سيقود الحركة خلفا للسنوار؟
داخل حماس هناك تيارات متعددة تتصراع على السلطة والنفوذ والاموال، وكانت الانتخابات الاخيرة التي فاز يحي السنوار كقائد للحركة في غزة، دليلا على ان "السنوار" بحضوره القوي وتحكمه في القطاع وحماس، شخص غير مرغوب فيه من بعض تيارات وقادة حماس، لتهديده مصالح قادة الحركة، ومصالح حماس مع القوى الخارجية.
وفي مارس 2021 تم انتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة للدورة الجديدة 2021-2025ن بعد فشل السنوار في ثلاث جولات من التصويت داخل حماس لاعلان قائد الحركة في غزة، حيث كان نزار عوض الله وهو من مؤسسي حركة حماس مع الشيخ أحمد ياسين، ويعتبر من أشد قادة الحركة صلابة و أكثر القادة الحاليين شبها بالدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسين ابرز قادة المنافسين لـ"السنوار" على منصب قائد حماس في غزة، ولكن في الجولة الأخير حسم المنصب لصالح السنوار، بعدما كان نزار متقدما في الثلاث جولات على قائد حماس.
وبينما انتصر السنوار في الانتخابات، الا انه واجه معارضة كبيرة ومفاجئة لرئاسته الثانية، ولم يشهد عهد السنوار في غزة حربا كبيرة بين حماس وإسرائيل، لكن الظروف المعيشية في قطاع غزة المزدحم والفقير استمرت في التدهور.
كذلك فوز السنوار ادت الى تصاعد دور الجناح العسكري لحماس (كتائب القسام) في قرارات المكتب السياسي لحماس وهو مايهدد السياسيون داخل الحركة ومصالحهمن والذي جاء الى قيادة الحركة بعد التقلبات التي عصفت بداخل حماس، وأدت إلى صعود خالد مشعل وإسماعيل هنية ويحيى السنور لواجهة الصدارة من جديد بعد إجراء الانتخابات الداخلية للحركة، وهو ما أظهر صراع المحاور داخل حماس.
ومكن القول ان هناك أكثر من تيار داخل الحركة، تيار اسماعيل هنية محمود الزهار اقرب الى المحور الايراني، وتيار خالد مشعل أقرب الى المحور التركي القطري، وتيار يحي السنوار والذي يعتمد على الجناح العسكري لحركة وكسب مصالح ونفوذ مستغلا الصراع الخفي بين "هنية" ومشعل".
ويرى مراقبون أن الانتخابات كشفت عن وجود تيارات وقيادات مختلفة لا ترغب في وجود السنوار قائدا في حركة حماس، حفاظا على مصالحها ومصالح القوى والدول المتحالفة مع حماس في الاقليم والعالم، فالحركة منقسمة الى عدة تيارات لصالح الدول في المنطقة فجزء مع المحور الإيراني ، وآخر فضَّل المحور التركي القطري، فيما ثالث يحاول التوزان وكسب دول عربية ذات المعتدلة.
وأضاف المراقبون ان قضية المحاور داخل حركة حماس أصبحت أكثر وضوحا في الانتخابات الأخيرة، والذي وضح من تشكيل المكتب السياسي للحركة بوجود قيادات لها علاقات بالمحورين التركي والايراني.
وأوضح المراقبون أن تهديد اسرائيل بتصفية السنوار، قد يفتح الباب الخلفي لإزاحة السنوار عبر قيادات داخل حماس سواء عبر اغتياله والصاق الجريمة بإسرائيل، أو تقديم معلومات عن عبر طرق واطراف مختلفة للموساد الاسرائيلي فيتم تصفيته.
وأضاف المراقبون أنه بالنسبة لإسرائيل فيحي السنوار ليس أسوأ الأعداء، وربما يكون خليفته أسوأ. كما أن السنوار لن يكون أول قائد لحماس تقوم اسرائيل بتصفيته، فقد اقدمت اسرائيل على إزاحة سلفه يحيى عياشن والتي شهدت اسرائيل موجة التفجيرات الانتحارية التي قُتل فيها 60 إسرائيليًا.