اغتيال بشار الأسد... رسائل إيرانية أم صراع أجنحة في سوريا
الأربعاء 11/مايو/2022 - 03:47 م
طباعة
علي رجب
تداولت تقارير إخبارية مقربة من حزب الله وايران، محاولة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، يوم عيد الفطر المبارك، فيما لم تذكره بيانا أمنية سورية الأمر.
وفي خبر مقتضب دون ذكر تفاصيل ذكرت قناة المنار صباح اليوم الإثنين الموافق 2 مايو 2022، عن محاولة اغتيال الرئيس السوري بشار الاسد اثناء توجهه لاداء صلاة عيد الفطر في جامع الحسن، في حين ظهر بشار الأسد بين جموع المواطنين اثناء إستقباله من قبل المواطنين المتواجدين في محيط جامع الحسين وهو بحالة جيدة.
أيضا زعمت وكالة "إيسنا" الإيرانية أن بشار الأسد تعرض لمحاولة اغتيال أثناء ذهابه إلى جامع الحسن، بحي الميدان الدمشقي للمشاركة في أداء صلاة العيد.
وعادت وكالة "مهر" الإيرانية لتنفي الخبر نقلًا عن جريدة "الوطن" السورية، التي وصفت الأخبار المنشورة بهذا الشأن أنها مجرد شائعات، حيث اتهمت مناوئين للأسد بالتلاعب بالصورة المتداولة عن عملية الاغتيال، ضمن شريط الأخبار.
ويرى مراقبون ان "شائعات" محاولة اغتيال الاسد، التي لم تؤكد من مصادر أمنية سورية، تشير إلى أن هناك محاولة من أجل تحسين صورة الرئيس السوري واظهاره بمظهر المستهدف من قوى غربية، ولكن أيضا رأى اخرون انها قد تكون هناك محاولة فعلا لاغتيال الاسد بيد "اصدقاء" من داخل السلطة السورية او عبر اذرع ايرانية.
ويقول المحلل السياسي محمود جابر لـ"الحركات الإسلامية " أن الخبر ليس غريبا وحتى لو لم تنشره الصحف او وسائل الاعلام السورية، فما تزال الجبهة الغربية وحلفائها ينظرون الى بشار الاسد باعتباره المسئول عن تعطيل خططهم فى تفتيت سوريا وتقسيمها.
وشدد على أن الأسد يشكل حجر عثرة امام مشروع تقسيم سوريا، ونجح خلال اكثر من عشر سنوات في مقاومة مشروع التقسيم، بالرغم من الخسائر التي تكبدتها الدولة السورية.
ورأى "جابر" أن نشر وسائل الاعلام الايرانية والصحف والقنوات العربية المقربة من طهران كقناة المنار التابعة لحزب الله تدلل على أن ايران تقف وراء افشال عملية الاغتيال.
وأضاف نشر محاولة الاغتيال جاءت في وقت اعلن فيه الأسد العفو الرئاسي والافراج عن مئات المعتقلين، موضحا أن الافراج عن المعتقلين والسجون كلام يستقيم مع أي دولة لا تواجه عدوانا مسلحا مدعوما من دول تعادى سوريا فمن الطبيعى ان تكون المواجهة معهم مواجهة حاسمة ومحاكمتهم.
وشدد "جابر" أن أمن البلد او الوطن يتعلق بالجميع ومن يهدد أمن الوطن على الوطن ان يواجه بكل قوة وحسم والا يعد عدم المواجهة خيانة.
وحول وجود صراع أجنحة داخل دمشق على السلطة، قال "جابر" من الطبيعى أن يكون هناك صراع ولكن هذا الصراع ليس تشقق فى جبهة الرئيس ولكنها اختراعات من الداخل وخيانات مدعوة من الخارج.
ياتي ذلك بعد ايام من قرار الرئيس السوري بشار الاسد بتعيين وزيرا جديدا للدفاع، في نهاية أبريل الماضي، أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، المرسوم رقم “115”، ونص على تسمية علي محمود عباس وزيرًا للدفاع، بعد أربع سنوات من تولي علي عبد الله أيوب للوزارة.
ويحمل علي محمود عباس الذي من قرية إفرة في وادي بردى بريف دمشق، رتبة لواء، وهو خامس وزير للدفاع في حكومة النظام منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
أدى وزير الدفاع السورى العماد على محمود عباس يوم الثلاثاء 10 مايو 2022، اليمين الدستورية أمام الرئيس السورى بشار الأسد.
وقال تشارلز ليستر ، الزميل الأول في معهد الشرق الأوسط ، على حسابه الرسمي على تويتر ، إن عباس كان "الرئيس الاسمي للفرقة الرابعة في سوريا. والتي لا يمكن قراءتها إلا بطريقة واحدة: تعزيز كبير لسيطرة عائلة الأسد على الجيش السوري ، باستخدام وكيل ماهر الأسد المفضل ".
وأضاف ليستر أنه "تحت قيادة ماهر الأسد والقيادة الاسمية للواء محمود ، الفرقة الرابعة ، برزت كخبير سلطة في حد ذاتها في سوريا - إنها القوة الرئيسية وراء مكانة سوريا الجديدة .
فيما رأي الكاتب السوري عمر قدور ان عملية الاغتيال ليس الا مسرحية ن موضحا أنه من المحتمل جداً أن يكون بشار الأسد قد خالف سيناريو إيرانياً ينص على تعرضه لمحاولة اغتيال، أثناء وصوله لأداء صلاة عيد الفطر في جامع الحسن في حي الميدان الدمشقي
وأضاف "قدور" انه " ربما، على عجل، أتت الفكرة: لماذا لا يكون هناك عفو عن المعتقلين يُحدث الضجة التي كان يُفترض أن تُحدثها محاولة الاغتيال؟ في الحالتين، سيكون الأسد في مركز الاهتمام، إن نجا وإن عفا، والثانية منهما تعزز من فكرة انتصاره".
ويقول الكاتب والباحث السياسي السوري أحمد شيخو، إن محاولة نشر انباء حول أغتيال الرئيس السوري بشار الأسد من قبل بعض الوكالات والمواقع القريبة من إيران له دلالات ومعاني عديدة ورسائل مبطنة وخصوصاً إنها تأتي في ظل حالة الحرب الأوكرانية وتصاعد حدة الخلافات بين القوى الغربية وروسيا وكذلك في ظل محاولة روسيا تدراك الأوضاع التي لم تكن تتوقعها من الدعم الغربي للجيش الأوكراني وبالتالي من الوارد أن روسيا ليست بالثقل السابق في الملف السوري رغم أنها صاحبة نفوذ قوي على السلطة السورية.
وأضاف "شيخو" أن الأغتيالات عبر التاريخ كانت من مميزات الثقافة والسلطات الإيرانية من عهد حسن الصباح وعمر الخيام وغيرهم ولإيران سجل حافل في موضوع الإغتيالات للمعارضين وللقوى التي تقف في وجه مشاريع إيراني من اليمن إلى لبنان إلى العراق وسوريا وبالتالي أعتقد أن نشر هكذا بيانات أو أنباء أو أقوال تفيد بأن الإيرانيين ربما يريدوا أن يقولوا أن لو فكر النظام السوري أو الرئيس بشار في إحجام النفوذ الإيراني أو التعاون مع الدول العربية على حساب إيران سيكون مصيره مصير على عبدالله صالح وأخرون وخاصة بعد الزيارات والللقاءات بين بعض القادة العرب والرئيس بشار ولقاء تركيا مع بعض دول الخليج التي من الممكن أنهم ناقشوا الملف السوري ووضع شرط أضعاف إيران لإعادة تطبيع العلاقات العربية مع السلطة السورية.
وتابع شيخو قائلا "ولايخفى على أحد أمن هناك تناقضات روسية وإيرانية في سوريا في ملفات عديدة منها الموقف من هجمات إسرائيل وكذلك الموقف من كيفية حل الأزمة أو إجراء اي تسوية وبالتالي من الممكن أن يكون الخلافات تصاعدت مع الخلافات العالمية وتصاعد الاهتمام بالملف السوري حتى يكون أحد أدوات الضغط .كما أن الأغتيال وخاصة للرئيس بشار ظلت من الاحتمالات التي كانت المعارضة المحسوبة على تركيا تروج لها دائما مع المحاولات الحثيثة من بعض الدول لإجراء تغيير من داخل السلطة في سوريا وإزاحة الرئيس بشار ".
وأضاف وفي مرات عديدة ظهرت مثل هذه الأنباء ولم تكن صادقة إنما كانت لمعرفة الرود وربما الآن تحاول بعض القوى معرفة الرأي العام لو تم التخلص من الرئيس وإجراء اي سيناريو في ظل إنسداد الأبواب والحلول الممكنة مع تواجد الرئيس الحالي لحدة الخلافات بينه وبين المعارضة . وعليه من سرب أو نشر هكذا أنباء يريد معرفة المقاربات الممكنة أن تحصل لو قام أحد الأطراف الدولية والإقليمية وعبر بعض الأدوات بالقيام بهذا العمل.