في إطار جهود المطالبة بفك الحصار على مدينة تعز اليمنية والذي تفرضه ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا منذ العام 2015، سلم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يطالبه بالضغط على ميليشيا الحوثي، لاستكمال تنفيذ كافة بنود اتفاق الهدنة الإنسانية التي تستمر شهرين. 

وسلم رسالة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وزير الخارجية أحمد بن مبارك، وقال بن مبارك إن الرسالة "تطالب الأمم المتحدة بممارسة كافة الضغوط لاستكمال تنفيذ كافة بنود الاتفاق وعلى رأسها رفع الحصار عن محافظة تعز وفتح المعابر والطرق وتسهيل انتقال المواطنين، وكذا تخصيص رسوم الشحنات النفطية الواردة لميناء الحديدة لتسليم مرتبات الموظفين".

واتهم ميليشيا الحوثي بـ "التنصل والتهرب من الإيفاء بالتزاماتها وهو ما يُنذر بزعزعة هذا الاتفاق"، مشدداً على أهمية ممارسة الأمم المتحدة الضغوط الكافية على الحوثيين لتنفيذ الجزء المتعلق برفع الحصار عن تعز، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

في غضون ذلك أدى عشرات اليمنيين صلاة الجمعة، أمس، بالقرب من "عقبة منيف" المؤدية إلى منطقة "جولة قصر الشعب" شرقي مدينة تعز، للمطالبة بفك الحصار على المدينة. 

وندد خطيب الجمعة باستمرار حصار ميليشيات الحوثي على المدينة، ومحاولتهم التهرب من فتح المنافذ تنفيذاً لاتفاق الهدنة الإنسانية، مطالباً مجلس القيادة الرئاسي بتحمل مسؤولياته الوطنية والإنسانية تجاه المدينة. واستنكر خطيب الجمعة، تراخي الأمم المتحدة بشأن ملف تعز، رغم حرصهم على تنفيذ مطالب الطرف الآخر، أبرزها، فتح مطار صنعاء ووقف الغارات الجوية.

وعلى صعيد متصل، دشن ناشطين وإعلاميين يمنيين قبل أيام حملة إلكترونية ووقفات احتجاجية تطالب بإنهاء الحصار على تعز وفتح منافذ شرق وغرب المدينة المغلقة منذ نحو 8 سنوات.

في المقابل، ردت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا على الدعوات الدولية والإقليمية المُطالبة برفع الحصار الحوثي عن مدينة تعز، بتكثيف إطلاق الطائرات المسيرة فوق منافذ المدينة المحاصرة، في تحدٍ واضحٍ لجهود التهدئة.

وقال سكان محليون، إنهم لاحظوا طائرات مسيرة تابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية تحلق بكثافة فوق المنفذ الشرقي لمدينة تعز، بالتوازي مع استمرار الجماعة بنشر قناصاتها في البوابات المؤدية إلى المدينة.

وأوضحت المصادر أن الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين لوحظت تحلق بكثافة فوق منطقتي الشرف والرجم بمديرية صالة (شرقي تعز)، الأمر الذي اعتبر مؤشرًا على مزيد من التعنت والتصعيد العدواني الحوثي.

وأشار السكان إلى أنهم اضطروا إلى البقاء في منازلهم طيلة الساعات الماضية خشية تعرضهم للاستهداف من قبل الميليشيا الحوثية، في ظل هدنة سارية منذ أبريل الماضي برعاية الأمم المتحدة.

يشار إلى أنه في الثاني من أبريل الماضي، دخلت هدنة إنسانية برعاية الأمم المتحدة، حيز التنفيذ لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده.

كما تتضمن الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.