أفغانستان بين التفجيرات الإرهابية وحقوق الإنسان
الثلاثاء 17/مايو/2022 - 12:02 م
طباعة
حسام الحداد
منذ استيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان في 15 أغسطس 2021، وهذا البلد الفقير يعاني الكثير ويخرج من أزمة إلى أزمة، ورغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد يعاني المواطن الأفغاني من أزمات متعددة أهما الأمن وحقوق الإنسان
المستوى الأمني:
لم تستطع حركة طالبان حتى الأن السيطرة على عدد من الحركات والجماعات المتطرفة والمعارضة لحكم طالبان حيث تكثر العمليات الإرهابية التي تستهدف المواطنين في الداخل الأفغاني وأقربها اليوم قتل شخص وأصيب خمسة آخرون في انفجار في منطقة كوز كانار بإقليم ننجرهار شرق أفغانستان، بحسب مسؤولين أمنيين فى طالبان.
ونقلت وكالة أنباء "خاما برس" الأفغانية عن مسئولين قولهم إن الحادث وقع خلال تجمع يعقد كل أسبوع في هذه المنطقة.
وقال مسؤولون إن الانفجار نجم عن قنبلة مغناطيسية موضوعة فى سيارة.
ونقل الجرحى إلى مستشفى منطقة ننجرهار لتلقى العلاج اللازم، بحسب المسؤولين. الذين أشاروا إلى أن الشرطة تجري تحقيقا للوقوف على ملابسات الحادث.
أما على المستوى الحدودي فقد وقعت اشتباكات أول أمس الأحد 15 مايو 2022، بين قوات تابعة لحركة "طالبان" الأفغانية وحرس الحدود الطاجيكي عند الحدود بين الدولتين. وذكرت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" نقلا عن مصادر في شمال أفغانستان أن الاشتباكات المزعومة استمرت نحو أربع ساعات قرب بلدة شيرخان بندر.
وقالت مصادر القناة إن الحادث وقع بعد مشادة كلامية بين الجانبين، مشيرة إلى أن عناصر "طالبان" أطلقوا النار على أراضي طاجيكستان ثم ردت قوات حرس الحدود الطاجيكية بنيران مضادة.
المستوى الحقوقي:
قال مسؤول الاثنين 16 مايو 2022، إن سلطات طالبان في أفغانستان حلّت خمس إدارات رئيسية في الحكومة السابقة التي كانت تدعمها الولايات المتحدة، ومنها لجنة حقوق الإنسان، إذ اعتبرتها غير ضرورية في مواجهة أزمة مالية.
كانت سلطات طالبان قالت يوم السبت 14 مايو 2022، إن أفغانستان تواجه عجزا في الميزانية قدره 44 مليار أفغاني (501 مليون دولار) في السنة المالية الحالية وذلك لدى إعلانها عن أول ميزانية وطنية سنوية لها منذ أن تولت في أغسطس آب الماضي مقاليد السلطة في الدولة التي عصفت بها الحرب. وقال إنعام الله سمنكاني نائب المتحدث باسم حكومة طالبان لرويترز "لأن هذه الإدارات اعتُبرت غير ضرورية ولم يتم تضمينها في الميزانية، فقد تم حلها".
كما تم حل المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، وهو مجلس الأمن القومي الذي كان ذات يوم رفيع المستوى وكذلك لجنة الإشراف على تنفيذ الدستور الأفغاني. وكان الرئيس الأفغاني السابق عبد الله عبد الله آخر من ترأس المجلس، الذي كان يعمل على التفاوض على إحلال السلام بين حكومة الرئيس السابق أشرف غني المدعومة من الولايات المتحدة وحركة طالبان المتمردة آنذاك.
ومنذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس عام 2021، أصدرت الحركة العديد من القرارات التي تقيد حرية النساء - فقد حظرت عليهن تولي وظائف حكومية والتعليم في المرحلة الثانوية والسفر لمسافة تزيد عن 72 كيلومترا بدون محرم.
بعض النساء الأفغانيات يعتبرن القرار الأخير بشأن تغطية الوجه هو أحدث هجوم على حقوقهن الإنسانية.
تقول سنا التي فقدت وظيفتها بسبب تولي طالبان السلطة وتواجه الآن صعوبات مالية : "أشعر بأن مجرد كوني امرأة يعتبر جريمة في أفغانستان".
"لا يهم ما سيختارون لي من ملابس، فأنا لن أغادر منزلي على أية حال. الوضع ميئوس منه".
الكثير من النساء الأفغانيات يرتدين بالفعل نوعا ما من أنواع الحجاب، وهو عبارة عن وشاح يغطي الرأس والرقبة، لكن القيود الجديدة تفرض عليهن ارتداء النقاب الذي يغطي الوجه فيما عدا العينين، أو "البرقع" الذي يغطي جميع أنحاء الجسم والوجه ويحتوي على قطعة من القماش ذات ثقوب صغيرة تغطي منطقة العينين.
وحكمت طالبان أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001 بقبضة من حديد وطبقت نسخة متشددة من الحكم الإسلامي، شملت منع النساء من التعليم والعمل. وبعد توليها زمام الأمور العام الماضي، أكدت طالبان للعالم أنها ستكون أكثر اعتدالا. لكنها لم تسمح بعد للفتيات الأكبر سنا باستئناف التعليم، ووضعت أيضا قواعد تلزم النساء والفتيات بارتداء الحجاب وتطلب منهن اصطحاب أقاربهن من الذكور في الأماكن العامة.